احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بمرور الذكرى الـ50، على الخطاب التاريخي الذي القاه زعيم الحركة السوداء مارتن لوثر كينغ، بعنوان (لديّ حلم).لقد اشتهر ذلك الخطاب، ومازال الناس يتذكرونه ويستعيدونه، وفي الأسبوع الماضي أشار الرئيس أوباما اليه، وهو يحتفل

احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بمرور الذكرى الـ50، على الخطاب التاريخي الذي القاه زعيم الحركة السوداء مارتن لوثر كينغ، بعنوان (لديّ حلم).
لقد اشتهر ذلك الخطاب، ومازال الناس يتذكرونه ويستعيدونه، وفي الأسبوع الماضي أشار الرئيس أوباما اليه، وهو يحتفل بمرور الذكرى الـ50 عليه، امام النصب التذكاري للرئيس لينكولن مستعيداً ذكرى رجل اسود وقف يوماً امام النصب وقال (لدي حلم) ولكن ما الذي نعلمه عن القصة التي كانت خلف ذلك، وعن شخصية ذلك الرجل وأولئك الذين ساروا معه من اجل أمريكا جديدة؟
لقد كانت مسيرة السود بقيادة مارتن لوثر كينك، بعد ثمانية اعوام مرت على رفض المواطنة السوداء، روزا باركز، التخلي عن مقعدها في الحافلة، لأنها سوداء ولا يحق لها الجلوس في ذلك المكان.
وقد دفع ذلك الحادث قادة الحركة السوداء الى التفكير بوسيلة اخرى وحدث أكبر، وذلك الحدث كان التخطيط لمسيرة كبرى في قلب الولايات المتحدة وليس كما في كل مرة في بيرمنغهام- ولاية ألاباما.
وقد وضع القادة، جدولاً بستة اسابيع من اجل مسيرة تطالب بالحرية والعمل، وبناء على ذلك، تم حجز تذاكر الطائرة من مدينة لوس انجلس وتم ايضاً حجز 13 قطاراً واسطولاً من الحافلات مكون من 972 باصا، اخرى قطعت الطريق من الجنوب نحو العاصمة، بسرعة مئة متر في الساعة.
وبالرغم من الخوف من وكالة التحقيقات الفيدرالية، والخشية على الرئيس جون كنيدي، في اتهامه نصيراً لتمرد السود، فان الإحساس الذي كان سارياً بين الجميع هو ان هذه لايمكن مقاومتها، وكان لوثر كينغ وجه الحركة، وأحس في داخله ان الوقت قد حان من اجل المواطنين السود.
وبالرغم من ذلك فقد كان خلف تلك المشاهد، ترددا، وألقى جون لويز، ناشط شاب، ثاني اهم خطاب في ذلك اليوم، وبناء على نصيحة من كينغ، خفف الشاب من لهجته الثورية الحماسية.
وعندما حان موعد خطاب مارتن لوثر كينك شخصياً، كان عدد الحاضرين اكثر من 200،000 إضافة الى الملايين التي تابعت الحدث عبر التلفزيون ولم يتحدث كينغ عن (الحلم) لأنه كان قد تطرق اليه في خطابات سابقة، ولكن مغنية الكنيسة ماهاليا جاكسون، صاحت باعلى صوتها، (احكي) لهم عن الحلم، مارتن تحدث عن الحلم، (وهكذا بدأ يتحدث، وبدأ يثير المشاعر والاحاسيس).
وكان بين الحضور في ذلك اليوم، شخصيات سوداء، شهيرة جداً ومنها، سيدني بواتييه، هاري بيلافونتي، دايهان كارول وجون بايز، وقد تحدثوا جميعاً، في ذلك اليوم، وتحدث ايضاً دينزل واشنطن، وأوبرا وينفري، عن إمكانيتهم للتحرر تماماً، وإمكانيتهم في تقرير المصير.
وبعد تلك المسيرة التاريخية، بثلاثة اشهر، تم اغتيال جون كنيدي، وبعد مرور عام على ذلك صدرت لائحة الحقوق المدنية لتصبح فيما بعد جزءاً من القانون الامريكي، وبعد اربعة اعوام على ذلك، تم اغتيال مارتن لوثر كينك، في الرابع من نيسان 1968، باطلاقة على وجهه، وترنح العالم، اذ ان حلمه لم ينفذ تماماً، وكان في اليوم السابق لاغتياله، تحدث في خطاب له قائلاً: (أريد ان اعيش حياة طويلة، ولكني لا اهتم بذلك الامر حالياً، لقد رأيت الارض الموعودة، وربما لن اذهب اليها معكم، ولكنني اريد ان تعلموا اننا، كشعب، سنحصل على الأرض الموعودة).
وقد تم اطلاق النار عليه وهو واقف على شرفة فندق لورين بمدينة منفيس. وقد تصاعدت اهميته ليصبح اشبه بـ اسطورة تنمو مع الايام، وحتى بعد موته، كان الجيل السابق (الامريكيون المتعصبون) ضد السود لا يزالون يكرهون ذلك الجيل الذي تداعى مع الايام.
هناك عدد قليل من الرؤساء: ابراهام لينكولن، جورج واشنطن، وربما فرانكلين، روزفلت، لهم مكانة اعلى في مقبرة القادة الوطنيين، عن ذلك الذي يحتله مارتن لوثر كينك.
وقد قدّمت حركة السود للحقوق المدنية عدداً من القادة ومنهم: رالف أبيرناثي وفرد شوتليسورث، وروزا باركز وجون لويس ولويس فراخان، مالكوم إكسس وستوكلي كارامايكل، ولكن د.مارثن لوثر كينك، يبقى في مقدمتهم، فقبل وفاتهم، منحت الحقوق المدنية كافة للسود اسوة بالبيض، وصدرت لائحة رسمية بذلك، وألغيت العنصرية في المدارس وصدر في عام 1965 حقوق التصويت.
 عن: الأندبندنت