لازمة تحديث الترسانة العسكرية الأميريكية –خصوصا – وتصريف القديم منها غدت ضرورة فرض وواجب، ولم تعد سرا يحاول حجبه سدنة القرارات الكبرى في دهاليز السياسة الأميركية، ومسارات الأفلاك السائرة في مداراتها.
كل عشر سنوات – أقل قليلا، اكثر قليلا، والشواهد كثيرة ومرصودة – لا بد من تسخين البؤر الباردة، وتأجيج جذوة اتقاد البؤر الساخنة لتحقيق هذا المطلب الحيوي المصيري.
كيف يمكن التخلص من ترسانة سلاح ضخمة استنفدت جهودا وكلفت ثروات، ويستدعي خزنها والحفاظ عليها ميزانية هائلة؟
* بتصريفها: ببيعها بأعلى الأسعار، لدول وحكومات لا تملك ولا تجرؤ أن تقول لا. بعقود رضى ظاهريا، وهي عقود إذعان مقنع.
* بتجريبها ميدانيا، بافتعال حرب هنا، وحرب هناك، لتوطيد هيمنة، او تطلعا لموطئ قدم في هذي البقعة او تلك.
استعملت الأسلحة، خفيفة وثقيلة في معظم دول ما سمي (الربيع العربي) وفقا للسياقات أعلاه، او ما يماثلها.
من يتمعن في الصور التي تبثها وسائل الإعلام الغربية على مدار الساعة. سيما البوارج الحربية القابعة في المتوسط قريبا من قبرص. والإعلان عن جاهزيتها لضرب دمشق في غضون ساعات قلائل، يقشعر بدنه وترتعد فرائصه هلعاً.. البارجة بحجم مدينة عائمة، تبدو السفينة القريبة منها بحجم عقلة الإصبع! بارجة تحمل عشرات الطائرات الحربية، والمدمرات الحاملة لصواريخ كروز، والدبابات المجهزة بقاذفات متطورة تكفي لاقتلاع، لا عمارات وحصون ومنائر وحيوات من الأساس، بل لاقتلاع نظم حكم أيضا!
أكل هذا التحشيد العسكري، ليس لإسقاط الأسد – كما قيل – بل لإضعاف قدرته على استعمال الكيماوي ضد مواطنيه؟!
هل ننتظر عشر سنوات أخرى لنعرف إن حكاية الكيماوي السوري تحمل نصف الحقيقة، أما الحقائق الدامغة فلا يعرف كنهها إلا الراسخون في العلم، تماما كما تسرب لنا من مبررات لتهديم العراق وتفتيته، بحجة امتلاكه لأسلحة دمار شامل يهدد البشرية أجمع، بالفناء المحقق.
لنعترف، إننا أسرى الإعلام العالمي، ننساق أو نساق نحوه بوعي وبدون وعي، حقيقيا كان او مفبركا.
السؤال الوجيه الذي يتبادر لأذهان الحكماء: لو أرادت دولة، مبتلاة كسورية الآن، او العراق سابقا، أن تمنع خرابا محققا سيحيق بالوطن واهله، وقدمت تنازلات – ولو مهينة– وأبدت فروض طاعة مقابل الحفاظ على الوطن من الخراب، لجاء الجواب باتا جاهزا: لا. لا فائدة، لقد اتخذ القرار مسبقا، ولا سبيل للتراجع، ولا مجال أبدا لمحاولات سد الذرائع!
سد الذرائع.. ممنوع
[post-views]
نشر في: 1 سبتمبر, 2013: 10:01 م