عن : ان بي آر ترجمة المدى تسببت الحرب الأهلية في سوريا بأزمة لاجئين في عموم المنطقة. اليوم تنتظر الكثير من الدول لترى تأثيرات الضربة العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا . شعرت الدول المجاورة لسوريا بتأثير الحرب الدائرة فيها، وستبقى تراقب أي عمل عسك

عن : ان بي آر
ترجمة المدى
تسببت الحرب الأهلية في سوريا بأزمة لاجئين في عموم المنطقة. اليوم تنتظر الكثير من الدول لترى تأثيرات الضربة العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا . شعرت الدول المجاورة لسوريا بتأثير الحرب الدائرة فيها، وستبقى تراقب أي عمل عسكري ضدها بسبب استخدامها المزعوم للأسلحة الكيمياوية.
الا ان انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الستراتيجية والدولية يقول "الحقيقة هي ان هذه الدول لا تعتبر الضربة العسكرية بحد ذاتها هي الأكثر خطرا؛ فهذه الدول تتعامل أساسا مع التدفق المستمر للاجئين الهاربين من سوريا، ومع ظهور المسلحين السنّة في المنطقة والدور الذي يلعبه حزب الله . كل هذه الأمور تسبب قلقا جادا لهذه الدول".  لنلق نظرة على دول جوار سوريا وما هي مواقفها تجاه الضربة العسكرية الأميركية المحتملة.

العـــــراق

كان العراق متأنيا في الحفاظ على حياديته في سوريا، الا ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد القى باللوم في العنف المتصاعد في بلاده على ما يحدث في سوريا، حيث قال الاسبوع الماضي "ان الوضع الداخلي السوري يلعب دورا كبيرا فيما يحصل في العراق". كما انتقد المالكي الضربة العسكرية الأميركية المحتملة على سوريا، "ان الحل العسكري طريق مسدود لا يوصل الا الى تدمير سوريا، حيث لا يلوح شيء في الأفق سوى الدمار والكارثة وحرب أهلية لا رابح فيها". وسبق للمالكي ان حذر من ان انتصار ثوار سوريا سيزيد من زعزعة المنطقة . خلال السنوات الأخيرة وثق العراق صلته بايران وتقول الولايات المتحدة انه سمح لإيران باستخدام مجاله الجوي لأيصال السلاح والمقاتلين الى نظام الأسد . تجدر الأشارة الى ان ادارة اوباما، في محاولة منها لخلق أزمة من أجل القيام بعمل عسكري في سوريا ، تصر على ان سوريا لن تكون عراقا ثانيا حيث امضت الولايات المتحدة ثمان سنوات حتى انسحاب القطعات في 2011.

لبنان
ربما يكون هذا البلد الصغير اكثر البلدان الخاسرة في حالة وقوع الضربة . انه بالأساس يؤوي عشرات الآلآف من اللاجئين السوريين. على مدى سنوات كانت سوريا الصانع الرئيسي للقرار السياسي في لبنان، وكما ذكرت مجموعة الأزمات الدولية فان لبنان " نادرا ما كان بمأمن من متاعب جارته سوريا ". من جانب آخر تقول صحيفة واشنطن بوست ان اقتصاد لبنان عانى الكثير ، وأثيرت فيه خطوط التصدع الطائفي ، وان اعمال الخطف والهجمات الصاروخية والصدامات تطغى على الحياة اليومية . على مدى الشهر الماضي اضيف الى كل ذلك التفجيرات المتبادلة ما زاد من المخاوف من ردود فعل حركة حزب الله تجاه الضربة الصاروخية المحتملة على نظام حليفها بشار الأسد . يقاتل مقاتلو حزب الله الى جانب الأسد في الحرب الأهلية ، حيث ان سوريا هي القناة الرئيسية للاسلحة الأيرانية المرسلة الى هذه المجموعة . يرى حزب الله ان أي تهديد لنظام الأسد هو بمثابة تهديد ليس فقط لسوريا وانما ايضا للفلسطينيين وللبنان.
تركيا

لوجهات نظر تركيا اهمية خاصة لأنها تجاور سوريا ، وحليف للولايات المتحدة ، وعضو بارز في حلف الناتو ، ومؤيد قوي للضربة العسكرية على سوريا . يتلخص التفكير التركي بان الهجرات الجماعية للسوريين الهاربين من الحرب الأهلية الى أراضيها قد تسببت في تقليص الموارد في جنوب تركيا ، كما وقعت هجمات في داخلها يلقي فيها رئيس الوزراء التركي اللوم على الأتراك المرتبطين بنظام الأسد ، اضافة الى الحوادث التي تقع على الحدود بين البلدين. الا ان هناك اسباب للقلق التركي ؛ تقول صحيفة بلومبيرغ " الحكومة التركية قلقة من ان مكاسب السلطة في سوريا تثير طموحات اكراد تركيا للحصول على حكم ذاتي، وان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ليس لديه استعداد لمنحهم ذلك بموجب عملية السلام معهم".

إيـــــران

سقوط الأسد سيمثل ضربة كبيرة لإيران؛ فانها ترى في سوريا حليفها الوحيد في المنطقة وقد توثقت علاقتهما منذ قيام الثورة الأسلامية في ايران عام 1979 ، حيث اتحد البلدان ضد صدام حسين الذي كان يمثل عدوا مشتركا لهما . كلاهما يدعم حزب الله في لبنان بالأضافة الى المجموعات الفلسطينية المسلحة. تقول البي بي سي " كانت سوريا على الدوام توفر عنصر العمق الستراتيجي لأيران بالاضافة الى منحه مقتربا للبحر الأبيض المتوسط وخط امداد لشيعة ايران المؤيدين في جنوب لبنان المحادد لإسرائيل".

الاردن
تشعر الأردن أساسا بثقل اللاجئين السوريين ، فمخيم الزعتري داخل أراضيها يعتبر ملاذا لأكثر من 120 الف لاجىء سوري ، وهذا المخيم يعتبر رابع اكبر مدينة ماهولة بالسكان في البلاد . تذكر صحيفة وول ستريت ان اللاجئين السوريين يتنافسون مع السكان المحليين للحصول على فرص عمل بأجور متوسطة ومنخفضة . كما ان السوريين داخل الأردن يسحبون الأعمال من المهاجرين المصريين الذين بدأوا يشتكون من ذلك . من جانب آخر فقد توقف تدفق الماء الى القرى الأردنية الشمالية لفترات تمتد لأكثر من شهر مع تصاعد الطلب عليه حسب قول القرويين ، وتقول الأردن بانها لن تسمح بشن أية ضربة عسكرية من أراضيها لكنها مع ذلك وضعت قواتها في حالة انذار قصوى . وقال مسؤول أردني ان الأردن تفضل حلا دبلوماسيا للأزمة السورية.
إسرائيل

تشعر اسرائيل بالقلق من احتمال انتقام سوريا منها في حالة وقوع الهجوم الأميركي، كما انها تقلق من ان رد الفعل الضعيف او عدم الرد على الاستخدام المزعوم للاسلحة الكيمياوية قد يزيد من قوة ايران، حيث قال شموئيل ساندلر استاذ السياسة الدولية في جامعة بار ايلان ان القلق الرئيسي لأسرائيل هو ان الرئيس اوباما " قد رسم خطوطا حمرا، واذا لم يتصرف فسوف يفقد مصداقيته في طهران". واضاف ساندلر ان اغلب الأسرائيليين يريدون من الأدارة الأميركية توجبه ضربة دقيقة من خلال استهداف مستودعات الأسلحة – لكن ليس بالضرورة خلع الأسد لكي لا يكون هناك فراغ في السلطة ، كما انهم لا يريدون رؤية الولايات المتحدة تقاتل مرة اخرى في حرب طويلة مكلفة في الشرق الأوسط . وتخشى اسرائيل من ان يلقي الرأي العام الأميركي اللوم عليها اذا ما استمرت الولايات المتحدة بحرب طويلة الأمد، فهي تحاول البقاء بعيدة وغير مشاركة.