أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ندوة لنادي السرد في الاتحاد ضيف فيها د. متعب مناف وقدم محاضرة شيقة عن تأثيرات الواقع الاجتماعي والتاريخي على السرد القصصي العراقي . وقدم الاحتفالية الروائي حميد الربيعي إذ قال :ـنضيف اليوم, بعد ان صار كل أ
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ندوة لنادي السرد في الاتحاد ضيف فيها د. متعب مناف وقدم محاضرة شيقة عن تأثيرات الواقع الاجتماعي والتاريخي على السرد القصصي العراقي . وقدم الاحتفالية الروائي حميد الربيعي إذ قال :ـ
نضيف اليوم, بعد ان صار كل أول أربعاء في الشهر ندوة لنادي السرد, الدكتور متعب مناف من مواليد 1939 البصرة . الأستاذ الأول ورئيس قسم الاجتماع في جامعة بغداد في الثمانينات ممثل جامعة بغداد في اليونسكو 1986 وحاصل على الدكتوراه من جامعة في نيويورك وأستاذ علم الاجتماع في غير جامعة أوربية اشرف على 50 رسالة جامعية (ماجستير ودكتوراه ) ولديه60 بحثاً وعشرة كتب .
ثم بدأ د. مناف محاضرته بتسليط الأضواء على الالياذة والاوذيسة وحاول اثبات ان الاثنتين كتبتا من قبل شخصين وليس شخصا واحداً حسبما تقول الروايات . كما اكد على ان السرد الروائي العراقي غربة وتسول وحاجة الثقافة للتدوير .و الرواية جنس أدبي راق برز بعد ان سقطت الاسطورة وماتت الالهة ليتصدر الإنسان المشهد المحكي بطلاً .
قالبها المألوف / النمطي الالياذة والاوذيسة وتبنى من خلال حركتين الاولى تنطلق ذاهبة والثانية راجعة تتداخل الى حد المركب فيها البطولة والجنس والمغامرة .
هذه (الموضوعات ) الثلاث يتحرك الجنس فيها مخترقا ممثلا بالجميلة النافرة / الهاربة هلن التي غادرت الى الصفة الجنوبية للمتوسط قبل ان تنقسم ضفتا البحر الى مباغي في الشمالية ( الاوربية ) ومعابد في الصفة الاخرى حيث دنيا الشرق العربي المتدين والمتأسلم لاحقاً . زمنها كانت المنطقة غارقة الى حد الاختناق بالأسطورة. والواقع ان أدب المغادرة لابد وان يختلف عن ادب الرجوع شعورا ، وثقافة ،وإبداعا ، فهل ممكن تعميم هذا الاختلاف بين المغادرة وثقافتها شعورا وأدبا مقارنة بشعور وأدب وثقافة الرجوع ومدى انطباقها او مقارنتها مع الحالة العراقية ؟
وبرز مركب حنين تخوين الذي اجتاح ثقافتنا وانعكس وبقوة على وضع موصوفاتنا القيمية وفرز المفردات الفاعلة التي تحكم بشكل او آخر - الجمل السلوكية التي نعمل او سنتعامل بها او وفقها .
رواية غائب طعمة فرمان ( النخلة والجيران ) التي حاول فيها مبدعها الخمسيني ان يعرض التاريخ الاجتماعي للعراق في تلك الفترة سرديا في رواية قطبها المركزي تجمع بين النخلة والجيران فالنخلة هي مصدر العيش والاستمرار ( غذاء ودواء وظلا و استقرارا وتحسبا ، بل وتصنيعا وتاريخا ) اما الجيران فهم خط مشروع يبدأ فيه المجتمع العراقي الذي انطوى على نفسه ممثلا جماعات ومجموعات – بقبول الآخر وصولا الى التعددية مما قد يمهد لبناء دوله مدنية .
ويظهر النفط كضيف ثقيل يكرس ربحية مؤلمة حضنت عصابا مرضيا وصفه هوس النفط الذي لوث الارض وخنق النخلة وحول مجتمع العراق الذي جمعته النخلة وفرقه النفط ، الى اكثريات واقليات ، صير نعمة ريع النفط نقمة .
لقد استمر المبدعون العراقيون في انتاج روايات ظلت تجمع بين حركتي الذهاب ( الالياذة) والقفول الرجوع ( الاوذيسة ) منهم التكرلي وعبد الستار ناصر و طه شبيب وجيل واعد من المخضرمين والشباب . الا ان مالوث دنيا الانتاج الادبي العراقي إبداعا وثقافة ومعرفة ان الريعية النفطية والتي اخضعت الارض والانسان والدولة للهوس النفطي. وبالاخص بعد ( 2003 ) التي وصلت بنا الى الصفر الحضاري و كان الناتج مجتمعا اقله متخوم واكثره محروم .
ثم جرت مداخلات عديدة من قبل الناقد علي الفواز والروائي رياض الفهد والدكتور عبد الكريم عباس اغنت موضوعة المحاضرة التي لاقت قبولا كبيرا من الأدباء والمثقفين الحاضرين.