لندن/ خاص بالمدى مهرجان نيويورك السينمائي يطلق شريط "23 آب 2008" عالمياً ومهرجان برلين السينمائي الدولي القادم سيكون محطة إطلاقه أوربياًبعد عرضه السينمائي الخاص في سينما كلية بيربيك للفنون-جامعة لندن، تزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال المفك
لندن/ خاص بالمدى
مهرجان نيويورك السينمائي يطلق شريط "23 آب 2008" عالمياً
ومهرجان برلين السينمائي الدولي القادم سيكون محطة إطلاقه أوربياً
بعد عرضه السينمائي الخاص في سينما كلية بيربيك للفنون-جامعة لندن، تزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال المفكر والكاتب العراقي كامل شياع، وقع اختيار مهرجان نيويورك السينمائي، 27 أيلول/سبتمبر-13 تشرين الأول/أكتوبر، على شريط "23 آب 2008"(22 د) ليدرجه ضمن فقرة مسابقة "صور متحركة" لدورته الحادية والخمسين. وسيكون يوم 28 الجاري موعداً لإطلاق عروضه العالمية على مسرح سينما هاورد غيلمان النيويوركية، الى جنب مجموعة من النتاجات السينمائية القادمة من أميركا وألمانيا وفرنسا والبرتغال والمكسيك وإيران. شريط "23 آب 2008" من توقيع أستاذة الدراسات السينمائية ووسائل الإعلام البريطانية لورا ميلفي، والفنان الكندي الأصل البريطاني الإقامة مارك لويس، وبالتعاون مع فيصل عبد الله الشخصية المركزية في هذا العمل.
وفيه يسترجع عبد الله، وعلى شكل منولوغ طويل 18 دقيقة من دون قطع، علاقته بشقيقه كامل حين اضطرا، حالهما حال الكثير من المثقفين اليساريين، الى ترك بلدهما العراق آواخر سبعينات القرن الماضي بفعل سياسات التبعيث سيئة الصيت. وعبر قصة تتوقف عند أهم المحطات التي مر بها كامل شياع، وتنقلاته بين أكثر من بلد، الى ان أستقر به المقام في بلجيكا، ودراسته الفلسفة في جامعة لوفان الكاثوليكية وحصوله على شهادة الماجستير بدرجة الامتياز. وكما يسرد الشريط، فان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في العام 2003، وسقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان/ابريل، شكل نقطة تحول دراماتيكية للكثير من المنفيين العراقيين. ونتيجة لذلك فان المصطلح التقليدي لمفهوم "المنفى/المنفي" قُلب رأساً على عقب، بفعل الممكنات الجديدة التي أتاحها ذلك الغزو للمنفي العراقي وانتفاء أسباب المنفى المعلنة.
فهو مثلما، أي الغزو، أزال نظام ديكتاتوري بهيمي من المشهد السياسي للأبد. فانه، أيضا، أطاح بأسباب موضوعية وجيهة كان يتقاسمها المنفّيون العراقيون بعيداً عن وطنهم الأول. أزاء ذلك الحدث الدرامي الكبير أُسقط من يد المنفي العراقي أسباباً وحججاً، كانت أقرب الى تعويذة يومية يُمنيّ "المنفي السياسي" بها النفس على أمل العودة يوماً الى بلده. نهاية فصول قصة قاسية، وبداية لفصول قصة أخرى أكثر قساوةً كما يقول الشريط. في تتبعه لمسارات كامل شياع الحياتية أعتمد المنولوغ، من دون سيناريو معد سلفاً بل كان أقرب الى السرد العفوي، على خيط قصة تتصاعد أحداثها وتتداخل بما هو شخصي وحميمي جمع الأخوين في رحلة الشتات الواسعة. لحين قرار كامل شياع العودة النهائية الى العراق نهاية العام 2003، وتسنمه منصب المستشار المميزّ في وزارة الثقافة العراقية.
ومثلما يسرد الشريط، فان المخاطر المحدقة لوجود كامل شياع في بغداد وسط المخاوف ودوامة القتل العشوائي وفوضى الخراب العميم، شكل أرقاً يومياً لعائلته، خصوصاً شقيقه الراوي. بالمقابل يتوقف الشريط عند "مؤهلات" من تولى أمر هذه الوزارة مثل إمام جامع، هارب ومتهم بجريمة قتل، ورجل شرطة أمي، طرد من سلك الشرطة بتهمة تلاعب في عهد النظام السابق، وغيرهم ممن جاءت بهم المحاصصات الطائفية بتلاوينها المذهبية والبعيدون كل البعد عن مفهوم الثقافة.
ويختتم الشريط بجريمة اغتيال كامل شياع التراجيدية بعد عودته من شارع المتنبي الشهير في 23 آب 2008، ومنها أستعار الفيلم عنوانه.
نُفذ الفيلم، إنتاج مستقل، بطريقة جمعت التوثيق الدرامي لقصة ظاهرها معلن، وأخرى صاغها الفنان مارك لويس من خلال تثبيت الكاميرا واقتناص تفاصيل جوانية للراوي عبر لقطة واحدة من دون قطع أو مونتاج. فالكاميرا هنا، إدارة مدير التصوير مارتن تيستار، أُسندت لها مهمة تسجيل تفاصيل قصة غطت عقدين ونيف من الزمن. فيما أُفتتح الشريط بلقطة طويلة عامة لرواد شارع المتنبي، ومن مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، ذات يوم عطلة نهاية الأسبوع. ومثلما سجل شريط "23 آب 2008" حضوره السينمائي العالمي الأول في الولايات المتحدة الأميركية، فان مهرجان برلين السينمائي الدولي ستكون محطة انطلاقته الأوربية بعد أن اختير ضمن فقرة الأفلام الوثائقية، من 6 ولغاية 16 شباط/فبراير القادم، لدورته الرابعة والستين.
