TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إن نفعت الذكرى

إن نفعت الذكرى

نشر في: 28 أغسطس, 2013: 10:01 م

عشر سنوات عجاف مرت على سقوط بغداد، الثروة الإنفجارية في واردات النفط تعاظمت أضعافا مضاعفة، الكثافة السكانية تنامت، والعراق من تأخر إلى نكوص، إلى احتراب، إلى..إلى.
ماذا جرى ويجري ليحيق بالعراق ما حاق به من ارتداد لحافة القرون الوسطى؟ ولماذا تأخر ركبه عن اللحاق بدول مجاورة تنامت وإزدهت وإزدهرت في غضون سنوات؟
لا بد من الإعتراف إن ما من حكم على وجه الأرض نجا من قصور وإنحياز وفساد ذمم، وما من حكام ملائكة تربعوا على سدة الحكم، وترفعوا عن المغانم والمطامع والمطامح، ولماذا الذهاب بعيدا، ولنا في عراق الستينات أسوة حسنة!
أدري – يقينا أدري -- سيلعنني من يرى في سنوات حكم عبد الكريم قاسم، شططا، وديكتاتورية، وبطشا، وإسهاما بمصرع الملك البريء والعائلة المالكة، وتفريطا بوحدة العراقيين،
أدري ,, لكن مقارنة (بانورامية) للمشهد العام الحالي، تستحق من التاريخ وقفة محايدة.
أربع سنوات من حكم قاسم، حفلت بخصومات الأصدقاء الألداء، إزدانت بالمؤامرات والمكائد، دون إغفال مواقف الدول الكبرى التي هددت بجوهر مصالحها في المنطقة، ليس آخرها النفط، وليس اولها الإستحواذ على مقاليد المنطقة عبر جادة العراق .
ومحاولة الإغتيال وخيوطها السرية غير بعيد عن ذاكرة التاريخ
اربع سنوات يا سادة، لو امتدت لعشرة، لأصبح العراق في مصاف الدول الناهضة،
لن أتطرق لقانون رقم ثمانين، لن أتطرق لقانون الإصلاح الزراعي الذي أماتته الأقاويل وتقاذفته الشبهات وهو في المهد رضيع، لن أعدد مزايا الحاكم، الذي يكفيه مجدا إنه اكتفى براتبه الشخصي،يكفي إنه لم يفتح له رصيدا ماليا خارج العراق، وليس في رصيده بالعراق غير راتبه الشهري، وما وجدوا في جيوبه أكثر من بقايا دينار، يكفي إن أفراد حمايته ومرافقيه لم يزيدوا عن عشرة أنفار ,يكفي إنه كان يضطجع على حصيرة وجودلية ممدودة في غرفة متواضعة الأثاث. يكفي إن وجبته المتواضعة يتناولها من سفرطاس بيتي، يكفي إنه إكتفى ببدلته العسكرية، دون بدلات واربطة روما وباريس،وفضل بيجاما مخططة صنعت في العراق على ما عداها من حرير، يكفي إنه عاف سكنى القصور، وقبع في بيت للإيجار حتى ساعة مصرعه.يكفي أنه بنى مدنا،(بشوارعها وساحاتها وحدائقها، ودورها (مدينة الضباط واليرموك، والثورة – الصدرحاليا، والإسكان، والشعلة ,.وآوى من كان يحلم بمأوى،. - - وأرسى شواهق بنايات، (بناية وزارة التخطيط، وأسس مستشفى مدينة الطب، مثالا لا حصرا. و..و..
أربع سنوات حافلات بالإنجازات والشواهد، ولكن هل كان بإمكان قاسم أن يحقق كل هذا لوحده او بمفرده؟؟ قطعا لا، بل لإعتماده على نفر من الوطنيين ذوي الإختصاص رأوا في العراق مستقبلهم وملاذ أجيالهم، وجوابه الحاسم لأحدهم، حينما عاتبه على تكليف الدكتور عبد الجبار عبد الله برئاسة جامعة بغداد وهو صابئي: يا فلان، لقد كلفته برئاسة جامعة، ولم أعهد إليه بإمامة جامع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حسن

    لا تنسي عزيزتي ان العراقيين كشعب برمتهم هم من تربية العهد الملكي وانظري الى العراق كلما ابتعد عن العهد الملكي ازداد خرابا لماذا ننتظر عبد الكريم قاسم عشرة سنين ماذا لو بقي في ثكنتهه وامتد العصر الملكي حتى الان وتصوري كيف سيكون العراق.

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram