استذكرت وزارة الثقافة غياب أربعة أدباء من ركائز الأدب العراقي وهم من النجوم اللامعة التي تلألأت في سماء الوطن لاكثر من أربعة عقود.وزارة الثقافة احيت ذكرى الراحلين الأربعة (شيركوبيكس وفلك الدين كاكه يي وعبد الستار ناصر وحبيب النورس) الذين رحلوا في اوق
استذكرت وزارة الثقافة غياب أربعة أدباء من ركائز الأدب العراقي وهم من النجوم اللامعة التي تلألأت في سماء الوطن لاكثر من أربعة عقود.وزارة الثقافة احيت ذكرى الراحلين الأربعة (شيركوبيكس وفلك الدين كاكه يي وعبد الستار ناصر وحبيب النورس) الذين رحلوا في اوقات متقاربة جداً تكاد لا تتجاوز العشرة ايام.افتتح الاستذكار العازف مصطفى زاير بمقطوعة حزينة معبرة عن الغياب لهؤلاء فزرع الصمت فينا على طوال فترة عزفه التي تركت اثراً بالغاً في النفوس، قدم الاحتفالية وسام السراج.
ثم تحدث السيد وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي فقال:هل نحن في جلسة استذكار للأربعة الكبار؟ أم اننا في جلسة استحضار من الجالسين في القاعة لاستذكار هؤلاء المبدعين.. في الحقيقة انها جلسة احتفاء لانهم سيظلون في ذاكرتهم من خلال ذكراهم وأدبهم الكبير الذي تركوه لنا كثروة قومية، شيركو الكبير حققنا امنيته في الدفن بحديقة ازادي الى جانب والده قبل ان نحوله الى المشروع الكبير بعد سنوات قليلة.. شيركو حقا انه منح الشعر الكردي طعم التمرد والحرية والجمال، عبد الستار ناصر انه الثوري الاول كما هو العاشق الاول: وفلك الدين كاكه يي الذي قال ذات مرة يجب ان نكون محكومين بالتسامح والمحبة بعد انهيار النظام السابق عندما كنا في المعارضة، ونورس الشعر حبيب النورس الذي جاهد لان يقدم مشروعاً ادبياً وسياسياً من خلال شعره الجميل.
ثم تحدث الاديب حسب الله يحيى فقال:
بصمات الراحل فلك الدين كاكه يي بصمات حكيم وعالم وزاهد ومتصوف وملاك، لأن صاحب هذه الصفات كان صديقا حميما وزميلا اثيرا، ومناضلا باسلا، وقلما صادقا يكتب بحبر شجاع، فلك الدين هذا انسان فذ من طراز خاص، ومن لا يعرف ويتعامل مع حضوره ويتنفس من نقاء وصفاء وبهاء وجوده، قد لا يسلم بحكمة فلك، وانما قد يجد في افضل الحالات، فضيلة صديق ينبر بصدق راحل يضفي عليه ما شاء من حسنات، انطلاقا من حب حفر في العمق وتأثير ترك بصمات ذاتية اكثر منها بصمات على الاخرين، لكن الحقيقة الانقى من النقاء نتبينها عندما نقرأ حضورها بوضوح في مقدمة الطبعة الثانية لروايته البكر (بطاقة يانصيب).
وفلك لا ينفي عن نفسه وقوعه تحت تأثير الروائي البريطاني جورج اوريل وهو يكتب نهاية بطاقة يانصيب، كما لا ينكر تعاطفه وبحثه عن دفء معطف الكاتب الروسي غوغول.
في حين قال الأديب امجد توفيق:عرفت عبد الستار قاصاً وروائياً وناقداً وانساناً، كنا خلال عقد السبعينات لا نفترق، بل انه كتب لي بانني الصديق الذي يراه اكثر مما يرى نفسه. هل كان صادقاً سر عبد الستار يكمن انه يشعر بصدق لا يحتاج الى برهان بان يقوم بكل شيء للمرة الاولى برغم انه يعرف بانه التكرار قانون ليس لاحد تجاوزه، تعرض عبد الستار للكثير من سوء الفهم، والكثير من العداء، والكثير من الحسد، والاستهداف والشك، ونال من المحبة مفتاحها الذهبي، وفي كل ذلك لم يكن يجيد الدفاع عن نفسه، كما يكتفي بابتسامة تضيء وجهه، وتفضح طفولته التي لم يغادرها ابداً.واذكر اني قرأت لعبد الستار ناصر كلمة معناها (انني سأموت وسيقال عني الكثير لو سمعته وانا على قيد الحياة لاضاف عقدا الى عمري) من حق عبد الستار ناصر ان يكرر جملته الشهيرة بكثير من السخرية (مرة واحدة والى الأبد).. نعم فقدناك مرة واحدة والى الابد يا شلال الجمال..
وقال الشاعر شوقي عبد الامير كلمته شعراً:
لاني اكره المراثي
موائد الحداد.. وقصائد النادبات منذ سومر
ولاني لا احب الوقوف طويلاً
امام مرايا الدموع
مهما كانت نقية وساخنة
ولاني لا اطيق رؤية مشاهد المسرح التأبيني
ولاني ارفض ان اترك كلمات الحب والرثاء
في عزيز راحل ممثل باقية ازهار
هذا النوع من اشكال الموت الملون
الذي ينتشر اليوم في حياة العراقيين وليس في مقابرهم