على الرغم من الحظر المفروض دولياً على وسائل الإعلام والجهات الرسمية بعدم الترويج للسجائر، قامت قيادة عمليات بغداد مؤخرا بتوفير مظلات تحمل دعاية لنوع من السجائر ، وضعت في مئات السيطرات المنتشرة في العاصمة ، وبنظرة واحدة للسقائف المعدنية يستطيع أي شخص ان يتعرف على ابتكار قيادة العمليات بوضع العناصر الأمنية تحت مظلات تحمل سجائر ماركة تجارية .
مطلع عام 2003 شيدت وزارة النقل مظلات خرسانية لانتظار حافلات نقل الركاب ، وتبين في ما بعد وبحسب "فتوى" لاحد المسؤولين في الوزارة ، بان المظلات تحمل النجمة السداسية ، وعندما رفع فتواه الى الجهات العليا ، حصل على قرار يقضي بإزالة وإزاحة معالم النجمة لأنها من وجهة نظره رمز للصهيونية ، وخلال ساعات نفذ القرار بالمعاول ، واختفت معالم النجمة على الرغم من أنها تعد عنصًرا في الزخرفة الاسلامية ، واستخدمت في المراقد والمواقع الدينية، قبل مئات السنين .
وبسبب النجمة السداسية تعرض صيدلاني في حي المنصور للاعتقال من قبل جهاز مكافحة الجريمة الاقتصادية وقتذاك، لبيعه محراراً لقياس درجات الحرارة يحمل تلك النجمة ، وبعد ان اثبت ان الجهاز مستورد من قبل جهات رسمية بموجب عقد مع شركة المانية، اطلق سراحه بتدخل المعارف من المسؤولين والمتنفذين بكفالة مالية، مع التوقيع على تعهد يلزمه بالامتناع عن بيع أية بضاعة تحمل إشارة اوعلامة لدولة معادية للعراق.
مع الفارق الكبير بين الترويج لنوع من السجائر و النجمة السداسية ، وجهل البعض بمعرفة أصولها التاريخية ، تبرز التساؤلات عن جدوى جعل المظلات أماكن لإعلانات تجارية ، لصالح جهة تعتقد بانها اختارت المكان المناسب المفروض على اهالي العاصمة مشاهدته قسرا، وتحت ضغط معاناة الانتظار والتذمر من تشديد الاجراءات الأمنية "الكلاسيكية" ، قد يضطر سائق السيارة ومن معه الى إشعال سيجارة من النوع المعلن عنه ، ضارباً عرض الحائط التحذير من الإصابة بأمراض الرئة والقلب وتصلب الشرايين ، لان العراقي هو الوحيد بين شعوب العالم شاهد" نجوم الظهر" وليس باستطاعته اليوم الاستجابة الى إرشادات طبية للحفاظ على" أمنه الصحي" في ظل الخروقات اليومية الكارثية للملف الأمني .
الإعلان عن السجائر في السيطرات، قد يدفع الأطراف المعروفة بمواقفها المعارضة لمجمل الأداء الحكومي وخاصة على الصعيد الأمني ، الى المطالبة باجراء تحقيق حول احتمال وجود صفقة مالية بجعل السيطرات أماكن للاعلانات ، ورداً على هذه "التقولات والتخرصات والاكاذيب" التي يثيرها من يرتبط باجندات خارجية ، من الطبيعي ان يعلن مسؤول ان الاموال المخصصة للمؤسسات الأمنية سنوياً تبلغ 16 مليار دولار ، ولذلك فهي ليست بحاجة الى مبلغ إعلان تجاري ، وعناصرها يتقاضون رواتب شهرية ضخمة لتحصينهم من محاولات أصحاب النفوس الضعيفة لشراء ذممهم ، محذًرا في الوقت نفسه المتصيدين بالماء العكر من إثارة فتنة طائفية ، والتقليل من أهمية انتشار السيطرات في العاصمة ، واستخدام مظلات سجائر لاتقاء حرارة الشمس في نهار صيف ساخن تظهر فيه بوضوح نجوم الظهر.
سجائر عمليات بغداد
[post-views]
نشر في: 27 أغسطس, 2013: 10:01 م