ترجمة المدى عبرت المجاميع الإسلامية الثائرة في سوريا عن معارضتها للضربات الأميركية ضد النظام السوري ، ما يضعها في خلاف مع قيادة التيار الرئيسي للجيش السوري الحر ، و يؤشر الانشقاقات العميقة داخل المعارضة السورية التي تهدد بتعقيد الجهود المستقب
ترجمة المدى
عبرت المجاميع الإسلامية الثائرة في سوريا عن معارضتها للضربات الأميركية ضد النظام السوري ، ما يضعها في خلاف مع قيادة التيار الرئيسي للجيش السوري الحر ، و يؤشر الانشقاقات العميقة داخل المعارضة السورية التي تهدد بتعقيد الجهود المستقبلية لأنهاء الحرب .
أصدرت المجموعة الإسلامية المتصلبة البارزة في شمال سوريا بيانا على صفحتها في الفيسبوك ، تحذر فيه اتباعها من دعم التدخل الأميركي قائلة بانه يخدم المصالح الأميركية و لا يخدم قضية اولئك الساعين الى إسقاط الرئيس بشار الأسد .
اما الجبهة الإسلامية السورية ، التي تسيطر عليها مجموعة أحرار الشام السلفية، فانها لم تعارض مباشرة التدخل الأميركي في الصراع السوري، و الذي يأمل الكثيرون في المعارضة انه يسرّع سقوط نظام الأسد . إلا انها حذرت في صفحتها من ان الهدف الحقيقي للهجمات الأميركية سيكون " تقديم و تعزيز مصالح الجناة ".
كما نشر تجمع آخر للمجاميع الإسلامية شريط فيديو يستنكر صراحة الضربات التهديدية التي قالت عنها إدارة اوباما بانها ضرورية لردع استخدام المزيد من الأسلحة الكيمياوية بعد مقتل مئات الأشخاص في ضواحي العاصمة دمشق بالغاز السام . جاء على لسان مجموعة من المقاتلين الذين ذكروا بانهم يمثلون ثمانية من الألوية الجهادية في شريط على اليوتيوب "نرفض التدخل الغربي في سوريا و نعتبره اعتداءً جديدا على المسلمين ".
هذه البيانات تؤشر تعقيد صورة الثوار في أنحاء سوريا ، حيث انشقت مئات الوحدات الثائرة الصغيرة و شكلت تحالفات جديدة على مدى السنتين الماضيتين . منذ وقت طويل كان المجلس العسكري الأعلى – الذي يدّعي بانه يمثل أغلبية وحدات الجيش السوري الحر المعتدلة – يطلب دعماً غربياً و يحتضن مقترح إدارة اوباما في ضرب النظام .
على الجانب الآخر ، عبّرت مجموعات جهادية متطرفة عن مخاوفها من ان تكون هي الهدف الحقيقي للتهديدات الأميركية . حيث قامت دولة العراق و الشام الإسلامية و جبهة النصرة بإخلاء مقراتها و نقل مقتنياتها قبل أية ضربات محتملة خوفا من استهدافها . الجبهة الإسلامية السورية – التي يقودها احرار الشام و تضم عددا من المجاميع السلفية الصغيرة - تصف نفسها بالإسلامية لكنها اقل تطرفاً من المجاميع الراديكالية التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمات ارهابية تعمل على جذب المقاتلين الأجانب من مختلف انحاء المنطقة . أسست احرار الشام حضورا لها في مناطق واسعة من سوريا خاصة في الشمال و ربما يكون لها دعم بين السوريين العاديين اكثر من المتطرفين . يقول المحللون ان التدخل الأميركي يشكل حيرة لهذه المجموعات . لكن في نفس الوقت، يمكن ان تستفيد مجموعات مثل احرار الشام عسكريا من الهجمات الأميركية المحتملة كما انه ليس في مصلحة الإسلاميين ابعاد الكثير من السوريين الذين يعيشون في مناطق يسيطر عليها الثوار و الذين ابدوا رغبتهم في أي تدخل من اجل تسريع انتهاء الحرب. الناشطون في محافظة إدلب الشمالية نشروا شريط فيديو الجمعة يخاطبون فيه اعضاء الكونغرس و يتضمن صور اطفال موتى مع مناشدات من الأطفال باللغة الإنكليزية من أجل التدخل .
و اكد ناطق باسم احرار الشام بان المقصود من بيان الجبهة الإسلامية السورية هو ليس دعم التدخل الأميركي و لا معارضته و انما فقط لتحذير السوريين من آثاره . جاء التحذير مع اعلان السفارة الأميركية في بيروت عن سحب كافة الأفراد الذين لا ضرورة لبقائهم و عوائل الدبلوماسيين من لبنان و سط توترات متصاعدة في ارجاء المنطقة تحسبا للعمل العسكري الأميركي . و أصدرت السفارة بيانا جاء فيه ان المتضررين قد غادروا الجمعة حاثاً الأميركان على عدم السفر الى لبنان . كما دعا المتواجدين في البلاد ان يفكروا بمخاطر البقاء في لبنان خوفا من هجمات انتقامية على المصالح الأميركية اذا ما نفذت ادارة اوباما ضربتها . كذلك حثت وزارة الخارجية الأميركان على تأجيل السفر غير الضروري الى جنوب تركيا، حيث تم تخويل القنصلية الأميركية، القريبة من القاعدة العسكرية الأميركية في انسرليك في مدينة ادنة التركية ، بسحب الكوادر غير الضرورية و افراد عوائلهم بسبب تهديد المرافق الحكومية الأميركية و الأفراد .
عن : واشنطن بوست