 أربيل/ عمر محمود عبد اللهما من مكان في الإقليم بمعزل عن الحملات الانتخابية ، بهذه العبارة يلخص آزاد حاجي الحراك الانتخابي الذي تشهده مدن ونواحي وقرى إقليم كردستان خلال الايام القليلة التي تفصل الناخبين هنا عن موعد الانتخابات يوم السبت المقبل ويمكن

 أربيل/ عمر محمود عبد الله

ما من مكان في الإقليم بمعزل عن الحملات الانتخابية ، بهذه العبارة يلخص آزاد حاجي الحراك الانتخابي الذي تشهده مدن ونواحي وقرى إقليم كردستان خلال الايام القليلة التي تفصل الناخبين هنا عن موعد الانتخابات يوم السبت المقبل ويمكن للمتجول ان يلمس مدى مصداقية هذه العبارة فجميع انحاء الإقليم تشهد حملات تتنوع في اشكالها واساليبها وتتوحد في هدفها الذي يبتغيه كل مواطن في ان يفوز مرشحه ويدخل الى برلمان كردستان. واتفق حاجي مع مجموعة من زملائه الذين يمتلك كل منهم سيارة على الخروج يومياً في موكب يطوف اغلب الشوارع الرئيسة في محافظة اربيل حاملين أعلام القائمة التي يؤيدونها وصور مرشحيها ويعتزمون الاستمرار في هذه الطريقة حتى  انتهاء الحملات وبداية فترة الصمت الانتخابي.
ويقول حاجي لــــ(المدى):  نخرج في المواكب الانتخابية بعد الساعة التاسعة مساءً ونتحاشى مضايقة حركة المرور او ان نتسبب بزحام للآخرين.. والطريف في الأمر اننا نخرج مجموعة لا تتعدى العشر سيارات ولكننا نتفاجأ بأن عددنا يتجاوز الثلاثين حيث ينضم الينا الكثيرون في الطريق ممن يحملون الأعلام والصور معهم بشكل دائمي.
ويوضح زميله سيروان كريم ان عملهم هذا ليس للتسلية والمرح كما يتصور البعض ولكنه تعبير منا عن مساندة قائمتنا التي سبق لنا وشاهدنا عملها وجهود مرشحيها وخصوصا في مجال العناية بنا شريحة الطلاب والشباب وخروجنا اليوم هو من اجلنا نحن وليس من اجل المرشحين .
وعن الطريقة الغريبة التي تم تزيين السيارة بها يؤكد كريم انهم اكتسبوا خبرة في هذا المجال وأخذوا يعلمون أصدقاءهم الآخرين الذين يلجؤون اليهم لمعرفة كيفية تحويل السيارة الى لون واحد يحمل شعار ورقم القائمة من دون ان تترك هذه الزينة أي أثــر على لون او أجزاء السيارة .
وبالرغم من ان انصار المرشحين المتنافسين يخرجون الى الشوارع في مواكبهم بأوقات واحدة وأماكن متقاربة الا ان مدينة اربيل لم تشهد الى الآن أية حالة احتكاك او عنف بين انصار مختلف القوائم ولم تسجل أية حالة مواجهة من هذا النوع والتنافس الذي تلاحظه هنا في رفع اصوات منبهات السيارات او حمل اكبر عدد من الاعلام او اللافتات او قطع القماش التي يرمز لونها الى هذه القائمة او تلك .
ويشارك كبار السن في الحملات الانتخابية ايضاً ولكنهم يفضلون الندوات وجلسات التعريف والنقاش حول برنامج الأحزاب والقوائم ويجدون فيها امراً يناسب اعمارهم وفرصة للقاء الاصحاب والاصدقاء الذين لم يروهم من فترات طوال . ودأب فرهاد حمه على حضور جلسات التعريف بالبرامج الانتخابية للقائمة التي تمثل الحزب الذي يؤيده منذ سنوات طوال ويختلط بمختلف الاعمار ويتحدث ويناقش المرشحين ويوصيهم بضرورة تطبيق هذه البرامج بحذافيرها من اجل المصداقية التي تشكل العمود الفقري لجماهيرية وشعبية أي حزب . ولا يقتصر نشاط  حمه على حضور الندوات وجلسات النقاش بل يقوم بالاستماع الى البرامج الانتخابية من خلال التلفاز والاذاعة كما انه قارىء نشط للعديد من الصحف الصادرة في الاقليم ويعمل على عقد المقارنات والاستنتاجات خلال الجلسات اليومية التي تجمعه بزملائه من ابناء منطقته المجاورة لقلعة اربيل التاريخية . وتعيش مدن الاقليم هذه الايام حالة نشاط سياسي وانتخابي كبيرين فالجميع يثقف ويروج ويستعرض البرامج والاساليب تتنوع من الندوات والمحاضرات وتعليق الصور وشرح البرامج في كل وسائل الإعلام الى الحفلات والتجمعات الفنية ولا يستثنى من حملات الترويج عمر او جنس او منطقة فأقصى اماكن الاقليم واكثرها بُعداً عن المركز وصلتها وسائل الدعاية الانتخابية وتوافد عليها ممثلو الاحزاب والائتلافات ليشرحوا برامجهم ويعرِّفوا الناخبين بها .
واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في نهاية الشهر الماضي  عن بدء  الحملة الدعائية  في عموم محافظات إقليم كردستان الثلاث  التي ستجري في 21 من الشهر الحالي، بمشاركة 1129 مرشحا، يمثلون 37  كيانا سياسيا.
وأوضحت المفوضية أن عدد الناخبين المتوجهين الى صناديق الاقتراع في اقليم كردستان في 21 أيلول الحالي يبلغ 2.8 مليون ناخب موزعين بواقع مليوناً و195 ألف ناخب في محافظة السليمانية، و991 ألف ناخب في محافظة أربيل، و615 ألف ناخب في محافظة دهوك.
وأشارت الى أن عدد المراكز الانتخابية يبلغ 1300 موزعة على محافظات وأقضية ونواحي الإقليم كافة، فضلاً عن 7 آلاف محطة انتخابية و150 مركزاً انتخابياً للتصويت الخاص بأربيل والسليمانية ودهوك، الذي يسبق الاقتراع العام بيومين.