TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > علامة إيجابية للخطة الأمنية الجديدة

علامة إيجابية للخطة الأمنية الجديدة

نشر في: 2 سبتمبر, 2013: 10:01 م

لأول مرة تعلن وزارة الداخلية أنها ستطبّق خطة أمنية جديدة وتظهر في الحال عواقبها الملموسة، وهي عواقب إيجابية. فأمس كانت انسيابية الحركة في معظم شوارع بغداد بدرجة جيدة (لا أقول جيدة جداً حتى لا نُصاب بالحسد، أو حتى لا تعود الوزارة عن قرارها!!) بخلاف ما كانت عليه أول من أمس وفي معظم الأيام السابقة من حال اختناق غير معقولة... ودائماً لا نعرف السبب، فوزارة الداخلية وسواها من المؤسسات الأمنية والدفاعية، والحكومة كلها في الواقع، بينها وبين الشفافية عداوة متأصلة في ما يبدو.
على أية حال، أمس لم نُحتجز نصف ساعة أو أكثر عند كل نقطة تفتيش .. وأمس لم تواجهنا عند هذه النقاط وجوه تضجّ بعدوانيتها .. وأمس لم يُعطنا عناصر هذه النقاط الانطباع بانهم متعمدون التضييق علينا تعمداً بأوامر "من فوق" .. أمس مضت الأمور في شوارع العاصمة وساحاتها بسلاسة( والحسود بعينه عود).
ماذا يعني هذا؟
انه يعني اعترافاً ضمنياً بان الخطط الأمنية التي طُبّقت في السابق كانت فاشلة .. وهذا ما قلناه عبر الإعلام، وما كان يقوله الناس في محافلهم، وما ردده مسؤولون في الحكومة وأعضاء في البرلمان .. وكان من الغريب والعجيب ألا تُبدي الحكومة والأجهزة الأمنية أي رد فعل يدلل على تجاوبها مع اتجاهات الرأي العام في هذا الخصوص.
الآن سنشهد، نحن سكان العاصمة، تطبيق خطة أمنية جديدة " تُركّز على الجهد الاستخباري، فضلاً عن نصب كاميرات مراقبة في عموم شوارع بغداد"، بحسب ما أفاد به الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي.
هذا جيد، لكن الأجود منه أن يكون للناس دور رئيس في هذه الخطة أو أية خطة لمكافحة الإرهاب والجريمة. الناس هم العنصر الأساس في نجاعة الخطط الأمنية وغير الأمنية .. الجهد الاستخباري لا ينهض به عناصر الاستخبارات وحدهم، فلابد من تعاون الناس معهم .. أفضل المعلومات موجودة لدى هؤلاء الناس من سكان المناطق والأحياء وأصحاب الدكاكين والمحال التجارية والعاملون فيها وسائقو السيارات وركابها ومستخدمو الشوارع.
لا حاجة لتقديم "أجور" عن هذه المعلومات، فالأمر يتطلب فقط علاقة طيبة من الحكومة وأجهزتها مع هؤلاء الناس .. هذه العلاقة تكون بالتعامل الإيجابي من عناصر الشرطة والجيش والأمن وسائر موظفي الدولة مع الناس .. وهذه العلاقة تكون بالسعي الجدي من الحكومة لتقديم الخدمات الأساسية للناس .. وهذا يتطلب قبل كل شيء عملاً جدياً من الحكومة وسائر مؤسسات الدولة لمكافحة الفقر والبطالة والفساد المالي والإداري، الآفة الكبرى التي تنخر جهاز الدولة برمته.
في إقليم كردستان هناك أمن واستقرار وتنمية، والسر الأعظم في هذا هو وجود علاقة طيبة بمستوى معقول بين حكومة الإقليم والناس، بخلاف الأمر لدينا حيث لا يوجد مثل هذا المستوى إلا بين الحكومة وطبقة محدودة من المستفيدين منها، معظم أفرادها من الفاسدين... في الإقليم يجد فساد ويوجد تقصير. لا مجال لنكران هذا، لكنهما بدرجة معقولة ومقبولة، بخلاف ما لدينا، حيث يستولي فسدتنا على الجَمل بما حمل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مهند

    اخبرني احد الاصدقاء، انه ذهب لمنطقه دوكان مع بعض المهندسين و الفنين، للكشف و استطلاع الارض الذي كانوا ينوون تنفيذ مشروع عليه بطلب من احدى وزارات حكومه كردستان، و عند الرجوع تم ايقافهم في نقطه السيطره التي تقع اسفل الجبل، و الاستفسار منهم عن الصور التي اخذ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram