اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الدور القانوني لجمعيات الوقاية مـن الجريمة ومكافحة الإرهاب

الدور القانوني لجمعيات الوقاية مـن الجريمة ومكافحة الإرهاب

نشر في: 1 سبتمبر, 2013: 10:01 م

بغداد / المدىعندما تمارس الشرطة دورها الأساسي الا وهو منع الجريمة والوقاية منها ، وذلك من خلال ما تقوم به من دوريات  وحراسات وحملات  تفتيشية  ومطاردة ومتابعة العناصر المنحرفة ، وغير ذلك من إجراءات . ومن المتفق عليه إن الوقاية من الجريم

بغداد / المدى

عندما تمارس الشرطة دورها الأساسي الا وهو منع الجريمة والوقاية منها ، وذلك من خلال ما تقوم به من دوريات  وحراسات وحملات  تفتيشية  ومطاردة ومتابعة العناصر المنحرفة ، وغير ذلك من إجراءات . ومن المتفق عليه إن الوقاية من الجريمة أفضل من ضبطها  عقب ارتكابها، لأنها إلى جانب توحيد الجهد الذي يبذل  من جانب  أجهزة الشرطة في عمليات الانتقال والتفتيش وجمع الأدلة وضبط المتهمين ، فأن هذه الوقاية تؤدي إلى انخفاض معدل الجريمة وبالتالي شعور المواطنين بالأمن والطمأنينة ولكن الاعتماد الكامل على جهاز الشرطة في منع الجريمة وضبطها لا يمكن إن يحقق نتائج مرضية سواء في مجتمعنا العراقي  أو في أي مجتمع آخر .. فالشرطة مهما يكن نشاطها وحماسها لاتستطيع إن تمنع الجريمة وتضبطها ما لم يكن المواطنون جميعا متعاونين  في الحفاظ على أمنهم وسلامتهم . ومن اجل التركيز على دور الجمهور والمواطنين في الوقاية من الجريمة نستطيع إن نوجز أهم المهمات والواجبات  التي يجب إن تناط بهم في هذه المرحلة :

1- إن من حق المواطنين – بل من واجبهم- ان يسهموا في منع الجريمة والوقاية منها ،وذلك دفاعا عن المجتمع و حماية له من الانحراف والتشتت.
2- يمكن للمواطنين ان يسهموا ا بفعالية في منع الجريمة والوقاية منها ، وذلك بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة وفي إطار السياسة الاجتماعية والجنائية للدولة.
3- يمكن للمواطن إن يؤدي دوراً ناجحا في مجال الوقاية من الجريمة إذا ما توفرت له العوامل التالية:
أ‌- تربية الناشئة وتزودهم بالقيم الاجتماعية والخلقية والدينية ، وأحاطتهم بالبيئة الاجتماعية الصالحة. 
ب‌- توفير الوعي الكافي بالقانون لجماهير المواطنين، وذلك بالتوسع في نشره بصورة مبسطة عن طريق وسائل النشر المختلفة.
ت‌- توعية المواطنين بخطر الجريمة، وكيفية الوقاية منها باعلامهم بوسائل وطرق ارتكاب الجرائم، والحيل والأساليب التي يلجأ اليها الجناة .
ث‌- تشجيع قيام جمعيات أو اتحادات للوقاية من الجريمة .
ج‌- تنمية اهتمام المواطن بالتعاون مع هذه الجمعيات وسائر أجهزة الدولة لاتخاذ جميع الإجراءات والتدابير التي تعوق المجرم عن ارتكاب جريمته، وتعمل أيضا على إشاعة روح الثقة بين الجمهور ورجال الشرطة.
فكرة جمعيات الوقاية
من الجريمة
انطلاقا مما سبق ، نصل إلى أن الوقاية من الجريمة تكليف ديني واجتماعي له صفة العمومية وليس التخصيص ، ومن هنا نطرح فكرة انشاء وتكوين جمعيات الوقاية من الجريمة في العراق، والتي يختار أعضاؤها من المواطنين الصالحين الحريصين على خدمة وطنهم ، الفاهمين لمشاكله ، الراغبين في الحفاظ على تقاليده وقيمه ، يدفعهم إلى ذلك مشاعر الحب والولاء والإخاء والخير لكافة أفرد المجتمع. وتعمل هذه الجمعيات في بغداد وبقية المحافظات من خلال التعاون والتلاحم التام مع أجهزة الشرطة وصولا إلى تحقيق الرسالة المشتركة نحو وقاية المجتمع العراقي من الجريمة . وقد سبقتنا في هذا المضمار عدة دولة عربية وغير عربية ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد معهد خاص للوقاية من الجريمة ، يقوم بتدريب عدد من الأفراد على طرق ووسائل الوقاية من الجريمة ومكافحتها ، كما توجد هيئة مركزية تتألف من عدد من الضباط وممثلي البنوك وأصحاب المصانع والمحال التجارية الكبرى، وممثلين لبعض نقابات العمال وهذه الهيئة تجتمع بصيغة دورية لدراسة حالة الأمن والوقاية من الجريمة، كما يوجد في كل مدينة مكتب متخصص للتخطيط لوسائل الوقاية من الجريمة ، وتقوم الجمعيات الكشفية في الولايات المتحدة على تدريب أكثر من ( 38الف) مكتشف أمني موزعين في أكثر من 1800 وحدة تسمى (مركز أمني أمريكي) وهذه المراكز الاستكشافية تديرها وتنظمها وترعاها أقسام الأمن في البلديات المحلية، ومكاتب الشريف ، والهيئات الاتحادية وبقية المؤسسات الأمنية الأخرى . وتهتم كل هذه الفروع والمؤسسات بجمعيات الكشافة وتقدم لها التدريب اللازم لمساعدتهم في تطلعهم وتحقيق رغبتهم في البحث عن الجريمة وفرض النظام . وتوجد مثل هذه المكاتب في إيطاليا وسويسرا وبريطانية، كذلك تكونت بعض جمعيات الشرطة في مصر والأردن وبعض دول الخليج.
هدف جمعيات الوقاية
من الجريمة 
الوقاية من الجريمة واجب يتحمل تبعته مختلف أجهزة المجتمع ومؤسساته، ولعل هذا هو أفضل أشكال الضبط الاجتماعي ،وهو الضبط الاجتماعي غير الرسمي ، الذي تصل به المجتمعات إلى تحقيق أسمى وأعلى درجة من درجات التنظيم الاجتماعي، ولعل جمعيات الوقاية من الجريمة هي بداية الطريق لتحقيق ذلك من خلال ضمان الالتزام بسلوك عام يساير مبادئ ونظم الديمقراطية الجديدة التي توفرت للشعب العراقي بعد إزالة النظام البائد . ويمكن تحديد أهداف جمعيات الوقاية من الجريمة في العراق على الشكل الاتي:
1- توعية الموطنين بالاحتياطات اللازمة للوقاية من الجريمة ، وبشتى الطرق والأساليب التي يتبعها المجرمون لتحقيق مآربهم.
2- العمل على حل المشاكل والخصومات دون الالتجاء ما أمكن إلى أجهزة الشرطة .
3- سرعة تفهم الرأي العام وإدراك مشاكله، وبالتالي الاستجابة السريعة بإيجاد الحلول المناسبة في الوقت المناسب.
4- إيجاد المناخ الملائم والمجتمع الواعي الذي يشعر تلقائيا بالحب والتقدير نحو رجال الشرطة 
5- التنبؤ بالظواهر الإجرامية في محاولة لحصرها والعمل على مواجهة أسبابها أولا بأول.
6- إجراء الدراسات أو طلبها من الجهات المختصة بالوقاية من الجريمة والحد منها .
7- ملاحظة المخالفات التي تقع ويكون من شأنها إثارة مشاعر المواطنين وإقلاق راحتهم 
والعمل على سرعة إزالتها تحقيقا لأمن وطمأنينة أفراد المجتمع.
8- تنمية روح المواطنة الواحدة، وغرس المحبة والإخوة الصادقة بين المواطنين ومواجهة أية تجاوزات تؤثر على الوحدة الوطنية أو تهدد سلامة الوطن .
9- الاتصال الدائم بأجهزة الشرطة للوقوف أولاً بأول على أحدث أساليب وطرق الوقاية من الجريمة للعمل على نشرها ، وإجراء التوعية اللازمة للحد منها . 
نطاق عمل جمعيات الوقاية من الجريمة 
يجب أن يكون واضحاً منذ البداية إن مفهوم الوقاية من الجريمة يختلف عن غيره من المصطلحات الدارجة في هذا المجال مثل مكافحة الجريمة ، والحد من الجريمة ، وعلاج الجريمة . وذلك إن الوقاية من الجريمة تختلف عن ذلك في إنه لا توجد أمامنا جريمة ، أو لا يوجد لدينا مجرم بالتحديد ، ولكن هنالك الإحساس باحتمالات وأخطاء الجريمة ، ومن هنا يمكن القول أن نطاق عمل جمعيات الوقاية من الجريمة يتحدد في التصدي لمختلف الأسباب والعوامل والظروف التي تساعد على وقوع الجريمة أو الخروج على تقاليد المجتمع ومبادئه . فإذا ما وقعت الجريمة ، ينتقل الاختصاص لأجهزة الشرطة والجهات العدلية المختصة ، ويقتصر دور جمعيات الوقاية من الجريمة عندئذ على مواجهة الآثار الاجتماعية المترتبة على وقوع الجريمة ، وحتى لا تؤدي هذه الآثار إلى جرائم جديدة تهدد أمن المجتمع العراقي وسلامته . 
إن العمل في جمعيات الوقاية من الجريمة عمل طوعي يعطي فيه المواطن جهده ووقته ، وإمكاناته ، من أجل نفسه وأهله وأبناء الحي الذي يقيم فيه . ونأمل أن نرى هذه الجمعيات في بغداد وبقية المحافظات عن قريب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram