لم أكن أتوقع أن مقطعا فيديويا بطول 27 ثانية فقط يكفي لكشف ما يخفيه "جيراننا" في الخضراء عن شخصياتهم على مدى أعوام طوال. إنها ابلغ "كاميرا خفية" ترينا كيف وقع رئيس مجلس النواب في "مقلب" دبره له جمع من الممثلين المحترفين. أبرع الممثلين كان "دولة الجار". شكله وأداؤه، أثناء كشف اللعبة وهو يردد "خليها بيناتنا"، كانا اقرب إلى شكل وأداء فؤاد المهندس. عقبال الأوسكار يا جار!
ثوان، وان كانت قليلة بحسابات الوقت، إلا أنها مادة غزيرة وكافية لتصور لنا سياسة الحكم بالحيلة التي يدار بها العراق. وان كانت الكلمات التي نُطقت قليلة جدا لكن الحركات الجسدية لكل من ظهر بالمقطع القصير، ضاحك أو مضحوك عليه، تعطي إجابات وافية لكل ما يعانيه الشعب من أزمات. ولو عرض هذا المقطع على مختصين بعلم النفس والسياسة والتمثيل المسرحي وأخضع للتحليل الموضوعي دون مؤثرات طائفية أو حزبية، فلربما سيكشف عن الأسباب الحقيقة وراء نهب أموال الناس واستفحال الإرهاب وغياب الخدمات. لا بل ويحتاج المقطع ان يعرض على طبيب بايولوجي أيضا ليكشف عن فايروس جديد أصاب عقل الدولة العراقية، اسمه "بيناتنا"، بعدما ضربه فايروس "ما ننطيها" سيئ الصيت.
لم يمر ببالي، وانا الذي اعتبر نفسي اعرف جيدا التركيبة الذهنية للجار، ان "دولته" يصلح لتقديم برنامج على غرار برنامج "صادوه". نعم يا عم لقد صدتم الرجل وأحطتم به وظل يفر بأذنه لا يعرف ما يقول. خوش صيدة!
لست متألما عليه ولست شامتا به أيضا لكن الذي يحزنني، ويرعبني أيضا، ان الضاحكين والمضحوك عليه لن يدفعوا الثمن بل سيدفعه أبناء هذا الشعب المضحوك عليهم باسم المذهب.
لو كان جيراننا الخضر يعرفون ان السخرية بالمتظاهرين، لحد الاستنكاف من ذكرهم في البيان الختامي للرئاسات الثلاث، سيؤدي لإعطاب مولدة في الخضراء وليس لقتل واحد من أبنائهم أو بناتهم لما فعلوها.
إلى كل من فرح أو ضحك أو ربما صفق معجبا بمسرحية "خليها بيناتنا" أعطيه الرابط هنا وليحزر بنفسه لماذا فزعت:
http://www.youtube.com/watch?v=ao9Yuc5uFFU
لم افزع على النجيفي الذي يقول لسان حاله: لو ادري هيج يصير ما عاشرتهم. ان الذي أفزعني يا سادة هو ان الدماء لا يحميها من السفك ضحك اللئام ولا لبس اللثام. ولي حول "الفضيحة" أحاديث أخرى.
صــــادوه
[post-views]
نشر في: 13 سبتمبر, 2013: 10:01 م