TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > اشتراكية المكسيك وازدهار الرسم

اشتراكية المكسيك وازدهار الرسم

نشر في: 27 أغسطس, 2013: 10:01 م

اطلقت الحرب الأهلية المكسيكية في عام 1910، ثورة ثقافية، والمعرض الرائع الذي اقيم مؤخراً يعكس صورة مضيئة للفنانين الذين تجاوبوا مع ذلك الحدث سواء في المكسيك او الدول المجاورة.وفي الوقت الذي يتابع العالم فيه فظائع الحرب الاهلية السورية وايضاً ما يحدث ف

اطلقت الحرب الأهلية المكسيكية في عام 1910، ثورة ثقافية، والمعرض الرائع الذي اقيم مؤخراً يعكس صورة مضيئة للفنانين الذين تجاوبوا مع ذلك الحدث سواء في المكسيك او الدول المجاورة.وفي الوقت الذي يتابع العالم فيه فظائع الحرب الاهلية السورية وايضاً ما يحدث في مصر، فان هذا المعرض يذكّرنا كيف ان الثورات قد تتحول الى العنف وانها قد تمتد لأشهر او اعوام حتى تستقر أوضاع البلد. والثورة المكسيكية التي عرضت مؤخراً اللوحات التي انبثقت منها، في معرض اقيم في الاكاديمية الملكية للفنون-لندن، كانت شديدة العنف، انبثقت اساساً ضد حكم الرئيس بورفيريو عام 1910، (بقي في الحكم 35 عاماً)، وقد استمرت تلك الحرب عشرة اعوام، وبلغت اعداد القتلى حوالي مليون شخص، والكثيرون منهم ماتوا جوعاً او مرضاً، نظرا لانتشار الأمراض مع تصاعد القتال والجوع.

ومن الملحوظ ان الحرب الاهلية الامريكية، كانت السبب في شهرة عدد من المصورين الفوتوغرافيين، اذ ان صورهم الفوتوغرافية كانت تشير الى المجازر التي ارتكبت في تلك الحرب ومنهم: المكسيكي مانويل راموس والامريكي والتر هـ.هورن.

اما الرسم فقد وجد الامر صعباً في التعامل مع المصائب، التي انتجتها الحرب الاهلية ومع ذلك فان المعرض يتضمن، لوحتين مهمتين رسمتا في وقت مبكر، وقبل تدفق الاعمال الفنية المكسيكية عن الثورة، و اللوحتان هما: (منظر طبيعي) للرسام فرانسيسكو غوتيتيا، ويظهر فيه 11 رجلاً مشنوقاً، وتحمل اللوحة سمات من فن الرسام الإسباني غويا الوحشي، حيث الجثث معلّقة من شجرة واحدة، في صحراء فاتحة اللون، وفي الوقت نجد ان لوحة ساتورنينو بعنوان (امرأة) هي لوحة تمثل امرأة، اشبه بتلك التي كان يرسمها فيلازكوز او مانيه، ولكن مع ضربات قوية- وهي تمثل (غويتيا)، المرأة التي تطوعت لخدمة القائد الثوري الشمالي، (بانشو فيللا)، وكان الرسام فرانسيسكو، قد شهد بنفسه قسوة ووحشية الحرب، قبل ان يتم اغتيال (فيللا) من قبل الحكومة.
ان الحافز الحقيقي للفن المكسيكي جاء مع انتهاء الحرب واعلان الجمهورية الجديدة في عام 1920، وكانت نتيجتها، كما هي العادة، لصالح القوى النظامية وليس للحركة الراديكالية، التي كان الفلاحون يمثلانها، لشخص القائد (إميليانو زابابا وكان حرارة خيانة الثورة اشد من الحرب نفسها).
ولكن زاباتا، لم يركن في زاوية النسيان اذ ان هوليوود، قدمت فيلماً شهيراً عنه، بطولة مارلون براندو في دور البطل الشهيد.
ومهما كانت نتيجة الثورة، فانها وضعت المكسيك على الخارطة، وبدأ الفنانون يتدفقون اليها، للاستفادة من حكومتها الاشتراكية وفي الوقت نفسه، جذبت المكسيك ايضاً، الكاتب د.هـ.لورنس ومالكولم لوري. وكتاب وفنانين جاءوا من أوربا للمشاركة بتلك الاجواء التي خلقتها الثورة: العالم الجديد الشجاع للفنون.
ومن أبرز الاسماء التي انبثقت إثر فورة الثورة المكسيكية نجد: دييغو ريفييرا، ديفيد الفارو وجوزيه أوروزكو- ويعرف باسم (لوس تريز غريندرز). وقد تأثر عشاق الرسم باعمالهم وجرأتهم وثقتهم بلوحاتهم التي تعكس مشاهد للبلد الذي تحرر من الاضطهاد، واعاد اكتشاف حضارته القديمة الجذور: حضارة المايا.
ولم يتعامل كافة الرسامين في المكسيك مع الثقافة السياسية، ولكنهم جميعا عبّروا عن تحررهم من الاضطهاد، وبدأوا يعبرون عن مشاعرهم الوطنية، عبر الالوان والناس، لتقديم فنّ خاص مرتبط بالمكان.
والجانب الاخر من الفن المكسيكي كان تدفق الرسامين الى البلاد من كل الجهات، والسجل الذي يحمل اسماء الفوتوغرافيين الذين وصلوا البلاد، يبدو وكأنه سجل للاسماء البارزة في هذا الحقل.
وقد تدفق ايضا العشرات من الرسامين الى المكسيك من اوربا والولايات المتحدة الامركية.
ومع ان المصورين الاجانب قدموا الكثير من الصور الفوتوغرافية البارزة، فانهم كانوا مع ذلك، قد تأثروا بالتجربة المكسيكية.
وتاريخ الفن المكسيكي يمكن كتابته عبر قصص الحب التي ربطت بين الفنانين ومنها: إدوارد ويستون وتيناموديتي، روفينو تامايو وماريا إزكيويردو، وبطبيعة الحال قصة الحب التي ربطت ما بين فريدا كاهلوا ودييغو ريفييرا، وقد استفادت المرأة من الاجواء الثورية التي سادت البلاد، وبدأت بالمناداة بحقوقها، كما ان الموديل الايطالية تينامودوتي. اصبحت نموذجاً للجيل الجديد من النساء، قبل ان يتم اخراجها من المكسيك بسبب آرائها السياسية.
في عام 1930 (وقد عادت عام 1939 باسم مستشار بعد قتالها في الحرب الإسبانية الأهلية).
ان الفنون قد ازدهرت في المكسيك ما بين اعوام العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، لأن حكومتها كانت تشجع الفنون وتتكلف بنفقات الرسامين ومعارضتهم.
 عن: لوس أنجلس تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram