الغاية (آت) النبيلة، هل تبرر اللجوء لوسائل دنيئة؟؟
هذا هو جوهر السؤال الذي شغل أذهان الفلاسفة والمثقفين والعلماء ورجال الدين، ولم يسعف أحداً بالظفر بجواب حاسم:: بـ لا جازمة، او بـ نعم دون تحفظ..
معظم ما قرأناه من صفحات التاريخ منذ تدوينه لحد هذا اليوم، وكل ما سمعناه وشهدناه من حواديث وحكايا تندررج تحت هذين الاصطلاحين. ولو حاولنا تطبيق ثنائية الغاية والوسيلة على ما يجري من راهن الأحداث والممارسات، تحت ظل هذا الحكم او ذاك، او على يد هذا الحاكم او ذاك، لبرز اسم ميكافيللي، والميكافيلية دون مواربة.
نيكوليو ميكافيلي، السياسي الإيطالي الذي ترجمت معظم مؤلفاته الأربعين، لمختلف لغات العالم، وأدرج بعضها في الدراسات الأكاديمية في أعرق الجامعات الأوروبية، يستعيد حضوره كمنهج للحكم سيما في الدول التي تتلفع بعباءة الديموقراطية الرثة.
يذهب ميكافيللي في كتابه (الأمير) إلى: إن خير نظام للحكم لتحقيق وحدة البلاد هو نظام السلطة المركزية ولو بانتهاج دكتاتورية لا تقف في وجهها اية اعتبارات دينية او دنيوية او أخلاقية، فمصلحة البلاد العليا تبرر لجوء الأمير (الحاكم) لجميع الوسائل المتاحة بما فيها استعمال القوة، إلى جانب استعمال القسوة، وحتى خيانة عهد او التنصل من وعد إذا كان في ذلك مصلحة عليا!
يمحض ميكافيللي نصائحه للأمير:
# من يريد قيادة الرجال، ينبغي أن يدير إليهم ظهره إذ يقودهم.!
# لا تقض على خصومك دفعة واحدة، حالف بعضهم، واقض على الآخرين تدريجاً.!
# احسب حساباً للعواصف عندما تكون الريح هادئة.
# الحكماء يعرفون كيف يتجنبون ارتكاب الأخطاء، والأغبياء يعمدون لتصحيحها.
# المرء قد ينسى تاريخ موت أبيه، ولكنه لا ينسى أبدا استحقاقه لميراثه.
# على الأمير أن لا يحفظ عهدا يكون الوفاء به ضد مصلحته، وأن لا يستمر بالوفاء بعد زوال أسباب الارتباط به.
# عندما تريد السيطرة على شعب، فاجعل من أعزة أهله أذلة، ومن أراذله أعزة.
# الولاء، والصداقة المشتراة بالمال، غير مكفولة الأداء.
# تخلص من أولئك الذين أوصلوك لسدة الحكم إنهم سيطالبونك باستحقاقاتهم، التخلص منهم سيعفيك من وجوب سداد الدين....... وبعد، فالدلالات في كتاب الأمير لميكافيللي كثيرة، ولا بأس أن نعرف أن هتلر كان يوسد الكتاب وسادته، ليعيد قراءته ويستزيد، ونال موسلليني درجة الدكتوراه حول مضامينه، ويقال إن الكتاب وجد في مكتب المقر الرئاسي لصدام حسين.
أرجوحة الغاية، أرجوحة الوسيلة
[post-views]
نشر في: 4 سبتمبر, 2013: 10:01 م