أتحدى "دولة جارنا" ان يأتينا بدليل واحد يثبت أن أحدا منا بدأه بسوء او عداوة او نكّد عليه حياته المترفة مثلما ينكّد علينا حياتنا كل يوم. سرق اصوات المساكين منا فتشلبى على ظهورهم بعد أن أقسم انه سيكون خادمهم الكبير وانه سيحميهم ويصون أموالهم. استحوذ على ميزانيتنا مستغلا ضعفنا وشحة من ينصرنا. صار يلعب بأموالنا على هواه. يعاملنا معاملة القاصرين. يحسب ما يصلنا منها صدقات وانه متفضل علينا كما يتفضل "الزناكين" على الفقراء والمعوزين. أمسك بـ "القاصة" وصمم أن "ما ينطيها" لو تنقلب الدنيا.
ينام وهو آمن البال، مطمئن القلب في مأمن من المفخخات والكواتم والكاتمات. لا يفكر بضنك الماء أو انقطاع الكهرباء. لا عاطل في دولته ولا شحاذ فيها حائر بلقمته. نساؤه وعياله في عيش غرير قد أناخوا في ظل الأمان واستذروا بظل السكينة. يقيمون تحت سماء الأمن ويتقلبون على مهاد الدعة. هادنتهم الحوادث، ونامت عنهم عيون الطوارق.
تركنا نحن جيرانه، أصحاب الفضل عليه في ما هو به من دولة وسلطان، عزل لا حول لنا ولا قوة في مواجهة من لا يرحمنا من القتلة والسفاحين. تحوم في سمائنا غربان الموت وتمطرنا بخوف يشيب الرؤوس، ويبيض له رأس الوليد. نساؤنا في موعد دائم مع الترمل والنكبات نجدهن في كل يوم صائحات نائحات. أطفالنا قد تغيرت ألوانهم من الفزع وتعثرت خطواتهم من الهلع. ينامون والرعب ملء أضلاعهم وقد هتك الخوف قميص قلوبهم.
خرجنا يوم السبت الفائت نشكو ظلمه فطوقنا بأزلامه الذين وضعوا بنادقهم، التي اشتروها بأموالنا وحلالنا، في صدورنا. من عاشوا حياتهم نعامات أمام الإرهاب استأسدوا علينا وصاروا يضربوننا لأننا بطرك صدور عارية إلا من حب الوطن. بشّروا دولة الجار انهم طششونا فخرّ ساجدا شاكرا ربه انه انتصر علينا. نام دولته متهلل الوجه جذلان مسرورا عندما رأى الدنيا له مستوسقة والأمور متسقة وحين صفا له ملكنا وسلطاننا.
مهلاً لا تطش جهلاً يا جار السوء. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، مثلما فعل الذي قبلك، فوالله انك لا تمحو ذكرنا ولا تميت صوتنا ولا تدرك أمدنا. وأعلموا يا أبناء الخضراء أن العراق باق ونحن باقون وانتم راحلون. يومها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
جاء في الأثر أن الإمام الحسين قال: "المؤمن من أمن جاره بوائقه.. سألوه: ما بوائقه؟ قال: ظلمه وغشمه".
مهـلاً يا جـار
[post-views]
نشر في: 3 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
Adel Alkhafaji
Please Mr Alakabi send me your email address in order to contact with you because I am very fond of your writings I hope you will do it thanks Adel Alkhafaji
الناصري
ها نحن العراقيين قد بدأنا ولكننا بحاجه لكم أيها الاعلاميين الشرفاء ولكن ليكن دعما فضائيا بسبب قلة من يقرأ هذه المقالات بسبب إنشغال المواطن بهموم الحياة وبسبب الطيف الواسعه للأمييين بسبب فشل الفاشلين وفساد الفاسدين