منذ خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي طلب فيه "تفويض الكونغرس" لتوجيه ضربا لسوريا ردا على استخدامها أسلحة كيماوية ضد مواطنيها، انطلقت التحليلات والتعليقات حول ما يعنيه ذلك وإمكانية تصويت الكونغرس وهل يواجه أوباما مصير رئيس الوزراء البريطاني ديفي
منذ خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي طلب فيه "تفويض الكونغرس" لتوجيه ضربا لسوريا ردا على استخدامها أسلحة كيماوية ضد مواطنيها، انطلقت التحليلات والتعليقات حول ما يعنيه ذلك وإمكانية تصويت الكونغرس وهل يواجه أوباما مصير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي رفض برلمان بلاده ضرب سوريا.
من المهم الإشارة إلى أنه من سلطة الرئيس "استدعاء الكونغرس في الحالات الاستثنائية" لكنه لم يفعل وترك ذلك لرئيسي مجلس النواب والشيوخ ـ ولهما هذا الحق أيضا ـ ولم يفعلا وفضلا انعقاد الكونغرس بعد انتهاء العطلة الصيفية في 9 أيلول.
وكما في أي برلمان يتمتع بالصلاحيات، فإنه من السهل أن التصويت بـ"لا" بدلا من "نعم" إذا لم يكن النائب متأكدا أو متحمسا، ويبدو أن ذلك موقف كثير من النواب والشيوخ من الحزبين الرئيسيين ـ حزب أوباما الديمقراطي والحزب الجمهوري الذي له أغلبية في مجلس النواب.
تصويت غير محسوم
وكشف السيناتور الجمهوري عن ولاية تنيسي بوب كوركر في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" عن اعتقاده أن التصويت في الكونغرس على قرار ضرب سوريا سيكون "كله مشاكل". مضيفا أن بعض النواب "قد لا يفهمون ما يجري في سوريا .. والشعب الأميركي ليس داعما (للضربة)".
صحيح أنه غالبا ما تشهد السياسة الخارجية والأمن الوطني اتفاقا بين الحزبين، وتعد قضايا "غير حزبية"، لذا قد يصوت ديمقراطيون ضد تفويض الضربة بينما على إدارة أوباما أن تراهن على الصقور في الحزب الجمهوري.
فقد وقع عدد من النواب الديمقراطيين رسالة يوم الخميس عبروا فيها عن قلقهم من الدخول في "حرب غير حكيمة".حتى المؤيدون للتدخل في سوريا، مثل السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام يرون أن الضربة المحدودة غير كافية ويطالبون بتدخل أميركي يزيح حكم الأسد.
تجربة العراق
ويتذكر كثير من النواب أن التصويت لصالح حرب العراق ضيّع على هيلاري كلينتون فرصتها للسباق على الرئاسة، وسيفكر أغلبهم مرتين قبل التصويت لصالح حرب في سوريا، فما زالت حروب أفغانستان والعراق ماثلة في أذهان الأميركيين وهذا ما جعل كثيرين يتشككون في الأدلة التي يقدمها البيت الأبيض لتبرير عمل عسكري ضد سوريا، لذا أكد وزير الخارجية جون كيري في خطابه بشأن سوريا "نحن واعون تماما لتجربة العراق .. ولن نكرر ذلك".
وحسب استطلاع نشرت "واشنطن بوست" نتائجه، يعارض الأميركيون الحرب في سوريا بنسبة 50 إلى 42، وحتى فيما يتعلق بضربة محدودة لا تجد تأييدا كبيرا (50 مع مقابل 44 ضد).
لكن الأهم في نتائج الاستطلاع أن نسبة 21 بالمائة فقط تعتبر التدخل يحمي مصالح الولايات المتحدة، ولا تزيد نسبة من يرون التدخل يمكن أن يحسن الوضع في سوريا عن 27 بالمائة.