اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المواطن والانتخابات

المواطن والانتخابات

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 05:00 م

محمد درويش علي كتب أحد نقاد المسرح قبل سنوات، مقالة ذكر فيها ان كاتباً فرنسياً، اعاد كتابة مسرحية (في انتظار غودو) للكاتب الايرلندي صاموئيل بيكت! على نحو مغاير، اذ جعل من (غودو) يعود بدلا من ان يبقى في غيابه وينتظره (ستراغون) و(فلاديمير).
فماذا حصل لـ(غودو) عندما عاد؟ (ستراغون) و(فلاديمير) شهرا سكينيهما بوجهه، مطالبين اياه بالعودة الى غيابه، فما كان منه الا ان يركض لينجو بجلده، وهما يطاردانه، على اعتبار انه كان نوعا من الحل لهما، من خلال انتظاره! اتذكر هذه التفاصيل وانا أتابع ما يجري عندنا، من فوضى في كل نواحي حياتنا، من دون ان تغير الحكومة شيئاً، او تفعل اجراءاتها لاشعار الناس انهم مقبلون على حياة افضل! وكأن هذه الفوضى هي الحل لبقائهم. فبعد كل تفجير يودي بحياة مئات الابرياء، تسمع تصريحات تتشابه مع التي قبلها، وتشكل لجان لتقصي الحقائق، والاعلان عن المقصر، والنتيجة تبقى تهويمية، لا المقصر يعلن عنه، ولا أحد يعرف ما النتائج التي توصلت اليها تلك اللجان. اما مجلس النواب الذي تقع مسؤولية استدعاء هؤلاء المقصرين او المتواطئين عليه، فيتصرف وكأن الأمر لا يعنيه، ويبقى نصفه ما بين خارج البلد وكافتيريا المجلس، والنصف الآخر يناقش قضايا لا علاقة للمواطن بها، او تأتي في الدرجة الدنيا من اهتمامه. فتفجيران مثل اللذين حصلا قرب وزارة الخارجية وبوابة وزارة العدل كافيان لاسقاط برلمانات وحكومات لو حصلا في أي مكان من العالم، والجهات المسؤولة عندنا ما زالت مختلفة في معرفة عدد الضحايا والجرحى، ولا أحد يعلم ما الحقيقة! لقد عاش العراقيون أربع سنوات عجاف، لم تكن هنالك مشكلة الا وعانوا منها، وشكلت لهم معضلة كبيرة، وبقيت بلا حل، أربع سنوات قاسية، فيها قتل ودمار، وبطالة وتشرد، وامراض متنوعة، وفساد اداري، وترد في كل الخدمات واهمها الكهرباء، وغلاء في اسعار الحاجيات التي تدخل في اساسيات متطلبات المواطن، اما الآن وقد اقترب موعد الانتخابات،فقد بدأت المزايدات عبر الفضائيات واللقاءات بالمواطنين، وتوزيع الصور على الجدران، وكذلك اللافتات وكل أنواع الدعاية، وكأن المواطن هذه المرة، لا يعرف حقيقة هذه المزايدات والصور التي يراد منها الضحك على ذقنه. نحن مع الانتخابات لأنها ضرورة ديمقراطية، ولكن لا نريد منها استغلال وعي المواطن، وطيبته. وفروا (حكومة وبرلمانا ومسؤولين) للمواطن الكهرباء والماء الصافي وحصة تموينية من الدرجة الاولى وبلا نقص، ووفروا للعاطلين فرص عمل، ومستشفيات عامرة بالأطباء والأدوية، وللأرامل رواتب، وبلطوا الشوارع، وارفعوا تجاوزات الرصيف، وابنوا الشقق السكنية ووزعوها بالتقسيط المريح، وامنعوا استغلال المؤجرين للمستأجرين، وامنعوا الرشاوى في الدوائر، واعيدوا للبنايات المحترقة منذ اكثر من ست سنوات هيبتها، وتكلموا معه بصدق من دون كذب أو افتراء، وقولوا له الحقيقة كاملة، عندها المواطن هو الذي يأتيكم ويعلق صوركم ويعلن عنكم، لأن المواطن العراقي ذكي ويعي حقيقة الأشياء، وان كان فيكم من لا يصدق فليركب في سيارة للنقل العام، او يجلس في مقهى، او أي مكان عام ليتلمس الحقيقة بنفسه. حقيقة هذا المواطن الذي كان يراهن على الربيع معكم، ولكن لم توفروا له غير الوعود المعسولة، والتصريحات التي لاطائل من ورائها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

ملتقى الأطفال.. مساحة ثقافية تحتضن صغار الموصل لتنمية عقولهم

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

مقالات ذات صلة

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

خاص/المدى في محافظة الأنبار، التي تُعتبر من أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة، يُلاحظ افتقارها إلى المسارح الفنية رغم وجود كثير من الشخصيات الفنية البارزة التي أثرت في الساحة الثقافية العراقية. هذا النقص في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram