مع تزايد فُرص شنّ ضربة عسكرية غربية ضد نظام الأسد، تتطلع الأنظار إلى الجبهة السورية الإسرائيلية، التي تشهد حالةً من الهدوء منذ عدة عقود، لم تُعكرها هجمات الطيران الإسرائيلي، التي استهدفت مواقع عسكرية منتقاة بعناية، كانت الدولة العبرية رأت أنها يمكن أن تشكل خطراً عليها، أو تُخلّ بميزان القوى الراجح لمصلحتها حتى اللحظة، ولا حركتها عمليّات اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذها، مثل اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في أحد أحياء العاصمة السورية، فيما يهدد المسؤولون السوريون هذه الأيام بتوسيع نطاق المعركة لتشمل إسرائيل، في حال تعرض نظامهم للصواريخ الغربية ،التي باتت جاهزة بانتظار ساعة الصفر التي سيحددها باراك أوباما بعد تسلحه بقرار من الكونجرس، وإنجاز صفقة ما يدور الحديث حولها مع الرئيس الروسي.
إسرائيل أعلنت أنّها غير معنية بالمشاركة في المعركة، إن لم يتعرض أمنها للخطر، حيث ستكون محمية بالشرعية الدولية، حال ردها على أي هجوم من قوات الأسد، سواءٌ بشكل مباشر أو بواسطة حزب الله، الذي يُهدد باللجوء إلى ترسانته الصاروخية، مُستنداً إلى تصريحات صدرت من إيران، تؤكد أن الهجوم الغربي سيعني محو إسرائيل من الخارطة، عندها كما تشير التقديرات ستكون معركة كسر عظم تلجأ فيها إسرائيل إلى كل مخزونها من القوة للقضاء على نظام الأسد ومحور الممانعة في آن معاً، بينما سيحظى النظام بمظاهرات شعبية مؤيدة لاتسمن ولا تغني من جوع وبعدها قصائد الرثاء والبكائيات الفولكلورية بينما تكون الدولة السورية فريسة التقسيم أو الحرب الأهلية، مع تفضيل أيهما أشد ضرراً.
لا تتفرج إسرائيل على ما يجري حولها دون رد فعل حقيقي وصارم، فهي نشرت بطاريات قبتها الحديدية، وصواريخ الباتريوت، وفعّلت نظامها لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، وهذا بالذات لمواجهة التهديدات الإيرانية، رفعت حالة الطوارئ في قواتها المسلحة ووزعت الكمامات الواقية من الأسلحة الكيماوية على مواطنيها ، وهي تتحسب لكل السيناريوهات بما فيها مواجهة صواريخ حماس الممكن انطلاقها من قطاع غزة، ويأتي ذلك كله في ظل ما يقال عن موافقة أميركية على رد إسرائيل على أي هجمات تتعرض لها من النظام السوري، وفي الجانب الآخر من الصورة، تتزايد تهديدات دمشق لإسرائيل في حال تعرضها لضربة غربية، وتتناثر تصريحات عنترية من تنظيمات هامشية، تُهدد بالويل والثبور وعظائم الامور، وهي عنتريات اعتدنا سماعها منذ عقود، ولكنها ظلت جعجعة ولم نرى طحناً.
يؤكد كثير من المراقبين أن النظام السوري سيكتفي بإطلاق التهديدات، إن كانت الضربة الغربية المنتظرة محدودة ولم تستهدف إسقاطه عسكرياً، وكانت نتيجتها المرسومة هي الذهاب مخفوراً إلى جنيف، ليستسلم لمصيره المحتوم "بشرف" ويضمن سلامة الرئيس والذين معه، وبناء نظام جديد يكون له فيه حصة ولو ضئيلة، لكن هؤلاء يخشون أن تكون أهداف الضربة مختلفة، بحيث تقتلع الأسد ونظامه مرة واحدة وإلى الأبد، حينها ربما يلجأ الأسد إلى الخيار القاتل "علي وعلى أعدائي"، فيستخدم كل مخزونه من الأسلحة بما فيها الكيماوي، ضد إسرائيل بالدرجة الأولى وضد دول الجوار كتركيا والأردن، وضد أهداف بعيدة على ضفاف الخليج، لكن ذلك كُله لن يفضي لحرب عالمية ثالثة، كما بشرنا بذلك فيصل مقداد نائب الوزير وليد المعلم، الذي يزور موسكو هذه الأيام بحثاً عن مخرج من مأزق كيماوي الغوطة.
هل تشتعل الجبهة مع إسرائيل
[post-views]
نشر في: 6 سبتمبر, 2013: 10:01 م