من المتوقع ان تقوم شركة بي بي البريطانية بتوقيع عقد أولي أوائل ايلول لإحياء حقل نفط كركوك الشمالي حسب مصدر مطلع، و هي خطوة من المحتمل ان تؤثر على السياسة الإقليمية حيث يقع الحقل على الحدود مع اقليم كردستان . هذا العقد قد يسمح لهذه الشركة البريطانية ا

من المتوقع ان تقوم شركة بي بي البريطانية بتوقيع عقد أولي أوائل ايلول لإحياء حقل نفط كركوك الشمالي حسب مصدر مطلع، و هي خطوة من المحتمل ان تؤثر على السياسة الإقليمية حيث يقع الحقل على الحدود مع اقليم كردستان . هذا العقد قد يسمح لهذه الشركة البريطانية الكبرى – التي تعمل اساسا في اكبر حقل منتج في جنوب العراق هو حقل الرميلة – بالتفاوض من أجل الوصول الى الاحتياطات المهمة في الشمال . 

من جانبها ستحصل بغداد على شريك موثوق ذي خبرة كبيرة للمساعدة على إيقاف التدهور الهائل في انتاج حقول كركوك ، انه عقد أولي لمدة 18 شهرا لتقديم الدعم، حيث سيوفر فرصة للشركة للتفاوض بشأن عقد تطوير طويل الأجل. من جانبها رفضت الشركة التعليق على الموضوع ، ومن المؤمل ان تعمل الشركة على جانب الحدود الذي تشرف عليه حكومة بغداد في تكوينات ( بابا ) و ( آفانا ) الجيولوجية . التكوين الثالث في كركوك ( خرمالا ) يشرف عليه اقليم كردستان ويتم تطويره من قبل مجموعة (كار ) الكردية العراقية .
كانت مشاركة شركة بي بي في كركوك تخضع لمفاوضات منذ أكثر من عام عندما كشفت بغداد أول مرة الترتيبات الأولية في كانون الثاني ، رفضت حكومة اقليم كردستان الاتفاق على انه غير قانوني بسبب عدم التشاور معها في الأمر، تشعر الشركة بالراحة من قرارها في مواصلة العمل .
يقول المصدر " تتوقع شركة بي بي بعض الضجة من اقليم كردستان ، لكنها واثقة من ان بغداد لديها وسائل معقولة بشأن كركوك ، من بين شركات النفط العالمية، فان شركة بي بي لديها علاقة طيبة مع بغداد من خلال عقدها في مشروع حقل الرميلة النفطي الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار . من جانبها تأمل بغداد ان تقوم شركة بي بي بالتالي بتوقيع عقد خدمات فنية في كركوك مثل عقدها في الرميلة ، مع ذلك فان الشركة تتوقع التفاوض بشأن نصوص تجارية أفضل بخصوص هذا العقد ، منح العراق سلسلة من عقود الخدمات في نهاية 2009 الى شركات مثل بي بي ، أيني واكسون موبيل والتي تتلقى هوامش ضئيلة عن عقود التطوير المبنية على الرسوم . ستعكس النصوص تعقيدات الحقل والحاجة الى التدخل لإيقاف انهياره .
في البدء ستنفق شركة بي بي 100 مليون دولار للمساعدة في ايقاف انهيار حقول كركوك، وتنفيذ مسوحات لتكون لديها صورة واضحة عن الحقل ، وسيقوم فريق صغير من 30 شخصا من الشركة بزيارة كركوك والعمل فيها بعد توقيع العقد . لقد تراجع الانتاج في هذا الحقل ، البالغ من العمر 78 عاما ، الى ما يقرب من 280 الف برميل في اليوم الواحد بعد ان كان 900 الفاً عام 2011 ، بعد سنوات من ضخ المياه و إلقاء الخام والمنتجات غير المرغوب بها في هذا الحقل .
وقال مسؤولون عراقيون: انهم يرغبون في ان تقوم الشركة برفع طاقة الانتاج الى ما يقارب 600 الف برميل يوميا خلال خمس سنوات ، إلا ان سرعة التطوير في كركوك ستكون اكثر بُطءاً مما في الحقول الجنوبية الرميلة والزبير وغرب القرنة 1 حيث ساعدت شركات بي بي و أيني على رفع الانتاج بمعدل 600 الف برميل يوميا خلال عامين فقط . يقول المصدر " سيكون هناك تطوير جذري ، انه حقل قديم و كبير يتعرض للإنهيار ويحتاج الى الكثير من الإهتمام و العناية ". تكمن الثروات النفطية لكركوك وسط أزمة داخل الحكومة الوطنية المكونة من السُّنة و الشيعة والكرد حول كيفية مشاركة السلطة ، إلا ان هذا لا يُثني شركة بي بي ، حيث تشعر الشركة ان الجميع في كركوك يعتمدون على الموارد الموجودة في المدينة ، لذا فان تطوير الحقل النفطي له اهمية بالغة . سبق ان تسببت شركات اكسون و شيفرون و توتال من بين شركات اخرى ، في غضب بغداد من خلال توقيعها عقود مشاركة انتاج مربحة مع اقليم كردستان في ظروف تشغيل افضل مما في الجنوب ، كما تقع صادرات النفط وعقودها في قلب الخلاف مع حكومة بغداد حول الأراضي وحقول النفط والاستقلال السياسي حيث تصر حكومة العراق المركزية على انها الوحيدة التي تمتلك سلطة توقيع عقود وتصدير النفط الخام ، الا ان الأقليم يقول إن الدستور يسمح له بالموافقة على العقود وشحن النفط بصورة مستقلة عن بغداد . قالت مصادر صناعية ان شركة بي بي غير مهتمة في السعي وراء فرص التنقيب و الانتاج في كردستان العراق ، على الرغم من ان ( أير بي بي ) تشارك في مناقصة لتوفير خدمات تزويد الوقود في احد مطارات العاصمة الكردية أربيل .
عن : رويترز