يفترض ان ينهي مفتشو الأمم المتحدة الموجودون في سوريا الجمعة (أمس) تحقيقهم في الهجوم الكيميائي المفترض الذي استهدف مناطق في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس على ان يرفعوا لاحقاً تقريراً عن عملهم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.وخرج المحققون الدوليو
يفترض ان ينهي مفتشو الأمم المتحدة الموجودون في سوريا الجمعة (أمس) تحقيقهم في الهجوم الكيميائي المفترض الذي استهدف مناطق في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس على ان يرفعوا لاحقاً تقريراً عن عملهم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وخرج المحققون الدوليون ظهر امس من الفندق الذي ينزلون فيه وسط دمشق وتوجهوا إلى مستشفى مزة العسكري في غرب العاصمة لمعاينة مصابين يشتبه في انهم تعرضوا لغازات سامة، بحسب ما ذكر مصدر امني.
وكان النظام اتهم مقاتلي المعارضة باللجوء إلى أسلحة كيميائية لصد هجوم للجيش في حي جوبر في شرق العاصمة السبت الماضي. وأشار إعلامه إلى ان جنوداً أصيبوا جراء تنشقهم غازات سامة.
وجاء هذا الاتهام بعد أيام من اتهام المعارضة قوات النظام بشن هجوم بأسلحة كيميائية على مناطق في الغوطة الغربية والغوطة الشرقية في ريف دمشق ما تسبب بمقتل المئات، الأمر الذي تنفيه دمشق معتبرة أنها أكاذيب لتبرير ضربة عسكرية غربية على سوريا.
التحضيرات مستمرة
وتستمر التحضيرات الأميركية للضربة المتوقعة. وقد اجرى البيت الابيض الخميس مشاورات مع قادة الكونغرس في هذا الاطار، في وقت تمثل عملية اجتياح العراق العام 2003 بقوة في الاذهان، ما يبرر تردد البرلمانات والراي العام الغربي.
واعلن البيت الأبيض ان أوباما سيحدد قراره بشأن الملف السوري "وفقا للمصالح الاميركية". وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن ان الرئيس "سيبني قراره بناء على ما هو افضل لمصلحة الولايات المتحدة. انه يعتقد ان هناك مصالح أساسية للولايات المتحدة على المحك وان الدول التي تنتهك القواعد الدولية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية يجب أن تحاسب".
كما اعلنت الرئاسة الاميركية انه سيتم نشر "نسخة رفعت عنها السرية عن تقرير للاستخبارات بشأن استخدام نظام الرئيس بشار الاسد أسلحة كيميائية"، مؤكدة ان الوثيقة ستنشر قريباً "قبل نهاية الاسبوع". وقامت الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية بنشر خمس مدمرات اميركية مجهزة بصواريخ كروز في شرق المتوسط، في خطوة اعتبرت تمهيداً للضربة العسكرية.
كاميرون يحترم إرداة النواب
وتعهد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون باحترام إرادة النواب بعد ان رفض مجلس العموم البريطاني باكثريته السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري. والجمعة، أكدت الحكومة الالمانية انها لن تشارك في عمل عسكري في سوريا، بعد ان كانت أعلنت الاثنين دعمها ل"تحرك" الأسرة الدولية للرد على "الهجوم الكيميائي".
في المقابل، حذر المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف من ان "التحركات التي تتجاوز مجلس الامن الدولي، اذا تمت، ستشكل مساساً خطيراً بالنظام القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة وضربة خطيرة للنظام العالمي".
واعرب مسؤول في الائتلاف السوري المعارض عن "أسفه" لموقف مجلس العموم البريطاني، معرباً عن اعتقاده ان هذا الرفض لن يعرقل الاستعدادات الغربية المتزايدة لتوجيه الضربة. وقال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "يؤسفنا انهم (النواب البريطانيون) لم يتمكنوا من استيعاب الوضع الحقيقي في سوريا".
وأشار رافضاً الكشف عن اسمه إلى نية المعارضة السورية إرسال وفد إلى لندن الأسبوع المقبل للتباحث مع النواب في موقفهم، معرباً عن خشيته من "ان يتم استخدام الأسلحة الكيميائية في شكل أوسع في ريف دمشق".
تداعيات الضربة الغربية
وفي تداعيات الضربة الغربية المحتملة في سوريا على لبنان المجاور، نصحت بريطانيا أمس الجمعة رعاياها بتجنب "السفر غير الضروري إلى لبنان" بسبب "المخاطر الناجمة عن ازدياد المشاعر المعادية للغرب" جراء احتمال القيام بعمل عسكري في سوريا.
كما أقدمت بعض شركات الطيران الأجنبية على تعديل اوقات رحلاتها لتجنب تنقل افراد طواقمها او مبيت طائراتها ليلا في مطار بيروت. في اسرائيل، وقالت وسائل الإعلام انه تم نشر بطارية من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في تل أبيب استعداداً للضربة العسكرية الغربية المحتملة ضد سوريا.
على الارض، تدور اشتباكات عنيفة أمس الجمعة عند محاور معضمية الشام جنوب غرب دمشق التي تحاول قوات النظام التقدم فيها تترافق مع قصف جوي وصاروخي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. والمعضمية هي احدى المناطق التي شهدت القصف المفترض بالسلاح الكيميائي، وقد زارها محققو الأمم المتحدة الاثنين الماضي واخذوا عينات من تربتها ومن المصابين فيها.