في أولى أماسيه بعد الانتخابات التي تم فيها اختيار هيئة إدارية جديدة لاتحاد أدباء كربلاء ارتأى ان تكون استذكاراً لعدد من رموز المدينة الادبية الراحلة وفاءً واعتزازا بتجاربهم الشعرية وهم من أجيال متقاربة وأسمائهم راسخة في الذاكرة الشعرية واغتناء المشهد
في أولى أماسيه بعد الانتخابات التي تم فيها اختيار هيئة إدارية جديدة لاتحاد أدباء كربلاء ارتأى ان تكون استذكاراً لعدد من رموز المدينة الادبية الراحلة وفاءً واعتزازا بتجاربهم الشعرية وهم من أجيال متقاربة وأسمائهم راسخة في الذاكرة الشعرية واغتناء المشهد الشعري العراقي بقصائدهم وحضورهم المادي والمعنوي.. هذا ما قاله نائب رئيس الاتحاد الشاعر سلام محمد البناي والذي اضاف : هذه الامسية تستذكر الشعراء صاحب الشاهر ومحمد علي الخفاجي وهادي الربيعي ويؤكد ان الاتحاد سيعمل في برامجه المقبلة على الاحتفاء بالرموز الراحلة الأخرى وأيضا الرموز الحية التي ما زالت ترفد هذه المدينة المعطاء التي أنجبت الكثير من الاسماء في الفكر والثقافة والأدب
مقدم الامسية الشاعر فاضل عزيز فرمان قال : مبهج حقا ان يكون مفتتح البرنامج الثقافي لاتحاد أدباء كربلاء احتفاء بثلاثة من اهم شعراء كربلاء الذين غادرونا مبكرين الى العالم الآخر صعدت ارواحهم الى عليين وبقيت قصائدهم ترفرف حولنا كالحمامات البيضاء غابت اجسادهم ولا نزال نشهد وجوههم في مقاعدهم الشاغرة والممتلئة بإبداعهم تنور أماسينا الثقافية ..ويضيف انهم اسماء حفرت بصماتها على مسلة الابداع العراقي بثقة وتفوق ظهروا في بداية السبعينات في زمن كانت فيه اسوار بستان الشعر عالية وأبوابه لا تنفتح الا لذوي المواهب الحقيقية ووسائل النشر والانتشار التي لم تكن تتعدى صفحات معدودة في صحف ومجلات لا تتعدى عدد اصابع اليد ..ووصف صاحب الشاهر بانه الشاعر السبعيني المتميز بين اقرانه بعذوبته وانتمائه للمكان والذي لم يمهله الزمن كثيرا فاختطفه الموت وهو على حافة الثلاثين بحادث مؤسف والشاعر محمد علي الخفاجي بانه شاعر التاريخ والذاكرة والمسرح الشعري وابن كربلاء الذي اعاد تشكيل مدينته شعريا
والشاعر هادي الربيعي انه الشاعر الكوني الشفاف شاعر تطير قصائده بأجنحة الملائكة لتحط على عوالم يبتكرها بخياله الشعري المتألق.
الاديب جاسم عاصي : المشاركات بقراءة نقدية عن الشاعر صاحب الشاهر تضمنت تلخيصا لأهم ركائز ديوانه ( أيها الوطن الشاعري ) وطبيعة انتمائه للواقع ، والواقع في الريف حصرا . نعته بشاعر القرى . مؤكدا على الكيفية التي شكّل الشاعر بنية قصائده الأسطورية . وذلك باعتماده على مجموعة رموز ذات سمات أسطورية مثال ( الماء ، النهر ، النخل ، الشجر ، الطير ، الشمس ، القمر ) بحيث شكّل من خلالها منظوماته الأسطورية ، أو لنقل ــ أسطرة ــ البيئة عبر شبكة من الرموز وعلاقاتها مع بعض وبالإنسان . كما قرأ قصيدة لم يتضمنها الديوان تحت عنوان ( حجر العراق القديم ) للشاعر ، محللا بنيتها الشعرية ، موضحا علاقتها برموز الأنوثة في التاريخ ، عبر الأخت التي نابت عن الأم والأب في متابعة أفراد الأسرة ومنهم الشهيد ( فتّاح ) رمز القصيدة . وأكد عاصي على أن الشاعر تعامل مع النماذج بروح ورؤى صوفية خالصة وعدّها من القصائد المهمة بما تحمله من نبوءة شخصية للشهادة وقد نشرها قبل استشهاده . لقد أضفى الناقد على الشاعر صفة التميّز من بين شعراء جيله كمرشد الزبيدي وسلام كاظم وخزعل الماجدي . لكن انطفاء جذوة شبابه مبكرا أضاع منّا مشروعا شعريا مهما يُضاف إلى تجارب الشعراء العراقيين.. بعدها شارك الشاعر على الفتال بقراءة بعض قصائد الراحلين وخاصة قصائد الشاعر الشاهر التي لم تُنشر . وكان قد جمعها الفتال وطبعها على نفقته.
في حين عبر الشاعر علاوي كاظم كشيش من انه شاعر محظوظ لأنه عاش مع الشعراء الثلاثة تلميذا لهم وقال ,..انا شاعر مدلل لاني تلقيت جرعة تربية من شعراء كبار.. ويضيف ان اهم ما يميز الشعراء الثلاثة ان قصائدهم لو قرأت بعد 30 عاما نجدها متلألئة وهو ما يعني ان النص الجيد هو الذي يصنع المكانة لان هناك شعراء تافهون يتبوأون مكانة اعلامية في حين ما زلنا نسير على صدى ابداع الراحلين
وقرأ الشاعر عودة ضاحي التميمي قصيدة بالمناسبة جاء فيها.. البياض يداهنه/والبياض المثابة/ وله البياض نمن البجعات الجميلات شرفة أعناقهن/وفضية أصواتهن المذابة/السواد الذي فيه لون البلابل/والبياض الذي فيه صدق الصحابة)
وقال الباحث حسن عبيد عيسى في مشاركته ان : كل منا يختزن من الذكريات عن الراحلين ما يكفي لتدوين مجلدات.. لذا سوف لن اقول ما تعودنا على قوله في هكذا مناسبات.. إذ أريد ان اركز على المصادفة التي جعلت احتفاءنا بالراحلين في يوم خروج الشعب معترضا على الامتيازات الخرافية للبرلمانيين...
وتحدث ايضا الشاعر عادل الصويري عن علاقته بالشاعر هادي الربيعي وكيف تعلم منه كيف يكون امام المبدعين وتعلم منهم وانهم برغم كونهم كبارا لا يشعرونا الا بتواضعهم.. في حين قال الشاعر نجاح العرسان ان : هؤلاء اعلام الادب والإبداع في العراق وتفتخر كربلاء ان فيها مثل هذه القامات وان المدينة مازالت تحتاج الى حروفهم و حضورهم البهي..