ما بدأت عبر سلسلة كتب هزلية، تحولت الى ظاهرة بارزة في هوليوود، افلام لا نهاية لها، ابطالها، خارقون: يتفقون على البشر، انهم الابطال السوبر في افلام متتالية تحقق نجاحاً ساحقاً.قبل 20 عاما، وبعد ظهور فيلمين ناجحين عن (الرجل الخفاش) قرر ما يكل كيتون عدم
ما بدأت عبر سلسلة كتب هزلية، تحولت الى ظاهرة بارزة في هوليوود، افلام لا نهاية لها، ابطالها، خارقون: يتفقون على البشر، انهم الابطال السوبر في افلام متتالية تحقق نجاحاً ساحقاً.
قبل 20 عاما، وبعد ظهور فيلمين ناجحين عن (الرجل الخفاش) قرر ما يكل كيتون عدم الاشتراك في المزيد من هذه الافلام، وانصرف عن ذلك العالم، وكانت تلك كفيلة بانهاء حياة مايكل كيتون في السينما.
اما الفيلمين التاليين عن (الرجل الخفاش) فكانا من بطولة فال كيرمر وجورج كلوني، وكان فيلم (الرجل الخفاش الى الأبد) متوسط الجودة، في حين ان (باتمان وروبن) كان مريعاً.
وفي الاعوام التالية، اختفى (بات مان) (الخفاش) عن الانظار ولم يعد يتحدث عنه جمهور السينما، وكان ذلك الامر جيداً، اذ تخلص المجتمع منه. اما اليوم فان الافلام السينمائية التي تقدم ابطالاً فوق الطبيعي، غدت كثيرة. فهناك الرجل الحديدي2، الذي عكس استياء المتفرجين وخيبة في الايرادات، ثم جاء (المنتقمون) و(الفارس الاسود) ليقدم قصة غير منطقية، وفيلما فاشلاً، اما في هذا الشهر، فهناك فيلم آخر من هذا النوع وهو (رجل حديد)، أي نمط آخر من الرجال السوبر وجمهور السينما الذي يغبون في وضع حدٍ لمثل هذه الأفلام، او التوقف عن إنتاجها بضعة أعوام. كي ينصرف ممثلون مثل روبرت داوني، وكريستيان بيل وآخرون عن تقديم مثل هذه الشخصيات ويغادروا عالم السينما. وكما اعترض مؤخراً ستيفن سوديربيرغ قائلاً: إن هذه الافلام تمتص الحياة من الأفلام الحقيقية وتسيء الى السينما، وتنفق الأموال المرصودة الى إنتاجها، داعياً إياهم إلى السير خلف خطى مايكل كيتون الذي اتخذ قراراً شجاعاً بإدارة ظهره لها، وفي الحقيقة، فان الامر ليس بهذه السهولة، فقد وجدت هوليوود، ان السينما ادارت ظهرها لكيتون، كما ان هوليوود نسيت تقريباً (شون كونري) بعد تخليه عن أفلام جيمس بوند. وافلام هوليوود وابطالها الخارقون اصبحت كثيرة جداً، وقد يعود هذا الامر الى الفساد وعدم الثقة غدت من الامور الشائعة في الولايات المتحدة، ولائقة فيها ايضا بالسياسة او الشركات الاقتصادية، ولهذا السبب هناك أبطال خارقون في أفلام خيالية، تحقق العدالة والمجتمع الانساني القائم على الخير. وفي أفلام (السوبر مان) نجد أدواراً ثانوية للمرأة، مجرد (اكسسوارات) حتى لو كن ايضاً خارقات القوة، فان الرجل هو الذين يقوم بالعمل الصعب، ومنذ عام 1948، لم نشاهد فيلماً بطلته (امرأة-سوبر) والسبب في ذلك ان من يشاهد هذه الافلام، أولاد بعمر 12 سنة، وهم لا يهتمون بالمرأة، حتى لو كانت خارقة القوة.
وأفلام السوبر، تعتمد على موضوع واحد، حيث البطل يواجه شخصاً وغداً او مجرماً، قد يكون فاشياً او ارهابياً (في الافلام الحديثة).
وفي الحقيقة، فان انتشار افلام، السوبر هيرو، يشير الى انتصار المصابين بالقلق والامراض العصابية، وفي افلام هوليوود الكلاسيكية ان كان البطل شرطياً، او راعي بقر، او من التحريات السرية، او متمرداً او منحرفاً، فهناك لحظة، لابد منها، يقابل فيها هذا الشخص، رجالاً شريرين بمفرده. والرجال السيئون، يحاولون في الفيلم، تدمير مزرعة ما، او مدينة او عدداً من الناس، في قرية صغيرة، انهم في تلك الافلام القديمة لا يفكرون في تدمير العالم أكمله. إن تطلعاتهم آنذاك كانت محدودة، وكان يحمل بندقية او مسدساً او سهماً، أو بضع قنابل صغيرة، وهو لا يمتلك أسلحة الدمار الشامل او سلاحاً ثقيلاً، او قوة غير اعتيادية، وقد ينتهي أمره أحياناً، ليصبح مثل نهاية اسبارتكوس او بطل فيلم، (قلب شجاع)، وفي الأفلام الكلاسيكية كان الرجل السيئ يحاول تدمير المجتمع باكمله، يقف ازاء الرجل الطيب الذي قد لا يمتلك شيئاً، ولذلك تساعده الظروف للانتصار اخيراً. وان كانت الافلام هي انعكاسة للمجتمع وآماله البراقة ومخاوفه العميقة، فان أفلام (البطل السوبر) تناسب تلك الآمال او المخاوف فالاقتصاد العالمي الآن في وضع شيء، والبطالة منتشرة وهناك مخاوف من انتشار الإرهاب من كابول إلى موسكو، ومن لندن إلى بوسطن، اي ان الإنسان في حاجة الى مثل تلك الافلام.
وهذه الافلام تنتج لمجتمع يائس، والشرطة فيه تحمي الناس وكذلك الحكومة وليس هناك من شخصية مثل كلينت ايستوود، يحمي الناس ولذلك فانهم يلتفتون الى الابطال السوبر، اذ ربما سيمنحهم الامل.
وليست كل افلام (البطل السوبر) متشابهة و(الفارس الاسود) يكون كئيباً، والرجل الحديدي-مضحكاً، و(المنتقمون) مايزال سخيفاً، اما (الرجل الخفاش) فهو من الافلام التقليدية، وهذه الافلام جميعها ذات ميزانيات ضخمة وخاصة ان كانت ثلاثية الابعاد.
وقد يقول المعجبون بهذا النوع من السينما، (انها مجرد افلام) اجل انها نفسها، تعاد مرة إثر مرة ومرات.
عن الغارديان