اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المخدرات..بمساندة البطالة وحوادث الإرهاب تفتك بشريحة الشباب

المخدرات..بمساندة البطالة وحوادث الإرهاب تفتك بشريحة الشباب

نشر في: 7 سبتمبر, 2013: 10:01 م

كان يحاول ان يحصل على دواء مهدئ لابنه الصغير البالغ من العمر عشر سنوات ،بعد ان شاهد انفجار عبوة ناسفة في منطقة الحرية قبل أسبوع مما ولد عنده حالة نفسية، والد مهند كان لا يعلم ان المنظر المرعب والمخيف الذي شاهده ابنه كان كافيا ،بان يجعله يصرخ طوال الل

كان يحاول ان يحصل على دواء مهدئ لابنه الصغير البالغ من العمر عشر سنوات ،بعد ان شاهد انفجار عبوة ناسفة في منطقة الحرية قبل أسبوع مما ولد عنده حالة نفسية، والد مهند كان لا يعلم ان المنظر المرعب والمخيف الذي شاهده ابنه كان كافيا ،بان يجعله يصرخ طوال الليل والنهار ويصاب بنوبة من الهستيريا (الصراخ المتواصل ) حتى ينهكه التعب فيخلد الى النوم ،يقول والد مهند البحث عن المهدئات لابني جعلني أتعرض الى كلام جارح من أصحاب الصيدليات ، وهم يعتقدون انه لي.  مضيفا بانه متردد في عرض ابنه على طبيب نفسي خشية المضاعفات ، معتقدا بأنه سوف يهدأ وتذهب عنه هذه الحالة   بعد فترة ،وتمحى من ذاكرته صورة الأجزاء المتطايرة من اشلاء شخص قتل في الانفجار وسقط رأسه قرب ساقه حيث كان واقفا قرب منزلنا القريب من السوق في منطقة الحرية .
الحروب احدى مسبباتها
معالجة مهند بهذه الأدوية قد تقوده الى الإدمان لاسيما ان والده لم يفهم ما سوف يعانيه في المستقبل وهو بهذه المهدئات سوف يجعله مشروع مدمن في المستقبل. وسوف نستعرض عددا من القصص لأشخاص ادمنوا على المخدرات بسبب ظروف الحياة الصعبة او بسبب الخوف من التفجيرات وفي جميع الاحوال ان الحصيلة والتسمية واحدة وهي الادمان ،ولان الحروب المستمرة التي اجتاحت البلاد، والفوضى وانعدام الأمن وانتشار الخراب والأوبئة، وإحدى هذه الأوبئة هي المخدرات!! احيانا لكسب المال وأخرى للتعاطي واحيانا أخرى لممارسة الإرهاب  ضد العراقيين .
الإدمان والمهدئات
ان حقيقة ما يحصل عليه  المريض ( المدمن ) من أدوية يقول عنها مهدئة ومسكنة لما يعانيه من متاعب ومصاعب الحياة،  لا يمكن تصنيفها الا انها مخدرة للأعصاب، و المختصون يصنفونها تحت باب المخدرات إذا ما أدمن اي انسان على تعاطيها، مشكلة مهند هي واحدة من آلاف القضايا التي تبطش في جسد المجتمع، حيث اصبح العديد من شريحة الشباب وبكل صراحة يتناولون المهدئات وهذه مشكلة  تحولت الى ظاهرة تهدد نسيج الكثير من المجتمعات ،والكثير من المدمنين على المخدرات تكون الظروف العائلية وأصدقاء السوء بداية طرقهم لتعاطي الأدوية المخدرة او المستخلصة من بعض الاعشاب، يضاف الى ذلك الظروف التي يمر بها البلد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي يقابله ضعف الوعي الديني والتربوي مما يكون نقطة الولوج وعدم الصمود أمام الانحدار النفسي والجسدي امام رغبات سيئة في الحصول على هذا النوع من السموم.
قصة (م، حسام ) تؤكد حقيقة ما ذهبنا اليه عن كيفية الولوج والذهاب الى طريق المخدرات الأسود، حيث يبين  حسام انه بسبب رسوبي  المستمر بالدراسة جعلني والدي اعمل مع صديق له في مرآب لغسل السيارات ،وكان عمري حينها 13 عاما ، وكنت أشاهد العديد من الشباب يتعاطون المخدرات مع الآركيله ،حيث يقومون بطحنه مع المعسل وفي احد الايام ناداني احدهم وهو يضحك وطلب مني ان استنشق معه الآركيله ومنذ ذلك الوقت وانا ادمن عليها، واحد اسباب الادمان عليها لكونها غير مكلفة ماديا، ويبين حسام بانهم في اغلب الاحيان يقومون بطحن الحبوب المهدئة مع المعسل والقيام باستنشاقها او بشراء حبوب الارتين وتناولها لتعيش عالم آخر بحسب قول حسام، مؤكدا انها رخيصة حيث يبلغ سعر الشريط 2500 دينار فقط.
ضرب الأولاد محفز كبير
بينما تقول ام سرور ان ابنها تعرض الى الضرب المبرح من قبل والده عندما رسب في المدرسة ،فبعد ان أهانه والده وضربه وطرده من المنزل أصيب بحالة عصبية ، فأعطاه أصدقاؤه اقراصا مهدئة، فكانت تلك اللحظة هي البداية ليعتاد عليها فيما بعد ،واصبحت علاجه في مواجهة اية مشكلة يمر بها ،مضيفة انه بعد ذلك ولج عالم الادمان وانتقل الى تناول أدوية أخرى أكثر مفعولا،مبينة محاولتها الان علاجه عند الاطباء النفسيين وتخاف ان يعلم احد من الاصدقاء والاقارب بحالته فهو يتصرف بشكل غير طبيعي ان احتاج الى المهدئات .
ويؤكد ساطع حمد  الذي انفصل عن زوجته بعد ستة اشهر على زواجهما وذلك لانه لم يكن يستطيع ان يوفر متطلبات البيت المادية  من حيث الاستقلالية عن عائلته وهو كثير العصبية وبسبب مزاجه العصبي في البيت  ، ذهب الى الطبيب واعطاه حبوبا مهدئه (فاليوم ) واصبح لايستطيع النوم الا بتناولها ،ويستدرك ساطع في حديثه قائلاً: تركتني زوجتي وتركت العمل واعمل الان باجر يومي في مجال البناء لكني  مهدد بترك العمل لعدم التزامي بالمواعيد وعدم مهارتي  في العمل، ومع ذلك ان المال الذي احصل عليه يكون اغلبه لشراء تلك الأدوية.
البطالة والسكائر
اضطرابات أمنية ،خوف، موت، بطالة، وقلق حياتي ومشاكل عائلية وتزداد الدهشة حين تكتشف أن مجيد هذا الشاب الحاصل على شهادة البكالوريوس، يتناول يوميا 6سجائر محشوّة بالمخدر في الحالات التي تتوفّر لديه المبالغ اللازمة لشرائها. يستنشقها يوميا  والحصول عليها من الاصدقاء أمر ممكن ،  يتحدث مجيد ويقول : أسباب شخصيّة تستمدّ ديمومتها من التفكّك الأسري ودوافع اجتماعيّة عامة مثل البطالة والتفجيرات،  والادمان يجعلني اشعر بالنشوة العارمة، شعوري  بالسعادة والاسترخاء كما انني  اعمل مع صديق لقاء مبلغ "يكفيني  بتأمين غرامات من المسحوق الأبيض لقاء حفنة من الدولارات، فأقضي يوماً سعيداً بين شلّة الأصدقاء الحالمين.
الرأي النفسي
يقول الدكتور عماد عبد الرزاق: من خلال ورش العمل لدينا تصور سابق بأن الإدمان الدوائي هو الأكثر انتشاراً ومنها الإدمان على الفاليوم ومشتقاته والمضادات الحيوية والآرتين وشرابات السعال وغيرها ، ولكن لوحظ  زيادة في الإدمان على مادة     ( الترامال ) وهو مسكن للآلام يستعمل بعد العمليات الجراحية وله تأثير أفيوني كبير كما لوحظ  زيادة الإدمان على المواد الأنفيتامينية وهي مواد محفزة تستعمل في الكريستال تهرب من دول محيطة .
وفيما أنشئت وزارة الداخلية جهاز مكافحة المخدرات ولديه مكاتب في جميع المحافظات للحد من الاتجار والتعاطي ومتابعة الموضوع بالتنسيق مع الدوائر الأمنية الأخرى والدوائر ذات العلاقة مثل الصحة وديوان المحافظات ، تعمل وزارة الصحة على معالجة المدمنين من خلال إنشاء مراكز متخصصة.
حبوب الفاليوم
إما عن حدودنا مع سوريا هناك إمكانية لتوصيل المخدرات إلى جمهورية مصر التي تعاني هي أيضا من مشكلة انتشار المخدرات و تعاطيه في مجتمعها، الكثير من الخبراء العراقيين أعلنوا بأن ظاهرة المخدرات هي ظاهرة جديدة جاءت بعد سقوط النظام السابق و لكن منظمة مكافحة المخدرات العالمية في دراساتها و أبحاثها التي تصدرها بين فترة و أخرى تذكر بأن في العراق هناك إدمان واسع للأدوية المهدئة نفسيا و التي تعد من المواد المخدرة التي يدمن عليها الإنسان و تضر بصحته و بسلوكه و يجب تقليص استخدامها و إعطائها للشخص بمشورة الطبيب و لكن هذا غير منفذ في العراق ،و قد تكون أغلبية صيدليات العراق أن لم تكن جميعها تبيع دواء حبوب الفاليوم لكل شخص يريده و الذي يعد من الأدوية المهدئة نفسيا و الذي يجب أن يؤخذ بمشورة طبية لأنه يحتوي على مادة مخدرة و المستخدم له بالتدريج يصبح مدمنا عليه فإذن العراق منذ وقت طويل يعد من الدول المدمنة على المخدرات
أنواع المخدرات
هناك ثلاثة انواع من المواد المخدرة، الاولى طبيعية مثل الكوكائين والهروين، والثانية نصف طبيعية (مخلقة) مثل الحشيشة وغيرها، والثالثة صناعية ( الإدمان الدوائي )وتشمل طيفا واسعا من الأدوية والعقاقير التي يساء استعمالها، وتشير الإحصائيات في العراق الى ان تعاطي الحشيشه قليل جدا إذ أن عدد الحالات المسجلة في عموم البلد هي 6 حالات فقط في حين أن أغلب الحالات هي إِدمان على العقاقير وتعدادهم بالعشرات في مختلف المحافظات وتتباين بين محافظة واخرى بحسب إحصائيات وزارة الصحة، لكن هذه الاعداد تعد قليلة جدا مقارنة مع تعداد سكان العراق الذي يتجاوز 37 مليون نسمة.
إحصائيات دولية
حسب إحصائيات المنظمات الدولية الأمنية منها و الصحية و التي تهتم بالتخلص من آفة المخدرات بكل أنواعها تذكر بأنه إذا وصلت مرحلة الإدمان عند واحد بالمئة من إفراد الشعب فأن هذا يجعل الشعب يضاف إلى قائمة الشعوب المدمنة على المخدرات بكافة أنواعه و من منا لا يستطيع أن ينكر الآن هذه الظاهرة التي أصبحت متداولة ضمن شريحة معينة من شعبنا و هم الشباب على وجه الخصوص و الذين لم يجدوا عملا يحويهم أو مقعدا دراسيا في جامعتنا المتخمة بالطلاب و بات المتعاطون لهذه المادة يطلقون مسميات مختلفة عن المواد المخدرات كتسمية " الكبسلة" أو غيرها حسب ابتكارات السوق المروجة لها  و كذلك أعلنت الانتربول أي الشرطة الدولية في تقريرها الأخير المتعلق بمسألة بيع و توزيع المخدرات بأن العراق أصبح مركزا مهما و حساسا لتجار و مزودي المخدرات ،بل و تطور هذا القطاع ليشمل أدوية الهلوسة فالعراق يطل على دول الخليج كالكويت و السعودية حيث في هاتين الدولتين هناك انتشار نشيط و واسع لسوق المخدرات و كذلك عن طريق هاتين الدولتين سوف يسهل توصيل كميات المخدرات لدول الخليج الأخرى كالإمارات و عمان و قطر .
الرأي القانوني
يذكر انه لا توجد مادة في القانون العراقي الحالي تجبر المدمن على الخضوع للعلاج دون إرادته ولكن هناك تخريجه قانونية إذ بإمكان أهل المدمن الشكوى عليه لدى أي مركز شرطة كونه يشكل خطراً على نفسه وأهله وعندئذ يحيله القاضي إلى اللجنة الطبية العدلية الأولية التي تقوم بفحصه وتقرر بأنه يحتاج إلى إخضاعه للعلاج الإجباري وبطريقة قانونية ولا يطلق سراحه إلا بعد إتمام العلاج وبموافقة القاضي  ، اضاف الى ان قانون المخدرات العراقي رقم 68 لسنة 1965 المعدل عاقب وفق المادة (14) منه بمختلف انواع العقوبات على متعاطي ومروجي وحائزي المخدرات حيث وصلت العقوبة الى الاعدام او السجن المؤبد على مستورد او مصدر او حائز او زراع المخدرات بدون اجازة تخوله ذلك خلافا لقانون المخدرات كما عاقبت المادة (14) على ثانيا منه حائز المخدرات او زراعها بقصد التعاطي او الاستعمال الشخصي حيث وصلت العقوبة الى حد السجن (15) منه كحد اقصى والحبس (3)سنوات وغرامة كحد ادنى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram