يفرض سؤال "هل ستهاجم أمريكا النظام السوري أم لا"، نفسه بقوة بعيد إحالة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قرار العمل العسكري إلى الكونغرس، ما يرجئ التوقعات بهجوم عسكري وشيك ردا على استخدام دمشق السلاح الكيماوي.فقد قال أوباما إنه متأكد بما لا يدع م
يفرض سؤال "هل ستهاجم أمريكا النظام السوري أم لا"، نفسه بقوة بعيد إحالة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قرار العمل العسكري إلى الكونغرس، ما يرجئ التوقعات بهجوم عسكري وشيك ردا على استخدام دمشق السلاح الكيماوي.فقد قال أوباما إنه متأكد بما لا يدع مجالاً للشك، إن النظام السوري قتل مئات المدنيين في هجوم كيماوي بريف دمشق، في حين أكد وزير خارجيته، جون كيري، بأن اختبارات مستقلة أكدت وجود "آثار" غاز السارين في عينات مأخوذة من سوريا.
وفي الأثناء، اتجهت، أمس الاثنين، عينات التقطها فريق المفتشين الدولي التابع للأمم المتحدة من مناطق سوريّة، إلى المعامل لإجراء اختبارات عليها، تبقى نتائجها مجرد شكليات لتأكيد ما إذا تم استخدام الكيماوي في سوريا أم لا.
هناك الكثير من يترقب الخطوة الأمريكية المقبلة، فبريطانيا قد حددت موقفها إذ رفض البرلمان أي عمل عسكري ضد سوريا، فيما قررت فرنسا بأنها لن تتحرك منفردة دون الحليف الأمريكي. (استياء المعارضة السورية من إرجاء الضربة)
وهذا يعني بأن أمريكا إن قررت مهاجمة سوريا، قد تضطر للتدخل بمفردها، وفي الأثناء، دعا الرئيس السوري، الأمم المتحدة، للاضطلاع بمسؤوليتها لمنع أي "عدوان" ضد بلاده، على ما أوردت وكالة "سانا."
والسبت، أعلن الرئيس الأمريكي عن عملية عسكرية "محدودة" ضد النظام السوري، وربط الهجوم بموافقة الكونغرس، الذي لن يلتئم قبل التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري.
لعبة الانتظار
تؤكد تقارير استخباراتية أمريكية وبريطانية استخدام السلاح الكيماوي في هجوم 21 أغسطس/آب الفائت بريف دمشق، في حين تشدد الأمم المتحدة على ضرورة انتظار نتائج تقرير مفتشيها.
وكان المفتشون الدوليون قد غادروا سوريا، السبت، حاملين عينات ستحدد استخدام الكيماوي من عدمه، ولم تقدم المنظمة الأممية جدولا زمنيا محدداً بموعد اكتمال الاختبارات.
وزير الخارجية الأمريكي: علينا التحرك
جزمت الاختبارات المستقلة بأن الأسد قتل بالكيماوي مدنيين في هجومه على مناطق سيطرة المعارضة، وقال وزير الخارجية الأمريكي: "نحن نعلم بأنهم أعدوا له.. ومن أين قدمت الصواريخ وأين استقرت والدمار الذي عقب ذلك.. لقد رأينا مشاهد فظيعة في المواقع الاجتماعية.. ولدينا أدلة على ذلك."
وحذر من مغبة عدم التحرك: إن لم تقم بذلك فأنت تبعث برسالة الإفلات من العقاب."
بمواجهة المعارضة
تواجه الإدارة الأمريكية معارضة من قبل بعض المشرعين، حتى قبل التئام الكونغرس لمناقشة سوريا رسميا في التاسع من الشهر الجاري، هذا ما تقوله مصادر مطلعة شاركت في اجتماع، الأحد، أوجزت فيه الإدارة بسرية بعض المشرعين بشأن "دفوعاتها" حول سوريا.وكشفت تلك المصادر أن العديد من المشرعين، من نحو مئة من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ممن شاركوا بالإحاطة، "متشائمون" وقلقون إزاء "لغة" مقترح الرئيس.ورغم تأكيد أوباما عدم نيته إرسال قوات برية لسوريا، طالب النائب الديمقراطي، كريس فان هولان، بتعديل مقترح أوباما بحيث يتضمن حظر نشر قوات برية هناك، ووضع جدول زمني صارم بموعد انتهاء العمليات العسكرية.
طلب الدعم
يملك الرئيس الأمريكي سلطات تخوله حق الدخول في حرب دون تفويض من الكونغرس وإبلاغ الأخير بتحركه في غضون 48 ساعة، وذلك بموجب "قرار سلطات الحرب" لعام 1973، لكن هذا قانون أمريكي.. فماذا عن القوانين الدولية. التي قد تعتبر أي عمل أمريكي، آحادي الجانب، تحركا غير مشروع.
وحتى مواثيق الأمم المتحدة تحظر على الدول شن هجوم على أخرى باستثناء حالات الدفاع عن النفس، أو بموافقة مجلس الأمن الدولي، وهو ما لا ينطبق على المشهد السوري.ولهذه الأسباب، لجأ أوباما إلى الكونغرس لطلب تفويض باستخدام الخيار العسكري بمواجهة النظام السوري، وحتى مصادقة الكابيتول هيل، لن تغير من واقع انتهاك القانون الدولي في شيء، لكنها ستضفي طابعاً شرعيا على الهجوم، بحسب مسؤول أمريكي بارز.
الصين قلقة من تحرك أمريكي منفرد
قالت الصين إنها قلقة للغاية من أي تحرك عسكري منفرد ضد سوريا، وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية، هونغ لي، إن الولايات المتحدة شرحت للصين أدلتها على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا.
وأضاف لي: نحن قلقون للغاية من أن احتمال أن تقوم دولة بتحركات عسكرية آحادية."
ولا نهاية لحمام الدم في سوريا
وفيما يحتار قادة العالم إزاء الخطوة المقبلة بشأن الأزمة السورية، يتواصل حمام الدم هناك إذ أعلنت المعارضة السورية عن مقتل ما لا يقل عن 118 سورياً، على يد القوات الموالية للنظام، بشتى أنحاء البلاد، الأحد.
وتقدر الأمم المتحدة ان أكثر من 100 ألف شخص، قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس/آذار 2011، قبل أن تتحول لحرب أهلية دامية.