اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > هل أفغانستان هي فيتنام أوباما؟

هل أفغانستان هي فيتنام أوباما؟

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 06:04 م

ترجمة: المدى اتضح بناء على التجارب المسبقة، ان بامكان المرء التكهن بنهاية اللعبة عندما ترد أوامر الامم المتحدة، تطلب من موظفيها حزم حقائبهم والتوجه الى اقرب مطار. ففي أي صراع تقع على الامم المتحدة مسؤولية الاهتمام بمعنويات الناس وتخفيف معاناة ضحايا الحرب بدلاً من الوقوف في صف المقاتلين،
 ولكن في اللحظة التي يصبح فيها الامن محفوفاً بالخطر الى حد كبير لايسمح فيه بتقديم الدعم الانساني، فان الامر ينذر بالخطر ويِشير الى تدهوره بشكل جاد. ان بامكاننا معرفة ماجرى في دارفور لما عجزت الامم المتحدة عن حماية ملايين اللاجئين السودانيين من نوايا القتل الجماعي التي كانت تكنها ميليشيا الجانجاويد، ونظرة الى مرحلة مابعد صدام في العراق والاحداث التي تلتها، فان قرار الامم المتحدة بالانسحاب كان صائباً عندما امرت بعثتها في بغداد بالانسحاب بعد الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له في آب 2003، وادى الى مقتل 22 شخصاً. والقرار الاخير للامم المتحدة بالانسحاب من افغانستان يثير ذكريات الانسحاب المشابهة لها بعد الهجوم الذي استهدف تجهيزاتها من احتياجات موظفيها وهو أمر لايبشر بالخير لبعثة الناتو هناك. واعلنت الامم المتحدة ان بامكانها العمل هناك ، إذ ان الانسحاب يشمل فقط الاجانب من موظفيها من دون الافغان الذين يتحملون الجزء الاكبر من مهمة تقديم المساعدات هناك ولكن الاشارة الى الانسحاب تبقى مهددة لجهود الناتو. وانسحاب الامم المتحدة لايعتبر نقطة التحول الوحيدة بالنسبة للمهام الخاصة بتقديم المساعدات لافغانستان ، فهناك ايضاً مقتل خمسة من الجنود البريطانيين من قبل شرطي افغاني كانوا يقومون بتدريبه ، الامر الذي لايشجع على تقديم الدعم العسكري من قبل قوات التحالف، وقد جاءت تللك الحادثة قبل ايام من اعادة تنصيب حامد كرزاي رئيساً وهو المتهم بالفساد مما يدفع الناس الى التساؤل عن السبب الضروري الذي يجعل جنودهم يضحون بانفسهم للدفاع من اجل سياسي فاسد في السلطة. وبسبب هذه التساؤلات دعا اعضاء مجموعة العمال الجدد الحكومة البريطانية لوضع خطة للخروج من افغانستان بدلاً من ارسال المزيد من الجنود الشباب الى مصير مجهول. اما في واشنطن فان الرئيس الاميركي اوباما ومساعديه الكبار مجروحون ومهمومون من فكرة تحول حملة افغانستان الى فيتنامهم ، بحيث بدوا غير قادرين على القيادة ، بينما نجد اوباما يمضي امسياته في قراءة مجلدات من كتب مثل «دروس في الكوارث» من تأليف غوردن غولد شتاين عن مراحل اتخاذ القرارات الصعبة في مرحلة كنيدي وجونسون في اثناء وجودهما في البيت الابيض – كما ان مساعديه عاجزين عن اتخاذ قرار ما ، خاصة ما يتعلق بموضوع جدوى الانسحاب او عدمه. وهذا الوضع المضطرب العصيب دفع الجنرال لورد غوثري الرئيس السابق للقوات المسلحة البريطانية الى اتهام اوباما بتحمل مسؤولية أزمة الثقة التي تهدد بفشل حملة افغانستان. وصرح غوثري بهذا الصدد قائلاً: لقد وصلنا الى نقطة حساسة في افغانستان لان الرئيس اوباما قد أجل القرار الخاص بارسال المزيد من القوات الى هناك.» ان الامر لايتعلق بفقدان الارواح بل ايضاً بفشل القيادة في بريطانيا واميركا، اللتين توقفان تحقيق الاهداف بعيدة الامل بالنسبة لنا. ان الخسائر امر لايمكن تجنبه، وهي نتيجة طبيعية في أي صراع، ولكن فقدان الرجال لايؤثر بالضرورة على تناقص الدعم للقوات ، ما دام الناس يعرفون الاهداف التي يقاتلون من اجلها. ومع ذلك فان الشعب البريطاني قد ترك في حيرة من امره من قبل الحكومة التي اصدرت تفسيرات عدة حول لماذا سيكون استمرارنا في افغانستان ضرورياً للقضاء على زراعة الخشخاش والى اجتثاث طالبان ، لقد وصلت الفوضى الى ذروتها ، بينما ما يزال اوباما يفكر ويحاول ان يعرف فيما اذا كان الجيش الاميركي يقاتل هناك من اجل حماية الحكومة الافغانية او لحماية الاميركيين من هجوم الارهابيين المسلمين. ان الامر تهديد للوجود أوقف اوباما، في حين ان ضعف مؤسسة بوش كان السبب في استمرار القتال ثمانية اعوام، وما يزال الامر كذلك في الوقت الحاضر، ان المبرر الاساسي لتدخلنا في افغانستان هو حماية الغرب من خطط الارهابيين، كما حدث في 11 من ايلول ضد الولايات المتحدة الاميركية ، وما حدث في 7 تموز في لندن وكما يقترح هاولز، على بريطانيا الانسحاب تدريجياً من جنوب افغانستان– والذي سيكون مترادفاً مع انسحاب قوات الناتو الاخرى – وعند ذلك ستكون تلك المنطقة معرضة للاحتلال من قبل القوات الاسلامية المهلكة والتي ستحرض على صراع كارثي. ومن اجل منع حدوث ذلك، يتوجب تحقيق امرين، وكلاهما يتطلب المزيد وجوداً للقوات وليس كما يفعل اليوم قادة الناتو حالياً. والخطوة الاولى هي تحطيم طالبان كقوة فعالة، واحد اسباب طلب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات الناتو في افغانستان وتأكيده بالحاح من اجل ارسال 4.000 جندي، هو من اجل شن هجمة قوية على بقايا معاقل طالبان في هيلماند، حيث قتل الجنود البريطانيون الخمسة في الاسبوع الماضي. اما السبب الثاني في الاهمية، فعلى الرغم من الحادث المأساوي ذلك، تأتي ضرورة تدريب الجيش الافغاني، وافراد الشرطة الى مستوى يكونون فيه قادرين ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram