 ترجمة عبدالخالق عليجمع مفتشو الأمم المتحدة "ثروة" من الأدلة حول استخدام عوامل الأعصاب، تشير الى استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للاسلحة الكيمياوية ضد شعبه حسب مسؤول غربي كبير. فريق التفتيش، الذي من المتوقع ان يقدم الأثنين تقريرا الى الأمين العام ل

 ترجمة عبدالخالق علي

جمع مفتشو الأمم المتحدة "ثروة" من الأدلة حول استخدام عوامل الأعصاب، تشير الى استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للاسلحة الكيمياوية ضد شعبه حسب مسؤول غربي كبير.
فريق التفتيش، الذي من المتوقع ان يقدم الأثنين تقريرا الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول هجوم بعامل الأعصاب وقع يوم 21 آب في ضواحي دمشق، سوف لن يتهم النظام السوري مباشرة بتسميم الشعب بالغاز حسب ثلاثة من الدبلوماسيين المطلعين على التحقيق؛ الا انه سيقدم قضية ظرفية قوية – مبنية على فحص أغلفة الصواريخ المصروفة، والذخيرة، والاختبارات المختبرية للتربة، وعينات الدم والبول والتي تشير جميعها باتجاه تجريم الحكومة السورية. يقول المسؤول الغربي الذي رفض تسجيل صوته بسبب السرية التي تحيط بتحقيق الأمم المتحدة، والذي لم يحدد العوامل التي كشف عنها فريق المفتشين "اعلم انهم حصلوا على عينات كثيرة – طبية حياتية وبيئية – وقاموا بمقابلة الضحايا والأطباء والممرضات، ومن خلال نوع الأدلة يمكن التوصل الى هوية الفاعل".
غادر فريق الأمم المتحدة -الذي يترأسه العالم السويدي آكي سلستروم- إلى دمشق الشهر الماضي للبدء بالتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيمياوية. خلال تلك الرحلة، حسب الأمم المتحدة ودول غربية، شنت القوات السورية هجوما بالأسلحة الكيمياوية أودى بحياة اكثر من 1400 شخص في ضاحية الغوطة في دمشق. من جانبهما أنكرت سوريا وروسيا قيام حكومة دمشق بتنفيذ الهجوم واتهما الثوار السوريين الساعين الى اقناع الغرب بالتدخل عسكريا نيابة عنهم. في مقابلة مع تشارلي روز، أنكر الأسد استخدام حكومته للأسلحة الكيمياوية – وقارن قضية الولايات المتحدة ضد سوريا بالعروض المعيبة لوزير الخارجية السابق كولن باول ضد العراق. قال الأسد " الروسيون يعارضون الأدلة بالكامل : فالصواريخ تم اطلاقها من مناطق يسيطر عليها الثوار ". كما سلطت سوريا وروسيا الضوء على هجمات كيمياوية مزعومة اخرى ضربت القوات السورية. أساساً دعت الحكومة السورية مفتشي الأمم المتحدة لزيارة سوريا للتحقيق في هجوم مزعوم بالسارين يوم  19 آذار في مدينة خان العسل بالقرب من حلب. خلال وجود المفتشين في دمشق، طلب سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري من المفتشين النظر في ثلاث حالات اخرى حول الاستخدام المزعوم للاسلحة الكيمياوية اواخر آب ضد القوات السورية. في آخر يوم له في دمشق، زار فريق المفتشين مستشفى عسكري في دمشق لفحص ضحايا الهجوم الكيمياوي المزعوم.
يقول دبلوماسيون ان فريق التفتيش يخطط  لكتابة تقرير عن هجوم الغوطة فقط، كما يخطط للعودة الى دمشق في موعد آخر لإكمال تحقيقاته بشأن الأحداث الأخرى بضمنها حادث خان العسل.
بموجب نصوص التفويض، فان فريق التفتيش مخول فقط بالتوصل الى نتيجة حول ما اذا كانت الأسلحة الكيمياوية قد استخدمت في سوريا أم لا، وليس من واجبه تحديد المسؤول عن استخدامها. مع ان الدبلوماسيين الغربيين واثقون من ان تقرير الأمم المتحدة سيعزز القضية ضد الحكومة السورية، فانهم يتوقعون ان القضية لن تغير مسار الجهود الدبلوماسية لأحتواء التهديد الكيمياوي في سوريا. أقر وليد المعلم وزير الخارجية السورية الثلاثاء ان بلاده قامت بتشغيل برنامج سري للأسلحة الكيمياوية وكانت تنوي عرضه للفحص الدولي الدقيق كجزء من الصفقة التي توسطت بها روسيا لوضع العوامل الكيمياوية السورية تحت السيطرة الدولية، حيث قال في تصريح له  "نحن مستعدون لكشف مواقع الأسلحة الكيمياوية وإيقاف إنتاجها وعرضها للتفتيش من قبل ممثلين من روسيا وغيرها من البلدان ومن الأمم المتحدة".
في نفس الوقت، توجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف الى جنيف للنظر في امكانية التوصل الى اتفاق حول خطة للسيطرة على الأسلحة الكيمياوية السورية وتدميرها. من جانبه يبدو ان الأمين العام للأمم المتحدة يتحرك أبعد من تحقيق فريق التفتيش، حيث قال الأثنين " لم اتسلم بعد تقرير الدكتور سياستروم ولا أدري ماذا يتضمن، لكني أنظر في حث مجلس الأمن على المطالبة بنقل الأسلحة الكيمياوية السورية والخزين الكيمياوي  فورا إلى اماكن داخل سوريا حيث يمكن خزنها بأمان وتدميرها".
عن: فورن بوليسي