اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > فكر: مصادر ماركس (2-2)

فكر: مصادر ماركس (2-2)

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 02:49 م

سعد محمد رحيم في مقال شهير لفلاديمير لينين بعنوان (مصادر الماركسية الثلاثة وأقسامها المكونة الثلاثة) يعدّ مذهب ماركس "الوريث الشرعي لخير ما أبدعته الإنسانية في القرن التاسع عشر: الفلسفة الألمانية، الاقتصاد السياسي الإنكليزي، والاشتراكية الفرنسية"، حيث تمثّل هذه المصادر الثلاثة للماركسية الأقسام الثلاثة المكوِّنة للفكر الماركسي،
وهي: 1ـ إن المادية هي فلسفة الماركسية، إذ لم يكتف ماركس بمادية القرن التاسع عشر وإنما أغنى فلسفتها بمكتسبات الفلسفة الكلاسيكية الألمانية، ولاسيما بمكتسبات مذهب هيغل، الذي قاد بدوره إلى مادية فويرباخ. وأهم هذه المكتسبات؛ الديالكتيك. 2ـ أعار ماركس اهتمامه لدراسة النظام الاقتصادي في المجتمع الحديث (الرأسمالي) معطياً لنظريات آدم سمث وديفيد ريكاردو (نظرية قيمة ــ العمل ) أساساً علمياً خالصاً، وهنا شكّلت نظرية فائض القيمة حجر الزاوية في نظرية ماركس الاقتصادية. 3ـ درس ماركس بإمعان أدبيات الاشتراكيين الطوباويين الفرنسيين، وانتقد طرقهم في قراءة وتحليل واقع الاستغلال في المجتمع الرأسمالي، فاكتشف قوانين حركة التاريخ، ودور الصراع الطبقي، وتحوّل المجتمعات، حيث الاشتراكية في رأيه، لن تتحقق بمخاطبة ضمائر الرأسماليين وإنما بالنضال الطبقي السياسي القاسي والعنيف، فالنظرية الاشتراكية الطوباوية "كانت تنتقد المجتمع الرأسمالي، تشجبه، تلعنه، وتحلم بإزالته، وتتخيل نظاما أفضل؛ وتسعى إلى إقناع الأغنياء بأن الاستثمار مناف للأخلاق، ولكن الاشتراكية الطوباوية لم تكن بقادرة على الإشارة إلى مخرج حقيقي، ولم تكن لتعرف كيف تفسّر طبيعة العبودية المأجورة في ظل النظام الرأسمالي، ولا كيف تكتشف قوانين تطور الرأسمالية، ولا كيف تجد القوة الجماعية القادرة على انتصار خالقة المجتمع الجديد". نعود إلى فردريك أنجلس الذي جعلته مهنته صناعياً في بريطانيا يصب جل اهتمامه على دراسة علم الاقتصاد السياسي الإنكليزي، وكانت مساهمته في مجلة (ياربشر) حول نقد الاقتصاد الوطني، وعلى الرغم من نواقص دراسته وبعض التشوش الذي شابها فإن إرجاعه تناقضات الاقتصاد البرجوازي إلى الملكية الخاصة كان اكتشافاً فكرياً لافتاً، وإشارته إلى التداعيات غير الإنسانية للمنافسة الرأسمالية، وملاحظاته حول الأزمات التجارية وقانون الأجور وتقدم العلوم، الخ، "احتوت على بذور الشيوعية العلمية في الحقل الاقتصادي، ولقد كان أنغلز بالفعل هو الرائد في هذا المجال" كما يقول فرانز مهرنغ، ومن ثم، حين نشر أنجلس مقالته التالية عن الظروف التعيسة التي كانت تعانيها الطبقة العاملة الإنكليزية، ليعود ويكتب مخطوطة كتابه (حالة الطبقة العاملة إنكلترا 1844) والتي نشرت في ليبزيغ في 1845 لفتت انتباه ماركس بقوة، والذي كان بحاجة إلى مثل تلك المعلومات، فضلاً عن طريقة تناولها من قبل أنجلس لينكب على دراساته التي راحت توقف ديالكتيك هيغل على قدميه، وتكرس أسس المادية التاريخية. تنبه ماركس إلى ما في دراسات أنجلس من التماعات عبقرية، وكان أنجلس بحاجة إلى عقل تحليلي تركيبي كعقلية ماركس ليحل المسائل الأكثر صعوبة في حقل الاقتصاد السياسي. أنجز ماركس وأنجلس أول كتاب مشترك لهما هو (العائلة المقدسة)، وفيه يعترفان بفضل فيورباخ في وضع أسس نقد الميتافيزيقيا كلها وإحلاله الكائن الإنساني في مركز الوجود، وانتقداه لتجريده، كما تناولا نقدياً أفكار فورييه وبرودون وغيرهما، وأعلنا أن كتابهما السجالي هذا ليس إلاّ مقدمة لنشر أعمال مستقلة، والكتاب بمجمله كان رداً ساخراً على انتقادات برونو باور لهما، حيث كتب أنجلس ست عشرة صفحة فيما وسّع ماركس العمل إلى ثلاثمائة صفحة، وقد رأيا في فلسفة باور كاريكاتيراً للفلسفة الألمانية، وبالأخص الفلسفة التأملية الهيغلية، ومثّل الكتاب، كما يرى (يندريش زلني) مواجهة أخرى للفكر الماركسي مع هيغل بالتشديد "على ضرورة القطيعة مع المبدأ المثالي المتعالي حول تطابق الذات والموضوع، الفكر والوجود، سواء أعتبر هذا المبدأ، بصورة موضوعية أم ذاتية، بالأسلوب الهيغلي أم الفيختي (نسبة إلى فيختة)". وأصدر الصديقان كتابهما المشترك الثاني (الإيديولوجية الألمانية) في ثمانمائة صفحة، وكان سجالياً أيضاً، وفيه انتقدا ممثلي الفلسفة الألمانية (فيورباخ وبرونو باور وشتيرنر)، كما انتقدا الاشتراكية الألمانية ورموزها مثل موسى هس وكارل غرون وأوتو لوينغ وهرمان بوتمان وغيرهم، ومن جهة ثانية واصل ماركس نقده فلسفة هيغل على وفق ما تناولها أولئك المفكرون آنفو الذكر. كان كارل ماركس مهتماً، إلى حد بعيد، بنتاجات معاصريه الفكرية، وكان برودون أحد أهم هؤلاء وذلك لتأثيره الكبير على البروليتاريا الأوروبية، وحين نشر كتابه (نظام التناقضات الاقتصادية: فلسفة البؤس) رد عليه ماركس بكتاب (بؤس الفلسفة) وفي هذا الكتاب، ربما، أرسى ماركس دعائم (الفكرة الأساسية للمادية التاريخية) ومؤداها "إن الإنتاج الاقتصادي في كل فترة تاريخية والبنية الاجتماعية التي تنمو عنه بالضرورة هما ما يشكل التاريخ السياسي والفكري لتلك الفترة.. والتاريخ كله إنما كان تاريخ صراعات طبقية.. والبروليتاريا لا تستطيع تحرير نفسها من الطبقة المستغلة المضطهدة البرجوازية، إلا بتحرير المجتمع كله، في الو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram