تتابع موسكو بقلق الاستعدادات الامريكية والغربية لشن هجوم على حليفتها سوريا، مما سيضعها في موقف حرج للغاية بعد ان دافعت عنها ووفرت لدمشق غطاء سياسيا ومدتها بالاسلحة والمعونات الاقتصادية للصمود بوجه المسلحين. وقالت روسيا انها لن تدخل في حرب مباشرة من ا
تتابع موسكو بقلق الاستعدادات الامريكية والغربية لشن هجوم على حليفتها سوريا، مما سيضعها في موقف حرج للغاية بعد ان دافعت عنها ووفرت لدمشق غطاء سياسيا ومدتها بالاسلحة والمعونات الاقتصادية للصمود بوجه المسلحين. وقالت روسيا انها لن تدخل في حرب مباشرة من اجل سوريا ولكن هناك احتمالات قوية بانها ستتدخل بصورة غير مباشرة وتستخدم مختلف الخيارات المتاحة لها. وتخلق التصريحات التي يدلي بها المسؤولون والمحللون السياسيون الروسي بان الضربة ضد سوريا باتت وشيكة. وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الدوما، المجلس الأدنى للبرلمان الروسي الكسي بوشكوف ان واشنطن "لقد تم اتخاذ قرار من قبل الولايات المتحدة حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا"، وقال في مدونته على الانترنت إن الولايات المتحدة قد اتخذت بالفعل قرارا بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا".
من جهته قال مدير معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، عضو مراسل في أكاديمية العلوم الروسية فيتالي نومكين: "إذا قام شركاؤنا الغربيون بعملية عسكرية ضد سوريا فإنها ستثير مشاجرة بيننا وبين أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي، وهذا إجراء سنعتبره غير قانوني، وكما يمكن أن يتوقع، سنطالب بطرح هذه المسألة في مجلس الامن الدولي. وان العواقب، كما أعتقد، ستكون كارثية بالنسبة للعالم العربي والإسلامي – وسيتم تدمير سوريا نهائيا والغرب في هذه الحالة لا يبدو أنه نصيرا للحرية والعدالة".
وكان لافروف واضحاً في قوله إن روسيا لن تدخل في حرب مباشرة مع أي كان من أجل سوريا، ولكن الحديث هنا يدور حول تدخل ميداني ومباشر، بالتالي فإن كلام لافروف لا يستبعد أو يستثني تدخلاً روسيا عبر وسائل أخرى.
وقال رئيس تحرير مجلة روسيا في السياسة العالمية، فيكتور لوكيانوف في حديث صحفي «انا لا أتحدث هنا عن المساعدات العسكرية لسوريا، والتي تؤكد روسيا أنها تجري وفق عقود قديمة، لأن إمكانية تسليمها إلى الجانب السوري في حالة الحرب ستكون غير ممكنة. وهنا لا يستبعد أن تقوم روسيا بمساعدة إيران، التي ستقوم من جهتها بمؤازرة سوريا".
وأكد لوكاينوف في الحديث نفسه أن «روسيا ستساعد سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، حسب ما توفره الظروف»، مشيراً إلى أن موسكو لا تزال تحذر الغرب من عواقب التدخل العسكري.
وعن الموقف الروسي، قال لوكيانوف: «إذا ما وضعنا جانباً احتمال التدخل الروسي غير المباشر، فعلى الأرجح سيكون موقف الكرملين تجاه سوريا مشابهاً لموقفه إزاء العراق في العام 2003، حيث بقيت روسيا جانباً لتراقب. وما حدث في العراق يثبت من جديد النظرية الروسية القائلة بمساوئ التدخل العسكري على الأراضي الأخرى. فالأميركيون لم يخرجوا منتصرين من العراق، وفي سوريا سيكون الوضع على ما هو عليه. ولا شك في أن روسيا بحيادها، إذا ما اعتمدت الحياد، ستكون خاسرة على مستويات عدة في المنطقة لأنها ستكون قد تركت مواقعها وثمن العودة ليس بالبخس".
ويعتبر لوكيانوف أن احتمالات التدخل العسكري الغربي موجودة في سوريا إلا أنها ربما ليست الخطوة التالية مباشرة، معتبراً أن واشنطن ستسعى للتدخل بداية عن طريق دعم المعارضة بشكل مكثف بالأسلحة وبالمعدات في انتظار تغيير موازين المعركة، وإذا لم تنجح فربما ستبدأ بالتجهيز لحربها.
وبالفعل، فإنّ روسيا لم تدخل، ولن تدخل، طرفاً في حرب ميدانية، وما قاله لافروف عندما طرح أمثلة يوغوسلافيا والعراق وليبيا يعكس حقيقة ما يفكر به الروس، ولكن من الصعب الاعتقاد فعلاً بأن روسيا ستتخلى عن سنتين ونصف السنة من القتال السياسي على المنابر الدولية من أجل سوريا.