الّلهم شماتة بي،، لا بغيري ولا بأحد آخر سواي.
اللهم شماتة بي، بقلمي، بجمع أقلامي كباقة ورد شذية، بأكوام أوراقي و نضائد دفاتري،
بمكتبتي، بكتبي، التي دفعت عني غربة ذات وجع ، أغفت على وسادتي وأهدابي، والتحفت جفني.اللهم شماتة في شهادتي الجامعية وديبلومي اليتيم، لم يدفعا عني غبًنا في غربة، وما شفعا لي بمقام كريم ببلدي
اللهم شماتة بي وحدي، بمنأى عن كل الذين قرأت لهم، وتأثرت بآرائهم وتدثرت بأقاصيصهم وأشعارهم وفلسفتهم، الذين اتخذتهم خلاناً واصطفيتهم أصدقاء، دون أن أراهم أو أحادثهم، فما دفعت عني مؤلفاتهم قيظاً، ولا شفعت لي بنقض عند صرير الريح.
اللهم شماتة بخمسين سنة ونيف في حومة عشق، لا يضاهيه عشق - لا يكابده إلا من يعانيه.-
معاشرة - لا تشبهها معاشرة – عِشرة للكلمة الصدق، للجملة المشذبة المنتقاة،لمحض الاختيار، للنقطة، للفارزة، لعلامة الاستفهام وعلامات التعجب في لوعة نبض الحروف.. خمسون عاماً ونيف، ما تقطعت بيننا أواصر، ولا فتر وَلَه، ولا خمدت جذوة في حومة قرّ وحرّ، ولا فترت بصدّ، ولا استكانت بمرض أو بعافية، ولا هجعت او استراحت بمقام او بسفر ,
اللهم شماتة بي، بغفلتي، إذ أهدرت نصائح الطبيب:: ان لا أقرأ إلا لماماً لماماً، وألا أعاقر جهاز الكومبيوتر معاقرة مدمن لقنينة شراب.
فمن أين أشتري – او أستعير—شجاعة ذاك الذي كوّم كد سَ كتبه ومخطوطاته، وأضرم فيها النيران، ثم جلس قبالة رمادها يضحك ويبكي، كمن به مسّ من الجنون, كما لو كان يسمع ضراعة الحروف تتعالى إثر كل جذوة لهب (أبو حيان التوحيدي: المقابسات)
تمنيت لو كان لي جلد ذاك الذي ألقم مؤلفاته مياه النهر، وجعل يرقب انزياح الحبر على صفحة الماء، ويبكي!(داوود الطائي)
من أين لي جلد ذاك الذي حفر حفرة في أرض سبخة، غمرها بمؤلفاته وأهال عليها التراب كمن يستر عورة! بعدما اكتشف عقمها وعدم جدواها وعجزها أن تمنع عنه الذئاب او تقية شرّ عواء الكلاب وبنات آوى (أبو عمرو بن العلاء)
وأين أنا من سفيان الثوري، الذي سجر التنور وجعل يلقم نيرانه بمخطوطة إثر مخطوطة، وهو يناجيها،، يعيد ويستعيد: والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك
اللهم شماتة بي إذ اقترعت على أقدس وأشرف عمل:: إقرأ،، فقرأت , أكتب: فكتبت فما أصابني من رهق رهاني إلا العشو و الخسران،
فاشمتوا بي معي إن شئتم، أو اشتموني إن حلا لكم، فالكلمتان – يا للمفارقة – حروفهما واحدة.
بعثروا حروف الكلمة ولملموها، ودعوا الشماتة بي ، لي وحدي!!
اللهم شماتة!
[post-views]
نشر في: 11 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
ميسلون هادي
لا شماتة بك يافارسة الكلمة الجريئة، وصاحبة القلم البارع والحس الرفيع.. كنت واحدة ممن تربت عليهم يراعات جيلنا المسمى بالجيل الذهبي.. ومن ضفاف سطورك الأخيرة سارت في نهر دجلة قوارب الحلمانين واليقظين.. وقلبك الأنقى من كوفية بيضاء، والأرق من قشر ثمرة إجاص ،لا