اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > التحقيق الجنائي في رفات الموتى!

التحقيق الجنائي في رفات الموتى!

نشر في: 15 سبتمبر, 2013: 10:01 م

ان الاصل في الدفن أن يوارى الجسد تحت الثرى دون عازل عدا قطعة من القماش (الكفن) ليتحلل ويمتزج بالتراب، وتدعى هذه الطريقة في أوروبا (الدفن الطبيعي)، وما زال الدفن الإسلامي يتبع الفكرة نفسها؛ بيد أن الشريعة الإسلامية توجب تغسيل الميت وتكفينه والصلاة علي

ان الاصل في الدفن أن يوارى الجسد تحت الثرى دون عازل عدا قطعة من القماش (الكفن) ليتحلل ويمتزج بالتراب، وتدعى هذه الطريقة في أوروبا (الدفن الطبيعي)، وما زال الدفن الإسلامي يتبع الفكرة نفسها؛ بيد أن الشريعة الإسلامية توجب تغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ووضعه في القبر الذي يتعامد مع اتجاه القبلة، ويسجى على جانبه الأيمن فيكون وجهه متجهاً إليها. أما البهائيون فيدفنون موتاهم بحيث تتجه القدمان إلى القبلة.

وتختلف عملية الدفن في بعض الثقافات الأخرى من حيث وضع الجسد في تابوت أو صندوق، وتتفاوت التوابيت في الجودة والقوة والمادة التي تصنع منها، وربما يكون الهدف منها المحافظة على الجسد وعدم وصول التراب إليه في حالة انهيار القبر، أو عدم انجراف الجسد في حالة تعرية التربة بفعل الأمطار والسيول. وبالفعل تبطئ التوابيت من عملية التحلل لأنها تمنع بكتيريا التحلل والحشرات والقوارض من الوصول إلى الجسد.
وفي بعض الثقافات يجهز الميت لكي يلقي عليه أقاربه وأصدقاؤه النظرة الأخيرة وذلك بأن يلبسونه أفضل ملابسه، وقد توضع معه في القبر بعض من جواهره لاعتقادهم بالحاجة إليها في الحياة الآخرة. أما في شبه القارة الهندية فكانت الزوجة تدفن مع زوجها أو تحرق مع جثمانه ليلتقيا معاً في الحياة بعد الموت.
وتشترط بعض الثقافات ترك الجسد لمدة عدة أيام؛ إما في بيت ذويه أو في مكان آخر قبل دفنه، ونظراً لعدم توفر التبريد قديماً فقد كان التحنيط هو الوسيلة المستخدمة لحفظه طوال تلك المدة. ولأن التحنيط يتطلب استخدام مواد كيميائية تضر بالتربة والبيئة؛ فمن هنا اعتبرت عملية الدفن المباشر (صديقة للبيئة) وجاءت تسمية (الدفن الأخضر ) .
ويسجى الجسد في أغلب الثقافات والأديان في وضع الرقود، مع وضع اليدين إلى جوار الجسم أو فوق الصدر، وتحفر قبور المسيحيين بحيث يكون الرأس في ناحية الغرب والقدمان في ناحية الشرق، ويعلل ذلك بمعتقد أن السيد المسيح يأتي من الشرق يوم البعث فيسهل ذلك الوضع على الموتى مشاهدته مباشرة لدى نهوضهم، بينما يدفن الأمريكيون الزنوج موتاهم بشكل مخالف؛ أي أن الرأس إلى الشرق والقدمين غرباً. ويبلغ عمق حفرة القبر ستة أقدام. ويمكن أن يشترك في القبر أربعة من العائلة نفسها، ويؤخذ ذلك في الاعتبار وقت الدفن الأول فيجعل القبر أعمق من المعتاد بحيث يترك المجال لوضع التوابيت المقرر دفنها في المستقبل فوق بعضها؛ وتظل مسافة ستة أقدام بين آخر تابوت وسطح الأرض. وفي البلدان المنخفضة مثل مدينة (نيوأورليانز) بالولايات المتحدة يدفن الموتى في أبنية إسمنتية ترتفع فوق سطح الأرض للمحافظة عليها من الفيضانات . 
وفي ثقافات أخرى يُدفن المحاربون الذين يتوفون في المعارك في وضع الوقوف. أما القتلة والمنتحرون فكانوا يدفنون وقوفاً رأساً على عقب بحيث يتجه الرأس إلى أسفل والقدمان إلى أعلى. ولا تقتصر هذه الطريقة على تلك الفئة، حيث يعود الدفن في ذلك الوضع إلى معتقد قديم، يعتمد على أن الأرض مسطحة، وأنها تكون معكوسة الوضع وقت البعث، فيتيح لهم الوضع المنكس أن يبعثوا واقفين!
وقد جرت العادة على وضع علامة على القبر على هيئة حجر مستطيل فوق موضع رأس الميت، وأحيانا قطعتان من الحجر، واحدة تحدد موضع الرأس والثانية على موضع القدمين، ثم تطور الأمر إلى كتابة اسم الميت بالنقش على الحجر على موضع الرأس، وفي مرحلة لاحقة صاروا يكتبون عليه عبارات التأبين. وبالرغم من أن هذا السلوك معمول به في بعض الدول الإسلامية إلاّ أنه لا أصل له في القرآن والسنة بل هنالك مسلمون لا يجيزونه.
ويدفن أهل مصر موتاهم في مقابر على هيئة أقبية تحت الأرض تترك فيها أجساد الموتى، وربما يعود هذا النوع من القبور إلى ما كان معروفاً في الحضارة الفرعونية القديمة، فتخصص كل أسرة مقبرة لأفرادها. تلك الأقبية تفتح في حجرات على سطح الأرض، وتختلف الحجرات من حيث الاتساع والتجهيز وفخامة البنيان تبعاً لثراء الأسرة وعراقتها، والأصل في تلك الحجرات أن يستخدمها الأقارب والأصدقاء والمعزون بصفة مؤقتة وقت الدفن أو عند زيارة المقابر.
وهنالك بدائل للدفن، منها الدفن في البحر؛ ويكون ذلك بأن يكفن الجسد في قماش وربما يوضع في كيس وتربط في قدميه أوزان ثقيلة ثم يلقى به في البحر؛ إما في موضع يحدده في وصيته أو في أي مكان آخر. وقد يقصد بالدفن في البحر أن يوضع الجسد في قارب ويترك القارب طافياً على سطح البحر أو يُخرق ليغرق إلى القاع.
ويضع الهنود الحمر (سكان أمريكا الأصليين) موتاهم على منصة مرتفعة تُصنع من أغصان الأشجار أو توضع فوق شجرة كبيرة، أو على قمة جبل؛ ويترك الجسد ليتحلل. 
وفي دول اسكندينافيا ظهرت فكرة تجميد الجسد بعد الموت بواسطة النيتروجين السائل، ثم يُفتت الجسد المجمد إلى قطع صغيرة جداً بواسطة جهاز خاص، ويُستخدم الفتات سماداً طبيعيا بعد خلطه بالتربة.
أما حرق الموتى بالنار فانتقل من شبه القارة الهندية إلى أنحاء كثيرة من العالم، وفي أوروبا صار الحرق ضرورة اقتصادية، إلاّ أن حماة البيئة وجدوا أن من شأن حرق الأجساد تلويث البيئة بواسطة الأبخرة المتصاعدة عن المواد المعدنية التي تستخدم لحشو الأسنان، أو المعادن المستخدمة في جراحات وتثبيت العظام. وتطحن بقايا الجسد المحروقة فتصير رماداً يوضع في وعاء خاص يسلّم إلى الأقارب الذين ينفذون وصية المتوفى فيما يتعلق بمآل ذلك الرماد، فالبعض يحتفظ به وآخرون ينثرونه في حدائق خاصة أو في البحر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram