TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > اعترافات احمد مختار بابان: كيف تشكلت وزارة ارشد العمري بعد استقالة الجمالي وامتعاض ال

اعترافات احمد مختار بابان: كيف تشكلت وزارة ارشد العمري بعد استقالة الجمالي وامتعاض ال

نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 03:51 م

rnابراهيم الجبوريفي مذكراته التي نشرها قبل وفاته يسلط احمد مختار بابان الضوء على الوضع السياسي في العراق في مرحلة الاربعينيات و الخمسينيات. ومن هذه المذكرات هذه الصفحات التي يتحدث فيها بابان عن ازمة وزارة ارشد العمري وعلاقة نوري السعيد بها.rnrn rnrn 
يقول بابان: ان وزارة ارشد العمري هي التي اعقبت وزارة الجمالي، ولكني من خلال مطالعاتي لبعض الكتب التاريخية وجدت ان هناك نقصا في ذكر بعض الحقائق التاريخية، لذا لابد ان اسجل هنا هذه الذاكرة الوقائع خدمة للتاريخ ولابد ان اذكر هذه القضية، والتي تتخلص فيما يلي: ان المقام الاعلى كان قد كلف نوري السعيد بتشكيل وزارة تعقب وزارة الجمالي المستقيلة وذلك قبل الشروع بتكليف ارشد العمري، واتذكر جيدا انه في اليوم الثاني، من قبول استقالة الجمالي، اتصل بي هاتفيا نوري السعيد وطلب مني ان اقابله في داره لمرضه، واخبرني ايضا انه كلف بتشكيل الوزارة، وانه يريد التفاوض معي حول التشكيل وانه لم يقابل احدا بعد، وكنت انذاك مريضا ومع هذا لم ارفض طلبه، واخبرته اني سأكون عنده في غضون ساعة واحدة ثم اتصل بي ثانية وطلب مني ان نلتقي في الديوان الملكي عند عبدالله بكر، واجبته بالقبول، وفي هذه اللحظة اتصلت هاتفيا بالمرحوم عبدالوهاب مرجان ورجوته ان يأتي الى داري لامر مهم فحضر حالا فقلت له ان نوري السعيد يرغب كما يبدو في مشاركتي اياه في الوزارة ولكني وكذلك السيد عبدالله بكر قد قررنا عدم الاشتراك بأية وزارة في الوقت الحاضر وخاصة واني مريض واحتاج الى اجراء عملية جراحية في اوربا، وطلبت منه ان يذهب توا الى دار نوري السعيد قبل ان يغادرها ويبين له وضعي الصحي واعتذاري وبهيء بذلك الامر لتقديم اعتذاري لئلا يفسر هذا الاعتذار بشكل آخر ولا سيما وان السعيد كثير الظن ويفسر الامور بعكس حقيقتها. وفعلا ذهب مرجان الى دار نوري السعيد ولا اعمل كيف جرى الحديث بينهما، ولكني على يقين ان مرجان البغه بما طلبت منه، وعندما ذهبت الى الديوان الملكي حسب طلب السعيد كما ذكرت واجتمعت واياه عند عبدالله بكر لمست ان السعيد يحاول ان يبدو وكان مرجان لم يكلمه بالموضوع وهذا مالاحظته على وجهه ومن اسلوب كلامه معي فحاولت ان اسأله عن حديث مرجان معه فكان يجاوب باقتضاب واحيانا يتهرب من الاجابة وماهي الا برهة حتى قال صراحة انه يروم ان اشترك معه في الوزارة الجديدة بصفة نائب رئيس الوزراء، واصبحت في موقف محرج ولكني مع هذا قدمت له اعتذاري موضحا له ظروفي الصحية ولكنه اصر على الموضوع وقال لي انه باستطاعتي ان اختار الوزراء الذين اريدهم واني مخول بالصلاحيات كافة لهذا الغرض وقال لي ايضا انه سيترك موضوع التشكيل برمته على عاتقي لانه مريض وسيسافر الى لندن ورغم ذلك كنت اعتذار وهنا تركني السعيد وذهب لمقابلة الملك وولي العهد حيث ابلغهما باعتذاري وكان عبدالله بكر حاضرا هذه المحادثة التي تمت بين وبين السعيد وهو شاهد على ذلك وبعدها استدعاني الملك وولي العهد وطلبا مني التساهل وقبول التكليف وضرورة التعاون مع نوري السعيد في تشكيل وزارته حتى لو كنت مريضا، فانصعت للامر نوعا ما وعند مقابتلي نوري السعيد للمرة الثانية، اعلمته قبول مشاركتي معه وزيرا بلا وزارة، فلم يوافق ثم ابلغته موافقتي على ان اكون وزيرا في احدى الوزارات وان يعفيني من منصب نائب رئيس الوزراء ولكنه لم يقتنع، ثم قلت له اطلب حضور الوزراء الاخرين المرشحين لدخول الوزارة لافاوضهم بالامر، فاستدعى فاضل الجمالي وكان الاخير متأثرا من موقف الاكثرية البرلمانية من جماعة نوري السعيد من وزارته وكان يبدو عليه شيء من العصبية فاعتذر ايضا واتذكر جيدا ان الجمالي اراد اغاظة نوري السعيد عندما قال له هل سيدخل صالح جبر معك؟. وهو بهذا اراد ان يذكر السعيد بموقف نواب المجلس وفعلا كان هذا السؤال مثيرا لغضب السعيد، وبعد ان ذهب الجمالي استدعى السعيد علي ممتاز الدفتري فاعتذر ايضا وهنا شعر ان في الموضوع مؤامرة، وحصلت لديه قناعة تامة بأننا متفقون مسبقا على الاعتذار وحاولت افهامه باننا لم نتقابل مطلقا قبل هذا اللقاء ولم يجر بيننا اي اتفاق حول هذا الموضوع ولكن السعيد لم تهدأ سورة غضبه، وقال لايهم اعتذاركم وسوف تشكل الوزارة بدونكم وذكر اسماء اصحابه امثال خليل كنه وضياء جعفر ومحمد علي محمود واخرين وذهب الى داره غاضبا وهو مقتنع باننا كنا متفقين على اعاقة تشكيل وزارته وكان يظن اكثر من ذلك حيث ذهبت ظنونه الى الاعتقاد ان للامير عبدالاله يدا في هذا الموضوع وللحقيقة والتاريخ- الكلام مازال للسيد بابان- ان الامير عبدالاله لا دخل له اطلاقا بالموضوع، وان تفكيره مجرد اوهام لاغير.. وفي مساء اليوم نفسه طلبوني الى قصر الرحاب فوجدت هناك ارشد العمري مع الملك وولي العهد وقال لي الملك وولي العهد ان ارشد العمري سيشكل الوزارة ويريدك ان تكون معه نائبا للرئيس فاعتذرت وكان جوابي كالاتي: لم يكن اعتذاري عن الاشتراك مع نوري السعيد يرجع لسبب ما، انما لمرضي فقط، ولو كنت ارغب في الوزارة لاشتركت مع السعيد لامع غيره!!.. فابتسم الملك وقبل اعتذاري، ثم استدعي فاضل الجمالي، ولما حضر وشاهدني هناك ظن اني احد الوزراء المرشحين فقبل التكليف مباشرة واص

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram