اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > رسالة من تحت الماء!

رسالة من تحت الماء!

نشر في: 1 سبتمبر, 2013: 10:01 م

كانت جثة طافية فوق صفحة نهر دجلة الهادئ ... لا احد يعرف سرها الا من ورقة صغيرة عثر عليها رجال الشرطة النهرية وفشلت مياه نهر دجلة في ان تطمس معالمها ... تقول سطورها .. ( لا استطيع البقاء بعدك وحيدا ... يا (م) لم يكن امامي سوى ان انتحر ... ) في الساعة

كانت جثة طافية فوق صفحة نهر دجلة الهادئ ... لا احد يعرف سرها الا من ورقة صغيرة عثر عليها رجال الشرطة النهرية وفشلت مياه نهر دجلة في ان تطمس معالمها ... تقول سطورها .. ( لا استطيع البقاء بعدك وحيدا ... يا (م) لم يكن امامي سوى ان انتحر ... ) في الساعة الخامسة عصرا وعلى ضفاف نهر دجلة في مدينة الكوت بعض صيادي الاسماك في قواربهم الخشبية يبحثون عن صيد ثمين في شباكهم .. وفجأة يعثرون على جثة شاب في بداية العقد الثاني من عمره ... كانت الجثة طافية بالقرب من بعض الاشجار النهرية ... على الفور قاموا بانتشال الجثة واخبروا الشرطة النهرية بذلك حيث عثرت الشرطة على ورقة صغيرة مكتوبة بقلم جاف تقول الورقة ( ... لم اقصد الانتحار ... كنت اريد تهديدك فقط ) وفي طيات ملابسه عثروا على هويته الشخصية ! في منزل اقاربه عرفنا سبب انتحار (أ) من البداية للنهاية ... قال ابن خالته ... ان (أ) لم يكن غريبا بل نحن اقرباء تقدم لخطبة اختي (م) الطالبة الجامعية واعطى لوالدي مهلة سنة لتجهيز عش الزوجية . . ولكن الاحداث بعد الخطبة توالت مثيرة ! .. بدأت والدتي تتذمر وابدت عدم موافقتها على هذه الخطبة لان والدته وهو ابنها الوحيد قد مانعت ايضا طلبت من ابنها فسخ الخطبة بحجة ان (م) لم تكن الزوجة المناسبة له في المستقبل .. لكن (أ) لم يهتم بكلام احد .. ولم يفسخ الخطبة حتى جاء يوم وطلبت منه خطيبته (م) بفسخ الخطبة لان المشاكل تعاظمت ما بين الاختين واصبحت القطيعة وشيكة ... عندما سمع (أ) الخبر جن جنونه وشعر ان الدنيا اسودت في وجهه واصر على معرفة سبب فسخ الخطبة وهنا كانت الصدمة عندما عرف ان والدته ضغطت على الفتاة (م) لتفسخ الخطوبة ... لكن (أ) اصر على ان يعقد قرانه على (م) وفعلا نجح في عقد قرانه على حبيبة قلبه .. وبدأ (أ) بتجهيز غرفة النوم وشراء الملابس والاثاث لدرجة انه لم يجد الوقت الكافي لزيارة بيت خطيبته وكان يقول لنفسه ان انشغاله عنها لصالحها حتى يبتعد عن المشاكل وخصوصا مشاكل امها ! ... واستمر مركب الحياة يسير به وسط امواج عالية ... في هذا الوقت كانت خالته تسمع ابنتها كلمات تحاول من خلالها التأثير عليها واستغلت عدم مجيء (أ) لزيارة خطيبته فرصة مناسبة لتحشيد مكرها بان (أ) اصبح لا يحبها لدرجة انه لم يأت منذ فترة اليها ... وكانت الفتاة ترد على امها قائلة : انه مشغول في بناء الغرفة وصبغها وتأثيثها ... لكن الام استمرت على عزف هذه المقطوعة اليومية في اذان ابنتها الى ان بدأت (م) بالاستجابة لكلام امها بان (أ) لم يعد الزوج المناسب لها ... وفي احد الايام رن هاتف (أ) المحمول وعلى الطرف الاخر كانت خالته تطلب منه مقابلتها لامر هام ..بدأت الاسئلة تدور في عقل (أ) بعد هذه المكالمة وذهب وهو يحدث نفسه ... لماذا طلبته ... هل حدث تصرف غريب من قبله .. وعندما وصل فاجأته خالته بطلبها ان يطلق ابنتها ... في البداية رفض (أ) هذا الطلب خاصة انه يرتبط بقصة حب عنيفة مع (م) ومتمسك بها الى اخر لحظة ... مر شهران على هذه الحادثة وهو في صراع يومي مع خالته وامه وبدأت مفاوضات معه للطلاق والخلاص من (م) وبدأت الضغوط تنهال عليه من كل جانب الاقارب والاصدقاء والعشيرة ...وكانت نهاية هذه الضغوط والمشاكل هو اجباره على الطلاق وبالفعل تم الطلاق ... حالة من اليأس انتابت (أ) الذي شعر بالعجز امام كل ما يحدث امامه فقرر بعدها ان يتخلص من حياته ... في اليوم التالي وفي الساعة السابعة صباحا خرج (أ) من بيته ولا يعرف الى اين يذهب ... المهم اتجه الى حافة النهر بالقرب من السدة ووقف ينظر الى دجلة بعدها القى بنفسه الى المياه ... السؤال الان هو ما الذي يجعل شابا في عمر الزهور ان يتخلص من حياته بهذه الصورة البشعة ؟ والاجابة على هذا السؤال كانت موجودة عند خطيبته (م) التي اكدت لنا انها لحد الان غير مصدقة ما حدث لـ(أ) وقالت : سأظل احبه حتى اخر يوم من عمري !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram