((بخلاف القنوات المصرية.. فضائيات العراق تتجاهل "فردوس بغداد" وتنشغل بـ"البصل" و"المكياج")).
هذا هو العنوان الذي اختارته احدى وكالات الأنباء المحلية (شفق نيوز) لتقرير بثته نهاية نهار أمس الأول الذي شهد تظاهرات شعبية لم تقتصر على العاصمة بغداد وانما امتدت إلى اثنتي عشرة محافظة.
عرض التقرير انتقادات لشخصيات إعلامية بشأن "الغياب التام للقنوات الفضائية عن حدث اليوم (التظاهرات)، ما عدا قناة البغدادية التي تواجدت في محافظة ذي قار الجنوبية بنقل مباشر للأحداث، وسرعان ما تمت مصادرة أجهزتها"، كما جاء في مقدمة التقرير.
ولفتت احدى هذه الشخصيات (د. نبيل جاسم) إلى "أن وسائل الإعلام المصرية هي التي قادت التغيير في مصر"، ولاحظت ان القنوات العراقية كانت جميعا تقريباً مشغولة عن التظاهرات التي دامت ساعات وتعرض بعضها للقمع غير المبرر من القوات الأمنية، وبخاصة في الناصرية وبغداد.. بماذا انشغلت تلك القنوات؟ .. "الشرقية مع محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق، العراقية ملتهية بالبصل، الرشيد مكياج، السومرية مع شيف خلدون ولانشون ويا سلام سلم، الاتجاه ولقب الدوري، الفيحاء: كاميرا تجول في العشوائيات، البابلية ونهر دجلة، الديار وأطلس العالم والشعب والربابة!". كما يسجل الزميل جاسم.
يمكن لهذه القنوات أن تتذرع بمنع المراسلين والمصورين من الوصول إلى ساحات التظاهر، لكنها حجة متهافتة في الواقع، فمراسلو البغدادية ومصوروها، كما المتظاهرون انفسهم، تجاوزوا الحواجز الكونكريتية العالية والأطواق العسكرية المحكمة. ولو كانت القنوات المتحججة بالمنع جادة لرتّبت ونسّقت مع نشطاء التظاهرات الذين كانوا يصورون كل شيء بدأب عبر تلفوناتهم المحمولة وأجهزة "آيباد".
المشكلة لا تنحصر في القنوات التلفزيونية الخوّافة - حتى لا نقول المراعية مصالحها مع الحكومة – فهي يتسع نطاقها ليشمل الطائفة الأكبر من المثقفين.
في مصر، ليست القنوات التلفزيونية وحدها من قاد التغيير وساهم في صناعته، فمثقفو مصر، وفي مقدمتهم كبار الادباء والكتاب والفنانين والاكاديميين، واتحاداتهم ونقاباتهم، كانوا في طليعة المتظاهرين والمعتصمين في فبراير (شباط) 2011 وفي يونيو (حزيران) 2013. وفي زمن مضى كان كبار مثقفي العراق يتقدمون على السياسيين في تصدّر الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية ضد السياسات الحكومية الجائرة. أما الان، فباستثناء عدد قليل، لم يظهر المثقفون وقيادات الاتحادات والنقابات الثقافية حتى في الصفوف الخلفية للتظاهرات. وهذا مسلك منتظم ومتكرر. كبار المثقفين يبدون مستنكفين عن النزول الى الساحات والشوارع، والاتحادات والنقابات الثقافية، كاتحاد الادباء ونقابة الفنانين، تبدو أسيرة الدعم الحكومي المالي البائس الذي تؤمنه لنفسها ولاعضائها، فلا نسمع لها صوتاً ولا نرى منها إشارة لا قبل خراب البصرة ولا بعده.. انهم خارج نطاق التغطية، أو ان بطارياتهم منتهية الشحن!
مثقفون خارج نطاق التغطية!
[post-views]
نشر في: 1 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
علي العراقي
استاذي العزيز انت تجيب في مقالك بنفسك هناك مثقفون وهنا لطامون متخلفون دعهم يفعلون مايشاءون بنا فالتخلف سرطان دب في جسد الوطن واخوف من الدكتاتور المنتخب وماينطيها ومعه الطائفة الناجية من النيران وشيسوي ما نحجي ويا مادام من عدنا تحيتي لك ايها الكاتب الرائع
حسن
اعتقد ان الحكومة والبرلمان هم نتاج واختيار الشعب فان ظهروا على غير ما بطنوا لاحقا علينا تغييرهم في الانتخابات القادمة ونشن حملة منسقة نطالب بان تكون من اولويات المرشح واول قانون يسنه البرلمان الجديد هو رفع التقاعد ( السحت ) عن الرئاسات الثلاث .. لو سحبت