اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > الوعي المؤجل.. المتحف المؤجل

الوعي المؤجل.. المتحف المؤجل

نشر في: 30 أغسطس, 2013: 10:01 م

(1-2)من ينتظرنا, نحن الفنانون التشكيليون العراقيون, في بلدنا الأم العراق. من ينتظر أن نصل أو تصل أعمالنا الى بغداد وغيرها من مدن العراق. وهل هناك من يقدرنا أو من يقدر أعمالنا. أم لا يزال خطاب الداخل ـ خارج سائدا, وهو خطاب رث على المستوى الثقافي, ما ع

(1-2)

من ينتظرنا, نحن الفنانون التشكيليون العراقيون, في بلدنا الأم العراق. من ينتظر أن نصل أو تصل أعمالنا الى بغداد وغيرها من مدن العراق. وهل هناك من يقدرنا أو من يقدر أعمالنا. أم لا يزال خطاب الداخل ـ خارج سائدا, وهو خطاب رث على المستوى الثقافي, ما عدا المستويات الأخرى. من ينتظر من. بعد كل سنين الغربة الموسومة بعودة مؤجلة. وهل يبقى السؤال عالقا, وهناك من ينتظر إجابته منذ أربعين عاما(من بقي منهم على قيد الحياة). وهناك من ينتظر ثلاثين, وغيرهم عشرين, وعشرة. لقد عم مفهوم عقود الأجيال(الذي ساد الوسط الثقافي), وصار له نظير من اجيال مغتربة. وان بقي الجدل على صحة هذا المفهوم, لا يزال كما هو, ولم يحسم بعد.

خويت المتاحف وقاعات العرض من كنوزها العامة التي كنا نفتخر بها. وتسيد المشهد سلوكيات العوام و مذاهب العامة المسترجعة من أزمنة الانحطاط. فقدنا الأثر, لصالح محو الأثر الذي استبدل بشبح لأثر آخر لا يغني الذات ولا يشبع الطموح الثقافي الفني المستقبلي. فهل يغني المسخ ما هد من اصل. وهل ذهبت كل اجتهادات محاولات الأجيال لتأثيث الذائقة الفنية, من نتاجات ونتائج مبدعيها, اوائلهم وأتباعهم, هباء. وهل عدنا ننبش من جديد هذا الهباء, بحثا عن ثلمة او ثغرة توصلنا لمشارف الوطن. ام نكتفي لما نؤثثه لانفسنا افرادا نستوطن بلدان العالم التي فتحت لنا ابوابها وفضاءاتها. وليكن لكل منا متحفه الذي يلتحف به.
لأزمنة اليأس علاماتها. منها الجهل والتجهيل, والطرش والغي, والانكفاء على ماض انقضى أوانه والحانه. والاستعاضة بالنبش في الرفات لاكتشاف ما يرهب, لا ما يحبب. فلا جسد موهوب, ولا أمل مرغوب, ولا من هو محبوب. وليس سوى التنافر سائد وحالل في النفوس. فكيف بالفن علامة للروح والجسد. وكيف لنا ايقاض الحس ومتعة النفس واستبصار العقل, بما يفتح لنا سبل الانعتاق الى فضاءات أجمل وأرحب وأحبب. هكذا هو حال من يسوسنا, الذي من المفترض به ان يخطط لاستعادة احلامنا بالعيش الكريم الذي يحترم الانسان وفضاءات ابداعه كلها. لا بالأسود ولا بالرايات الملونة والمزركشة خربشات تعاويذ اسقطتها أزمنتنا الحضارية منذ قرون. فهل نحن منذورون للغيب, أم نحن مغيبون, وهل سوف نبقى هكذا ما دمتم عرابونا بامتياز وامتيازاتكم لا يحدها حد.
لم يكن في حسبان جواد سليم ولا فائق حسن ولا زملائهم الاولين(وهم وثائق فننا التشكيلي الحديث الاولى والاهم), ولا تلامذتهم اللاحقين أن تتبخر آو تتبعثر أعمالهم. وإلا لكانوا حفظوها في خزائن خارج بلدهم. لقد كنا مغفلين حينما اودعنا نتاجنا الفني مركز الفنون وغيره. لم نكن نستشعر الكارثة. ان يمحى تاريخنا الفني التشكيلي عند دخول أول دبابة أمريكية بغداد, أن يتبخر ارث فني كان العلامة الفنية العربية الأولى, بوزنه وحجمه. أن يتسلط السماسرة والهمج من عرابي السياسة الجديدة على ارث لم يكونوا يقدروه قدره الحق. وان يستمروا على نهجهم هذا متسلحين بلصوص ونصوص رثة. وهل ندرت بنايات لوزارة كالثقافة, الا ان تحتل متحف منهوب. الا بأس بهكذا ثقافة مؤسساتية تيتم عطاؤها قبل مولده. فهل هو تشريع منظم للنهب والسلب. 
الفن قبل ان يكون ارثا, هو ذوق, وثقافة متأصلة ومستقبلية. هو جذوة انسانية الأنسان. هو الندرة النادرة من مخلفات العصور. حتى نازية هتلر لم تنل من مقتنيات متاحف الدول التي دمرت عساكره بنيتها وابادت بعض شعوبها. فأي فعل هو ذك الذي تعدى نازية هتلر, وأي عصر عراقي هو عصرنا. من الذي نهب, من الذي سلب ارثنا. مضت أعوام عشر, وربما تتبعها أعوام اخرى, وربما تطمس خيوط المؤامرة. ويمحى تاريخها, الذي هو تاريخنا, نحن الفنانون التشكيليون العراقيون, الذين لا نزال خارج أسوار وطننا الأم ننتظر فرجا. وأي فرج بعد أن افقدونا عصارة جهد اذهاننا وارواحنا.
هل نبدأ من جديد. وأي جدة تنقذنا. وانا اشاهد رسومات أقل ما يقال عنها, انها مبتذلة, تؤثث مكاتب مسؤولي السلطة من اكبرهم الى ما دون. خلطة, من المعيب ان تسمى فن. هي موصاة وحسب الطلب. قليل من أدلجة دينية ومشاهد ريفية وفولكلورية, ترضي الذوق الذي لم يجرب ذوقا غيرها. وا حسرتي وأنا أشاهد هنا, في دول الغرب, فضاءات لمدارس ومستشفيات ودوائر حكومية مختلفة, تعمر جدرانها بأعمال فنية اصلية. بملصقات لعروض فنية معاصرة, بتماثيل وأعمال تركيبية نادرة. فهل تحولت هذه الفضاءات الى متاحف مصغرة. وهل تحولنا الى خان من بقايا الزمن العثماني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram