ميسان/ محمد الرساميثير ارتفاع معدل حالات الطلاق بين المتزوجين قياسا للسنوات القليلة الماضية، قلق المهتمين بأمور الأسرة من النتائج السلبية المترتبة عن تفكك العائلة وانعكاساتها على نفسية النساء المطلقات ونشأة الأطفال في أجواء تسودها الهواجس والقلق والحرمان،
وفي هذا الإطار عقدت منظمة المرأة المسلمة في ميسان وبحضور مجموعة من الباحثين الاجتماعيين و المحامين والقضاة من محكمة الأحوال الشخصية ولفيف من المواطنين ندوة مفتوحة لبحث أسباب الطلاق وتضمنت الندوة نقاشات شارك فيها عدد من الحضور في القوانين الخاصة بالموضوع، وأثر التقاليد والأعراف الاجتماعية ومستوى وعي وثقافة الزوجين وأثرها في ديمومة ترابط الأسرة او تفككها. مسؤولة إعلام المنظمة، إيمان قاسم قالت للمدى عقب الندوة امس:" إن المشاركين في الندوة وبضمنهم عدد من المطلقات أوردوا أسباب عدة لوقوع الطلاق منها: أسباب اقتصادية ، كمحدودية دخل الزوج والبطالة وعدم توفر السكن وأسباب اجتماعية كتزويج الأبناء من قبل ذويهم دون سابق معرفة بالشريك الآخر والزواج المتقابل ( كصة بكصة) وتدخل الأقارب في حياة الزوجين، إضافة الى أسباب شخصية مثل مطالبة الرجل للمرأة بتحديد النسل اوإجبارها على القيام بعمليات تجميل لتصبح شبيهة بنجمات الفن وليس آخرا تسرع المراهقين بالزواج وبتشجيع من الأهل في أكثرالزيجات الفاشلة." هذا وخلص المشاركون في الندوة الى ضرورة تبني المؤسسات الحكومية المعنية بشؤون المرأة والمجتمع والمنظمات المدنية لموضوعة الطلاق للوقوف على أسبابها الحقيقية ووضع التوصيات الكفيلة بمعالجتها والحد منها. على صعيد ذي صلة أكدت مسؤولة منظمة المرأة المسلمة أن شريحة النساء في المحافظة عموما تواجه ضغوطا متعددة المصادر، وأوضحت الدكتورة أسماء عباس الشوكي للمدى امس: أن الضغوط العائلية النابعة من التقاليد والأعراف البالية تأتي في مقدمة الضغوط الموجهة ضد المرأة، كما أن المجتمع الذكوري المهيمن ما زال ينظر للمرأة بوصفها كائنا أدنى. وأضافت الشوكي " مما يؤسف له أن الكثير من المحسوبين ضمن النخب المثقفة والواعية وبضمنهم قوى وتيارات سياسية ومتنفذة يتعاملون مع المرأة بوصفها كائنا هشا وضعيفا ودورها ثانوي في المجتمع رغم تصريحاتهم الإعلامية بعكس ذلك " وتابعت الشوكي: " نلاحظ أن هنالك تهميشا متعمدا للمرأة من قبل غالبية الأحزاب وحتى الحكومة حيث لا يحبذون توليها لأي منصب قيادي مهم في مفاصل الدولة رغم تمتعها بالأمكانيات التي تتفوق فيها في بعض الأحيان على الرجال ، وحتى في قوائم التنافس الانتخابي أجبروا على إدراج عدد من النساء لمجرد - تحلية – القائمة وتجميل صورة هذا الحزب او ذلك التكتل، ورغم هذا فهنالك تباين وتمييز بين الجنسين من المرشحين ضمن ذات القائمة في مسألة الدعم المالي والدعائي الذي توفره الأحزاب لمرشحيها حيث لا تحظى المرأة بذات الدعم المقدم للرجل " وبينت الشوكي: أن المرأة في ميسان مازالت ضعيفة وتتردد في التجاوب مع أطروحات ومتبنيات المنظمات النسوية وناشطاتها ولا يتفاعلن مع الأنشطة المثارة لمناصرة المرأة والدفاع عن حقوقها، وذلك بسبب ضعف المستوى الثقافي وشيوع الأمية الثقافية في الوسط النسوي خصوصا في الأرياف مع الخشية من سلطة تقالبد المجتمع السائدة.
ارتــفاع معدلات الـطـلاق في مـيـسان يثـيـر قلق الـمهـتـمـين بـشؤون الأسرة
نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 06:27 م