أعضاء مجلس النواب العراقي سدد الله خطاهم ، وكثر الله من أمثالهم لخدمة "الجماهير الكادحة والشغيلة" اي قواعدهم الشعبية ، دخلوا في سبات عميق ، بتخديرمقصود ممنهج من قبل رؤساء كتلهم ، فتعطل الأداء التشريعي والرقابي ، فيما ينتظر عباد الله تمرير مشاريع مهمة تتعلق بتحسين المستوى المعيشي وتحقيق برامج التنمية ، فضلا عن القضاء على الفقر في بلد يستخدم أرقاماً خرافية بالانفاق الحكومي، اما المشاريع الاخرى ومنها قانون الاحزاب مثلا مطلب القوى السياسية المؤمنة بالديقراطية ، فدخل هو الاخر في سبات طويل منذ الدورة التشريعية السابقة والحالية ، وليس من المستبعد ان يرحل الى البرلمان المقبل ، مادام تعطيله يخدم مصالح كتل كبيرة ، ترغب وقد تصر على ان تكون خريطة التوافقات السابقة هي القاعدة السائدة في تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث بمعنى "ذاك الطاس وذاك الحمام" ولاتغيير متوقعاً في الوجوه ، وهنا تكمن العبرات والحسرات .
سبات النائب ، يشبه الى حد ما تناول حبوب الفاليوم من قبل شخص ، ادمن تعاطيها مع انواع اخرى لغرض "الهروب من الواقع " فاستحق "لقب المكبسل" والفرق بين الاثنين ،ان الاول متشبث بالواقع الى حد استخدام الركلات واللكمات والشتائم للدفاع عن فكرة ما ، تنفيذا لاوامر رئيس الكتلة ، اما الثاني فمحبط ويعاني اضطربات نفسية ، وتنتابه بين اونة واخرى حالات هستيريا ، فيقوم بشن صولات على أفراد أسرته للحصول على مصروفه اليومي ، لتغطية نفقات تعديل مزاجه سواء بشريط من الحبوب او "بطل عرك " من منشأ محلي، لطالما وصف من قبل مجربيه بانه ذو مفعول ساحر يجعل شاربه ، يشعر بانه ملك زمانه، لساعات ، وفي الصباح يجد "المكبسل" نفسه مخلوعاً من العرش الوهمي، والبلاط خالياً من الحاشية والمداحين وحتى من رؤساء الكتل في تلك المملكة الخيالية .
مجلس النواب الحالي لم يستطع اقرار قوانين مهمة ، وما شرع منها من قبيل المصادقة على اتفاقيات والغاء تشريعات سابقة ، يكشف بوضوح عن سبات اعضائه ،في حين شهد المجلس خلال دورته الحالية العديد من المشاجرات ، ومقاطعة كتل للجلسات ، فضلا عن تلويح بعضها بالانسحاب من العملية السياسية ، ويتصاعد تبادل الاتهامات امام الكاميرات ، والنتيجة صولة فاشلة ، والعودة الى المقاعد باقل الخسائر ، ثم الدخول في فصل سبات عميق ، وارتفاع اصوات الشخير.
اداء مجلس النواب وبحسب المتابعين لنشاطه طيلة ثلاث سنوات من عمره لم يحظ باهتمام الشارع العراقي ، إلا في حال حصول شجار وتبادل لكمات ، ورشق بالاحذية وقناني المياه ، وكان لبعض وسائل الاعلام الدور الكبير في تكريس فقدان ثقة العراقيين بممثليهم ، عندما تبنت فضائيات الاحزاب مواقف كتل معينة ، واخذت تردد وتكرر ذات الاتهامات ، في مسعى لإرساء أسس متينة للمملكة الخيالية ، والدفاع عن ملك زمانه ، لكي يبقى متربعاً على العرش الى يوم القيامة ، وها اخوتي ها"مكبسل دوَّخ جيرانه ".
برلمان "مكبسل"
[post-views]
نشر في: 28 أغسطس, 2013: 10:01 م