يتنهد برايان دي بالما قائلاً:" أرغب فقط في تصوير النساء الجميلات بشكل أنيق ما أمكن". يتذكر المخرج كيف كان رد فعل النقاد على فيلمه الجديد "شغفPassion" حين عرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السنة الماضية. بالرغم من أنه اشتغل في العديد من الأصناف الفيلمية خ
يتنهد برايان دي بالما قائلاً:" أرغب فقط في تصوير النساء الجميلات بشكل أنيق ما أمكن". يتذكر المخرج كيف كان رد فعل النقاد على فيلمه الجديد "شغفPassion" حين عرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السنة الماضية. بالرغم من أنه اشتغل في العديد من الأصناف الفيلمية خلال 45 سنة من مهنته – من العصابات إلى السرقة، ومن الخيال العلمي إلى الرعب- فإن النقاد عقدوا مقارنات مباشرة مع اثنين من الأفلام التي صنعهما دي بالما في بواكير الثمانينات وبالأخص "ارتدى ليقتل" و"جسد مضاعف". ولكون النقاد يفضلون أن لا يمعنوا النظر في إنجازاته التقنية فقد ذهبوا مباشرة لما رأوه كونه افتتانه الدائم بالشكل الأنثوي- بالأخص تلك التي على وشك القتل.
يبدو دي بالما مستسلماً لمقاصده الأنيقة التي أسيء استعمالها. يقول:" إنه نوع من الفن الخاسر. أعني إني لم أعد أفكر بأي شخص يهتم به. إني أتفاجأ دائماً حين استقبل ردود الأفعال النقدية التي تقول أنّ فيلمي رديء". يضحك:" فما الرديء فيها؟ يقولون أنها "هراء أوربي إيروتيكي". وأنا أرد عليهم" ما الذي تتحدثون عنه؟ هؤلاء النسوة يظهرن رائعات. قضيت الكثير من الوقت لأجعلهنّ أنيقات ما أمكن".
يعتمد الفيلم على فيلم سابق لألان كورنو مصنوع عام 2010 بعنوان "جريمة الحب" وتؤدي راشيل مكآدمز دور "كرستين" المديرة التنفيذية لوكالة إعلان التي تستغل زميلتها الهادئة "إيزابيل" (نومي ريبيس) ثم تقتل من قبل شخص مقنع. تكون إيزابيل محل شك واضح- لكن هل فعلتها؟ يبقي "دي بالما" اللغز معلقاً لكن اللغز الأكبر هو: لماذا استعمل فيلماً معاداً كي يرجع إلى الفيلم المثير المشحون جنسياً وهو النوع الذي يمنحه براءة بالأخص؟ هل السيناريوهات الجيدة من الصعب الحصول عليها؟ يجيب:" كلا فكرت فحسب أنّ ذلك كان فكرة جيدة جداً. كانت فكرة كورنو هي أن أسوأ شيء تفعله امرأة لامرأة أخرى هي أن تذلها على العلن. وذلك يؤدي إلى الجريمة وهي الفكرة التي هيمنت على فيلمي".
كيف يختلف فيلمه "شغف" عن الأصل؟ فيلم كورنو يدور حول امرأة أكبر وامرأة أصغر. يقول:" وأود أن أقول إن إحدى الاختلافات الرئيسة إن كورنو كشف هوية القاتل خلال الجريمة., وأنا أيضاَ غيرت أغراض الشرطة الإجرائية. لقد رأينا العديد من المرات في التلفزيون المخبرين وهم يحققون مع الناس. ذلك هو السبب أني وضعته في مشهد حالم لذا فأنت غير متأكد من أنه حدث أو لم يحدث".
الشيء غير الموجود بالتأكيد في الفيلم الأصلي لكورنو هو المشهد الذي يظهر فيه دي بالما الجريمة. إيزابيل في الباليه وتنقسم الشاشة إلى قسمين- كما في فيلم دي بالما الكلاسيكي المرعب عام 1976 بعنوان" كاري". في أحد القسمين نرى القتل؛ في القسم الآخر نرى راقصتين تؤديان باليه "مساء إله الحقول" لنجنسكي وتنظران مباشرة إلى الكاميرا. يقول:" أنا مفتتن بتلك الباليه لعدة سنوات. كانت على اليوتيوب. صور في الستينات فيديو أبيض وأسود. أحببت الفكرة – الراقصون يتفاعلون بعضهم مع بعض وينظرون إلى أنفسهم طوال الوقت. كان صادماً حين عرض لأول مرة لأنه كان في غاية الصراحة الجنسية. لذا رغبت أن استعمله. وحين رأيت فيلم كورنو كان ثمة مشهد إذ يقول المخبر للمشكوك بها:" أين كنتِ؟" فتجيب:" كنت في الباليه" وفكرت:" ووه، الآن عثرت على مكان أضعه فيه".
كان دي بالما هو الرجل الذي قدم مارتن سكورسيزي إلى روبرت دي نيرو وهو الذي – بأمر من جورج لوكاس- قص تلك الكلمات المشهورة في بداية فيلم "حرب النجوم" ( قبل وقت طويل وفي مجرة بعيدة جداً..) إلى مسألة أبلغ جعلته على الشاشة. ومثل اولئك المخرجين نشأ دي بالما في زمن كانت فيه الأفلام وشاشات العرض ضخمة., يقول ضاحكاً:" رأيت فيلم "الدوامة" على "فيستا فيجون"- عام 1958 في "راديو سيتي ميوزك هول". ولا عجب أن خلقت فيّ انطباعاً!" ومع ذلك، وكما أن أفلامه تبدو وكأنها أصبحت أصغر مرة أخرى فإن دي بالما يقول بأنه لم يكافح من أجل أن يجد العمل. لقد حصلت على العديد من الأشياء التي لم أكن مهتماً بها. أستطيع العمل على ميزانيات كبيرة وميزانيات صغيرة. إني مهتم بما يثيرني فقط".
ذلك يعني أنه بالتأكيد ابتعد عن الأفلام الضخمة والتي كانت سابقاً تجارته الرائجة: من الفيلم الناجح "المحصنون"-1987 إلى الفيلم المصنوع رقمياً المخيب للآمال " رحلة إلى المريخ". يقول:" اعتقد أنها كلها جزء من منحنى مهنة المرء. حينما أنظر إلى تلك الأفلام الرقمية الضخمة اعتقد بأن "الحياة جدّ قصيرة". أنا ليس لديّ ذلك النوع من الوقت كي أقضي ثلاث سنوات أو أربع جاعلاً من تلك الأشياء تبدو مناسبة. وأنا حقيقة غير مهتم بأفلام كتب الصور الهزلية. لماذا سأكون؟ أنا في الثانية والسبعين من عمري! وأنا في غاية السعادة عند المستوى الذي أعمل عليه الآن. لقد اشتغلت تقريباً في كل نوع قابل للتخيل. إضافة إلى أنك حين تصنع تلك الأفلام الكبيرة الميزانية فإنك تواجه الكثير من اللقاءات في الاستوديوهات. وأنها مضجرة".
والمفاجئ أن دي بالما لا يظهر أي استياء حين يتكلم عن إعادة فيلم "كاري" من قبل كمبرلي بيرس وهو صانع فيلم "الأولاد لا يبكون" عام 1999 والذي يدور حول رجل متحول يتعرض للضرب والاغتصاب والقتل.
يقول:" كمبرلي مخرج بارع وسأكون في غاية الاهتمام أن أرى كيف تعامل معه" من منهما الأكثر سخاءً ذلك ما لم يرد أن يعرفه أغلب المخرجين.
يقول: رأيت فيلم "كيري" المعاد مغطى بالدماء وبدا جيدا كلياً بالنسبة لي".
وما هو الجديد في صنعته؟ التقاعد؟ يقول:" إن مدير التصوير أكبر مني وقام بإدارة تصوير أفلام المودوفار. إنه في الرابعة والسبعين وأراه واقفاً طوال الوقت. قلت له:" لماذا لا تجلس" فيجيب:" إذا ما جلست سأنام". وأظن هذا الأمر ينتظرني".