اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مقابرنا مركز للسحرة واللصوص وملاذت للكلاب السائبة

مقابرنا مركز للسحرة واللصوص وملاذت للكلاب السائبة

نشر في: 10 سبتمبر, 2013: 10:01 م

المقابر في العراق اصبحت لها حاجة مضاعفة في ظل هجمات الموت المستمر والقتل اليومي الذي يمارسه الارهاب ، ومع ذلك تجد تلك المقابر ولمختلف الاديان وكأنها صحراء تخلو من الخدمات حيث لا توجد نظافة أوعناية بالمكان ، فالمشهد يوحي للناظر بالبؤس ،على العكس من ال

المقابر في العراق اصبحت لها حاجة مضاعفة في ظل هجمات الموت المستمر والقتل اليومي الذي يمارسه الارهاب ، ومع ذلك تجد تلك المقابر ولمختلف الاديان وكأنها صحراء تخلو من الخدمات حيث لا توجد نظافة أوعناية بالمكان ، فالمشهد يوحي للناظر بالبؤس ،على العكس من المقابر التي نراها في الدول المجاورة التي تراها وكأنها حدائق حيث تملؤها الورود وهي كمروج خضراء،ولكن مانراه في مقابرنا هو عكس ذلك تماما ،ولا يعطينا حافزا بزيارة الميت في المقبرة دائما ,وبدلا من الورود نرى الكلاب السائبة تصول وتجول في ظل غياب الرادع تضع أوساخها في المكان وتذهب فلا توجد رقابة ولا يوجد نظام , ونرى قبور الأموات مهملة وتملؤها القاذورات، ولا يعرف كل قبر الى من يعود أو تاريخ ولادة الميت او وفاته , وعندما يتوفى شخص ما يبنى له في البداية قبرا نظيفا وبعد ذلك يترك ويهمل ويأكله الغبار .

المقابر مكان مقدس ، عندما ندخلها نشعر بالخوف والرهبة من الخالق سبحانه وتعالى لقدسية وحرمة المكان ، لكننا اضافة الى ذلك عندما ندخل بعض المقابر في العراق نشعر بالأحباط لعدم نظافة المكان وأهماله ، كذلك نشعر بالخيبة على ماوصل اليه الانسان بالتعدي على حرمة الميت .
قامت المدى بتحقيق ميداني عن هذا الموضوع

 

 
الاهمال يتحمله الجميع
أيهاب روؤف (موظف حكومي) بين للمدى ان المواطن عندما يقوم بدفن شخص ميت له ، يأتي الى المقبرة ويدفع ماعليه من اجور الحفر والدفن ، ومن ثم يذهب ولا يأتي بعد ذلك , فتبقى المقابر بيد العمال وحراس المقابر الذين لا يهتمون بها ولايكترثون لما يحصل لها لكونها لاتعنيهم ولعدم وجود الرقيب الرادع لهم،ويرى رؤوف ان عمال وحراس المقابر هم المسؤولين عن عدم نظافة المكان واهماله وسرقة مايحويه قبر الميت .
نهلة علي(موظفة) اوضحت للمدى أن : مسألة دفن الميت هي مسألة دينية بحتة ، حيث المواطن يتعلم كيفية دفن واحترام الميت من رجال الدين ، والمواطن هنا بطبعه يسمع من رجل الدين أكثر من استماعه إلى أي مسؤول في الدولة ، وبرأيي لوكل رجل دين مسلم أو مسيحي أو من اية طائفة أخرى يثقفون المواطن ويقومون بتوعيته وأرشاده الى النظافة وعدم التعدي على حرمة الميت لأصبح الحال أحسن ، فرجال الدين مسؤولون عن أهمال المقابر في العراق.
غياب الرقابة والنظام
سعاد مال الله (ربة بيت) ترى ان : المسؤولية تقع على الدولة لعدم وجود الرقابة والنظام ، وفي نفس الوقت تقع على المواطن لعدم ثقافته ووعيه حيث يرمي الأوساخ ويهمل بناء الميت الخاص به ، فالدولة والمواطنون هم المسؤولون عن أهمال المقابر في العراق.
وقالت رنا عبد الله (طالبة جامعية) ان : المقابر في العراق نراها بهذا الشكل بسبب اهمال الدولة لها وعدم تطويرها والأهتمام بها ، مضيفة انه يجب على الدولة ان تقدم برامج توعية وتثقيفية للمواطن ، تؤكد على عدم رمي الأوساخ ، ووضع غرامة على كل شخص ومعاقبته اذا تجاوز على قدسية القبر أو يقوم برمي النفايات في المقابر، مضيفة بانه يجب عدم السماح بوجود الحيوانات داخل المقابر ، مما تسببه من أمراض عند الزيارة موضحة أن منظر مقبرة غير نظيفة تكون عدد الزيارات لها قليلة جدآ ، وأيضآ أن عدم توفير الأمان اللازم لزيارة المقابر تؤدي إلى حصر الزيارات في الأعياد والمناسبات فقط ".
المقابر في بقية الدول
حسام خالد(سائق تاكسي) اوضح للمدى أن المواطن اثناء زيارته لقبر احد الاقرباء ، وعندما يجد بعض النفايات على ذلك القبر يقوم برفعها ووضعها على احد القبور القريبة ، فلو كان هناك مكان مخصص لرمي النفايات لما فعل ذلك وهنا المسؤولية تقع على ادارة المقبرة وكذلك المواطن الذي يقوم بذلك التصرف بحسب قول خالد، مضيفا انه على الدولة أن تقوم بتعيين عمال لتنظيف المكان والأهتمام والعناية به ، مبينا بان المقابر في العراق تختلف عن بقية الدول ، ففي الدول الأخرى مثل تركيا ترى مقابرهم نظيفة تملؤها الورود و الاشجار والعناية بالمكان واضحة للزائر بحيث يوحي لك المشهد بانك وسط احدى المتنزهات، وذلك لأن الدولة تولي العناية اللازمة لتلك الاماكن ، فالدولة عندما تكون شوارعها وأماكنها نظيفة ، سينعكس الامر على بقية المرافق ومن ضمنها المقابر كما يقول خالد.

 

 

نبش القبور لممارسة السحر
مجيد يوضح بان هنالك فرقا كبيرا بين المقبرة الإنكليزية والتركية أو أي مقبرة أجنبية في العراق عن المقابر العراقية نفسها حيث نجد فيها أهتماما وعناية من قبل الدولة كل ذلك لأن المؤسسات الأجنبية تزورها ، ولكن وللاسف لايوجد نفس الأهتمام بالمقابر العراقية ".
وقال الشيخ مجيد " على الدولة أن توفر لحراس وعمال المقابر مبلغا من المال ، راتبا معينا ، ليكون لهم نية حقيقية لتنظيف المقبرة وحمايتها من السرقة ، لأنه بدون راتب لا يهتمون ولايعتنون بالمكان ولايبالون أبدا".
وأضاف " هي ليست فقط مسألة دينية ، بل مسألة عامة تخص الجميع ويجب على الدولة أن توفر حماية للمقابر والأعتناء بنظافتها ، وهنالك مسؤولية على المواطن أيضا اذ يجب أن لايرمي الأوساخ ، ويهتم بخصوصية الميت الذي يخصه ويحترم خصوصية غيره من الأموات ، حيث هنالك أيضا قضية نبش القبور وممارسة السحر والشعوذة وهذا كله حرام لايجوز ، يجب أن يكون هنالك وعي وثقافة ".
حملات واسعة للتطوير
عبدال قال أن : عمال وحراس المقابر مهملون جدا ، وجمعيتنا كانت قد عينت 9 حراس ، وجبة في الصباح ووجبة في المساء ، لكن عندما أذهب الى هناك لا أجد أي عامل واذا أقوم بطرد هذا العامل من عمله لا أجد البديل وخصوصا حراس أهل المنطقة من الصعب السيطرة عليهم ،مضيفا بانه قد جرت حملات واسعة لتطوير وأعمار المقابر المسيحية ، لكن مشكلتنا فقط هي الحراس ، مفضلا ان يكون تعيينهم من قبل الدولة لانها الوحيدة القادرة على السيطرة عليهم ، واكد ان اهمال المقابر حلها بيد الدولة ، وتمنى عبدال من الدولة أن تنظر بأمر المقابر والأهتمام بها ".
بعدما عرفنا الحقيقة واين مكمن الخلل نتمنى وما اكثر امانينا التي قبرت ان نجد مقابرنا كقريناتها في بقية الدول تليق بموتانا كقدسية وجمال.
 
 
 
الانانية موجودة في كل مكان
رئيس الجمعية الكلدانية بين ان هنالك مشكلة هي المواطن حيث كل شخص يعتقد بأن هذه المقبرة له ولايهتم بالباقي فهنالك أنانية بالموضوع وهذه الأنانية موجودة في كل مكان وأسوأ ادارة ممكن أن يديرها شخص هي أدارة المقابر لأنه من الصعب السيطرة عليها ، أذ يجب أن نتعامل مع أناس علينا أن نقدر مشاعرهم في كيفية التعامل معهم بغض النظر عن مذهبه ودينه وقوميته "،وأضاف " المشكلة الثانية لا توجد لدينا حراسات كافية لحراسة المقابر بالشكل الصحيح ، اذ نستعين بحراس من ضمن المنطقة ، لأنه لا أحد يأتي من داخل بغداد لحراسة المقابر ، بسبب الظروف الأمنية التي لا تساعد على ذلك وحراس المقابر الذين هم من ضمن المنطقة يجلبون معهم الأخ أو الأب أو ابن العم فيكونون مهملين لايهتمون بنظافة المكان ، وانما يأتون لأخذ الراتب فقط لا أكثر ولا أقل ".
 

رجال الدين والتوعية

أما عن رأي رجال الدين بهذا الموضوع بين الشيخ علاء مجيد (شيخ جامع محمد رسول الله) للمدى أن : مسألة أهمال وعدم نظافة المقابر هي موجودة من السابق ، حيث نرى عمال المقابر لايهتمون بنظافة المقبرة ويرمون الأوساخ في كل مكان وعليه والكلام لمجيد يجب أن تكون هنالك رقابة ومسؤولية من قبل الدولة ووضع حماية خاصة للمقابر ونحن كرجال دين دائما نقوم بتوعية المواطن بإحترام قدسية الميت ونظافة ومكان القبر ، لكن المواطن عندنا في العراق هذه هي طبيعته يرمي النفايات ويذهب وحراس المقابر لا ينظفون وراء المواطن .
وأضاف مجيد ان النبي محمد (ص) أوصى كثيرا بحرمة الميت والأهتمام به وعدم الجلوس على قبر الميت ،مضيفا بانه يجب أحترام حرمة القبر مهما كان جنس الميت لآدميته ، صحيح أنه مات وأنتقل الى الله عز وجل لكن هي مسألة أحترام خصوصية الميت وكونها مسألة نظافة.

 

 

سرقة المنيوم القبور

الأب م.ز( رئيس تهنئة مريم العذراء) ، اكد ان هذه الحالة موجودة منذ زمن بعيد ، حيث مقابرنا المسيحية تتعرض للأنتهاك وأخراج الميت من قبره ودفن ميت اخر مكانه وسرقة الموزائيك والألمنيوم ، حيث أنا الآن والكلام للأب لا أعرف أين مكان أبي وأمي في المقبرة الموجودة في باب الشرقي ، وكذلك مقابرنا خارج بغداد لا نستطيع أن نصل إليها فهي مهملة جدا ، وكرجال دين نحن نوعي المواطن لكنه يسمع من أذن ويخرجها من الاخرى فلا يهتم بمسألة النظافة أبدا .وأضاف " لكنني قد سمعت بأن هنالك حملة تطوير للمقابر المسيحية مع توفير حماية لها وأتمنى أن تستمر هذه الحملة ".

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram