TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > برلمان "مكبسل"

برلمان "مكبسل"

نشر في: 28 أغسطس, 2013: 10:01 م

أعضاء  مجلس النواب العراقي سدد الله خطاهم ، وكثر الله من أمثالهم لخدمة "الجماهير الكادحة والشغيلة" اي قواعدهم الشعبية ، دخلوا في سبات عميق ، بتخديرمقصود ممنهج من قبل رؤساء كتلهم ، فتعطل الأداء التشريعي والرقابي ، فيما ينتظر عباد الله  تمرير مشاريع مهمة تتعلق بتحسين المستوى المعيشي وتحقيق برامج التنمية ، فضلا عن القضاء على الفقر في بلد يستخدم أرقاماً خرافية بالانفاق الحكومي، اما المشاريع الاخرى ومنها قانون الاحزاب مثلا مطلب القوى السياسية المؤمنة بالديقراطية  ،  فدخل هو الاخر في سبات طويل منذ الدورة التشريعية السابقة والحالية ، وليس من المستبعد ان يرحل الى البرلمان المقبل ، مادام تعطيله يخدم مصالح كتل كبيرة ،  ترغب وقد تصر على ان تكون خريطة التوافقات السابقة  هي القاعدة السائدة في  تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث بمعنى "ذاك الطاس وذاك الحمام" ولاتغيير متوقعاً في الوجوه ، وهنا تكمن العبرات والحسرات .
سبات النائب ، يشبه الى حد ما تناول  حبوب الفاليوم من قبل شخص ، ادمن تعاطيها مع انواع اخرى لغرض "الهروب من الواقع " فاستحق "لقب المكبسل" والفرق بين الاثنين ،ان الاول متشبث بالواقع الى حد استخدام الركلات واللكمات والشتائم للدفاع عن  فكرة ما ، تنفيذا لاوامر رئيس الكتلة ، اما الثاني فمحبط  ويعاني اضطربات نفسية ، وتنتابه بين اونة واخرى حالات هستيريا ، فيقوم بشن صولات على أفراد أسرته للحصول على مصروفه اليومي ، لتغطية نفقات تعديل مزاجه سواء بشريط من الحبوب او  "بطل عرك " من منشأ محلي، لطالما وصف من قبل مجربيه بانه ذو مفعول ساحر يجعل شاربه ، يشعر بانه ملك زمانه، لساعات ، وفي الصباح يجد "المكبسل" نفسه مخلوعاً من العرش الوهمي، والبلاط خالياً من الحاشية والمداحين وحتى من رؤساء الكتل في تلك المملكة الخيالية .
مجلس النواب الحالي لم يستطع اقرار قوانين مهمة ، وما شرع منها من قبيل المصادقة على اتفاقيات والغاء تشريعات سابقة ، يكشف بوضوح عن سبات اعضائه ،في حين شهد المجلس خلال دورته الحالية العديد من المشاجرات ، ومقاطعة كتل للجلسات ، فضلا عن تلويح بعضها بالانسحاب من العملية السياسية ، ويتصاعد تبادل الاتهامات امام الكاميرات ، والنتيجة صولة فاشلة ، والعودة الى المقاعد باقل الخسائر ، ثم الدخول في فصل سبات عميق ، وارتفاع اصوات الشخير.
اداء مجلس النواب وبحسب المتابعين لنشاطه طيلة ثلاث سنوات من عمره لم يحظ باهتمام الشارع العراقي ، إلا في حال  حصول  شجار وتبادل لكمات ، ورشق بالاحذية وقناني المياه ، وكان لبعض وسائل الاعلام الدور الكبير في تكريس فقدان ثقة العراقيين بممثليهم ، عندما تبنت فضائيات الاحزاب مواقف كتل معينة ، واخذت تردد وتكرر ذات الاتهامات ، في مسعى لإرساء أسس  متينة للمملكة الخيالية ، والدفاع عن ملك زمانه ، لكي يبقى متربعاً على العرش الى يوم القيامة ، وها اخوتي ها"مكبسل دوَّخ جيرانه ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram