اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > نافذة على العالم: حادث تكساس.. والعلامات

نافذة على العالم: حادث تكساس.. والعلامات

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 06:10 م

محمد مزيد الحادث الذي أودى بحياة 13 أمريكياً في قاعدة عسكرية بتكساس دخل في حيز الدراسات الأكاديمية والمناهج التي تبحث في الأعراق والعنصرية.. والحادث كما أفادت الإنباء قيام طبيب نفسي عسكري برتبة ميجر أمريكي من أصول عربية بقتل 13 عسكرياً من زملائه وصدته الشرطة بإطلاق النار عليه من دون أن تؤدي إلى مقتله..
المفارقة في حادث كهذا، ان القاتل ذا الأصل العربي، طبيب نفسي في القاعدة، ويفترض إن يكون أكثر الناس اعتدالاً وتوازناً نفسياً قبل أن يهجم على (13) ليزهق أرواحهم في غفلة من الزمن. لابد من الاشارة هنا الى أن هذا الضابط ( الاردني الاصل ) كان من المقرر ارساله الى العراق ليخدم في صفوف قوات بلاده ( اميركا ) ضد القاعدة والمسلحين التابعين والممولين من قبل دول الاقليم المحيط بالعراق ، الذين لايألون جهدا في سبيل قيامهم باية عرقلة بامكانها ان تؤدي الى تعطيل العملية السياسية ، سواء عبر المفخخات او غيرها من الاعمال العدوانية .. هذا الضابط ( قوي الاصل ) كان لابد له ان يعبر عن موقف يذكره به التاريخ الحافل بامجاد العربان هذه الايام وهم يخوضون اشرس معركة ضد الوجود العر اقي ، ليس حبا بالتاريخ نفسه كي يخلد فيه ، بل لان ( عصارة تربيته ) تمنعه ان يكون مواطنا حقيقيا فيأتي الىا العراق ويقاتل مع زملائه شرور القاعدة والمسلحين الاخرين . المحطات التلفازية ومواقع الانترنيت أدخلت الضابط المهاجم في حقول التحليل، وعزت قيامه بهذا الفعل إلى تأثيرات تربيته العربية الإسلامية. ما جعل الجالية العربية والإسلامية تسارع إلى نفي إن يكون منهج الإسلام والعروبة قتل الناس لمجرد الاختلاف في الأعراق والعنصرية. غير إن العودة الى التاريخ، تساعد أحياناً في الكشف عن العلامات والإشارات المؤثرة بالدوافع التي جعلت هذا الضابط العربي الاصل يتجه الى القتل سبيلاً، ولدينا احداث 11 سبتمبر 2001 التي قام بها بن لادن بتفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك من خلال اختطاف الطائرات وصدمها بها من اجل ان يقول للعالم نحن هنا نحاربكم ونعمل ضدكم. ان الفكرة المريضة التي أشاعها بن لادن في تفجير النفس ضد (الكفار) أشاعت الرعب في نفوس الناس من دين يتحمل ان يقوم معتنقوه بقتل أنفسهم من دون أي اعتبار لأرواح الابرياء. واصبحت هذه الفكرة التي تدعو النفس الزكية بالاندثار ضد المقولة الشائعة التي يقولها الامام الصادق (الانسان بناء الله ملعون من هدمه). هذا الضابط نموذج سيئ للتربية الدينية التي نهلها من بيئته المريضة، وإذا ما صدق التحليل بأنه كان قد اقدم على جريمته ليمنع الجيش من ارساله الى العراق بغية محاربة القاعدة والمجاميع المسلحة التي تعمل ضد العملية السياسية، فأن القضية ستكون ذات مفهوم أوسع، وسنرى كيف تعمل ماكنة الجوار الإعلامية على تخريب عقول الناس بضرورة قتل النفس حتى يتضايق الكفار... أية مهزلة نعيشها في تاريخنا المعاصر، الحافل بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram