محمد الذهبي- ايناس طارق قرية الزركة تقع على ضفاف نهر الفرات تتوسط محافظة كربلاء ومدينة المسيب ، مسكونة من قبل 40 عائلة جل عملهم الزراعة ،ورعي الاغنام . حياتهم روتينية اذ يبتدون صباحهم في الحقل وينتهون عند الحقل او في مساحات خضر حيث يرعون اغنامهم ،
وفي يوم مجلل بالسواد استيقظ اهالي القرية على كارثة حقيقية لم تكن متعلقة بالاعمال الارهابية من عبوات ناسفة ،او سيارات مفخخة بقدر ما كانت متصلة بعمل غامض ذهب ضحيته ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة ،(الزوج ،الزوجة،طفل لم يتجاوز الاربعة اعوام) وكل حادثة ترتبط بدلائل وتحقيقات، ولكن الامر المؤسف ان الحادث تكرر عدة مرات، ليجعل من الضحايا رقما كبيرا وصل الى (10) اشخاص. اتفق اهالي قرية الزركة على تكوين دوريات بمساعدة رجال الامن لارجاع الامور الى ماكانت عليه ، ولمعرفة الجاني ،وفي ليلة من ليالي تشرين الثاني واثناء نوبة بعضهم شاهد ثلاثة من النمور الكبيرة الحجم ،تتجول بحرية في هذه القرية ولا تظهر الا ليلا! وبرغم تكثيف الجهود الامنية من دوريات المتطوعين من الناس ورجال الامن، لكن الامر اصبح صعبا وكارثيا ،اذ انهم لايستطيعون الامساك بهذه الحيوانات المفترسة لسرعتها الفائقة ،وهاهم خائفون على اطفالهم وعلى مصادر رزقهم ،من الحيوانات التي يقتاتون عليها ، احد سكان القرية همس خلسة باذني واخبرني ،ان مجموعة من الاشخاص قاموا بتوزيع هذه النمور على مناطق متفرقة ولكنها وجدت ان قوتها تكمن في وحدتها ،ولذا اجتمعت لتفتك بهؤلاء المساكين ،وهذه العملية هي من افرازات الوضع المتأزم اذ تستطيع اطراف متعددة ان تتدخل بموت وحياة العراقيين تاركين هذا الشعب الى مصيره الذي توزع بين الذئاب البشرية من مجاميع ارهابية وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة. ومن ثم تنوعت اساليب الموت منها اوبئة متعددة حتى ظهرت انفلونزا الخنازير التي جاءت لتقضي على انفلونزا الطيور ،وجنون البقر وغيرها مما اتى مع من اتوا ، وهذا الامر برمته عائد الى تقصير متعمد مع اصرار من قبل اطراف متعددة لنشر الخوف والخراب وجعل العراقيين متوزعين بين الخوف من المفخخات الى الاوبئة حتى ختمت بنشر الحيوانات المفترسة! لم يكن هذا الامر منفردا بذاته فقد سبقته احداث مشابهة منها ماحدث في مدينة البصرة حين احتار سكانها بحيوان يفترس الاطفال وقد شغل الناس طويلا ثم اختفى فجأة وكأن شيئا لم يكن ، والجرذان التي فاقت حجم القطط حتى اضطر البعض لحراسة الاطفال حديثي الولادة في مدينة الصدر خوفا منها لانها تشم الرائحة عن بعد، ويستطيع المتتبع ان يصل الى معهد (باستور) في مدينة الطب ليرى حجم الكارثة. من غير الممكن وفي هذه الاثناء، مع بعد العراق عن مناطق الغابات ظهور مثل هذه النمور العملاقة وعلى شكل جماعات تتجول براحتها ومن ثم تفتك بالمساكين من الفلاحين والرعاة ، هل نعود الى زمن الخرافة كي نبرر ظهور هذه الكوارث بأنها من ضمن العقوبات الالهية؟ لقد (تعددت الاسباب والموت واحد).
نمور في قرية الزركة!
نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 06:01 م