TOP

جريدة المدى > كردستان > الهجوم الكيميائي في سوريا يُعيــد ذكرى مأساة حلبجة

الهجوم الكيميائي في سوريا يُعيــد ذكرى مأساة حلبجة

نشر في: 11 سبتمبر, 2013: 10:01 م

برغم مرور سنوات طوال على استهداف حلبجة بالسلاح الكيميائي من قبل نظام صدام حسين عادت ذكرى تلك المأساة تطل على أهالي هذه البلدة العراقية، مع تعرض المدنيين في سوريا لهجوم مماثل حيث انهم اكثر من يدرك أبعاده الكارثية. فقد أعاد تعرض منطقة في ريف دمشق في 2

برغم مرور سنوات طوال على استهداف حلبجة بالسلاح الكيميائي من قبل نظام صدام حسين عادت ذكرى تلك المأساة تطل على أهالي هذه البلدة العراقية، مع تعرض المدنيين في سوريا لهجوم مماثل حيث انهم اكثر من يدرك أبعاده الكارثية.

فقد أعاد تعرض منطقة في ريف دمشق في 21 آب الماضي الى هجوم بأسلحة كيميائية الذي اُتهم النظام السوري بالوقوف وراءه، ذكريات مؤلمة لأهالي مدينة حلبجة الكردية الصغيرة في شمال العراق.
وبرغم وجود اختلافات كبيرة بين قيام نظام صدام حسين بقصف حلبجة عام 1988 بالغازات السامة وما خلفه ذلك من آلاف القتلى والاتهام الذي يتعرض له نظام الاسد، إلا ان هناك تشابهاً كبيراً بين الحدثين.
يقول محمد امين حسين، وهو رجل في مطلع السبعينات، يجلس في احدى مقاهي حلبجة التي تقع في اقليم كردستان الشمالي "سمعت الخبر عبر الاذاعة بان هناك هجمات كيمياوية على منطقة قرب دمشق".
وتابع بحزن "انا حزين جدا ، فقد ذكرني هذا الهجوم بذلك اليوم من ربيع عام 1988، عندما قامت طائرات عراقية بقصف حلبجة".
وقصفت مدينة حلبجة في ربيع 1988، بينما كانت الحرب العراقية - الايرانية (1980-1988) تقترب من نهايتها، عندما قام المقاتلون الاكراد بالاستيلاء على حلبجة في جبال كردستان، وردَّ الجيش العراقي بقصفها ما أرغم الاكراد على الانسحاب الى التلال المجاورة.
وفي 16 آذار حلقت مقاتلات عراقية فوق المنطقة لمدة خمس ساعات وألقت خليطاً من غازي الخردل والسارين وغازات الاعصاب، ما اسفر عن سقوط نحو خمسة آلاف قتيل وآلاف الجرحى معظمهم من النساء والاطفال.
ويستذكر حسين قائلا "في ذلك اليوم، وخلال دقائق قليلة انتشر الخوف والرعب بين اهالي حلبجة" وتابع "حتى الاب لم يستطع ان ينقذ أبناءه، كانت لحظات مأساوية".
وفي اشارة الى الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، قال حسين الذي فقد ابناً في العاشرة من العمر وابنة في الثامنة في عام 1988، "انه نفس ما حدث في حلبجة".
وتتهم القوى الغربية نظام الاسد بشن الهجوم على ريف دمشق في 21 آب ما أدى الى مقتل المئات ودفع بالرئيس الاميركي باراك اوباما الى التهديد بشن ضربة عقابية ضد الاســد، إلا ان النظام السوري وحلفاءه الدوليين نفوا تلك التهم واتهموا المعارضة المسلحة بشن تلك الهجمات.
ولكن في الثمانينات كانت الولايات المتحدة تقف بقوة الى جانب صدام حسين في حربه ضد ايران، حيث اظهرت وثائق تم الكشف عنها مؤخرا ان واشنطن كانت على علم باستخدام صدام حسين اسلحة كيميائية، طبقا لمجلة فورين بوليسي، كما ان الكشف عن الحادثين مختلف تماما.
ففي عام 1988 عرف العالم بمجزرة حلبجة بفضل صحافيين ايرانيين، وبعد ذلك بفضل طاقم تلفاز بريطاني.
اما هجوم دمشق فقد تم توثيقه بشكل كبير بفضل العدد الكبير من الصور وتسجيلات الفيديو للحادث التي نُشرت على مواقع الانترنت.
وقد استندت الولايات المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش التي مقرها نيويورك الى تلك الصور والتسجيلات في اتهامهما للأســد.
وقال اليوت هيغينز الذي نشر تحليلات مفصلة للاسلحة المستخدمة في النزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين على مدونته "براون موزيز" ان ما حدث في سوريا يختلف تماما عن ما حدث في العراق "كاختلاف الليل والنهار".
واشتهر اليوت اثناء الحرب في سوريا بتوثيق الاسلحة التي يستخدمها طرفا النزاع من خلال تسجيلات الفيديو والصور في منزله في ليشيستر في انكلترا.
ومهما كانت الاختلافات فبالنسبة لسكان حلبجة فان الهجوم الكيميائي المفترض على الغوطة يُثير ذكريات حزينة.
يقول رستم كريم (60 عاما) الفلاح الذي يجلس في المقهى نفسه مع حسين "رأيت اخبار الهجوم الكيميائي على قنوات تلفازية عربية".
وتابع "طلبت من ابنائي ان يغيروا القناة فورا، انها تذكرني بالمأساة التي وقعت في حلبجة".
فيما شبه آخرون النظامين البعثيين في سوريا وبغداد سابقا، على الرغم من ان جناح البعث الذي يقوده صدام حسين انفصل عن البعث بقيادة الاســد في عام 1960، ودخلا في صراع تاريخي طويل.
وتقول مريم هواري التي فقدت اثنين من اخوتها في الهجوم الكيميائي على حلبجة حين كان عمرها عشر سنوات ان "النظام السوري بعثي كما كان النظام العراقي، وكلاهما ديكتاتوري واستخدما أخطر الاسلحة من اجل الاحتفاظ بالسلطة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram