عبدالحميد الرشودي ابراهيم كمال.. ولد في الموصل من اب كان ضابطا في الجيش التركي وليس من اهل الموصل وعلى حد قول القائلين انه كان تركي الاصل او سوري الاصل وفي حداثة سنه انتقل الى بغداد مع ابيه ودرس في المدرسة الثانوية ولم يكملها.
ولما اعلنت الحرب الاولى وجند ضابطا احتياطا بقي في الجيش حتى معركة سلمان باك فاسر وارسل الى الهند ولما طلب الضباط العراقيون من قبل الحسين لدخولهم في جيشه التحق ابراهيم كمال بالجيش الحجازي وامتاز كضابط صغير بذكاء لامع وميل للجد والعمل في كل ماعهد اليه من اعمال ولما دخل الجيش العربي سوريا انفك منه ابراهيم كمال وعين في وظيفة مدنية في الادارة العسكرية وعندما استولى الفرنسيون على دمشق وجمعوا اسرى الضباط العراقيين المستخدمين في الجيش السوري كان ابراهيم كمال من بينهم فارسل الى جزيرة ارواد وبقي هناك مدة طويلة ولما طلب المحجوزون في ارواد السماح لهم بالذهاب الى اوطانهم ووافق على ذلك الفرنسيون جاء ابراهيم كمال الى دمشق ولم يذهب الى العراق وعمل في جمعية العهد العراقية هناك حتى تقررت مسألة العراق مابين فيصل والانكليز واستعد فيصل للسفر فطلب منه ان يوافيه في السويس حتى يرافقه في سفرته الى العراق لان فيصلا كان يعرفه جيدا وقد استخدمه بمعيته عندما كان يقود الجيش الشمالي فوصل العراق مع فيصل واول شيء قام به ان سجل نفسه في مدرسة الحقوق العراقية لاكمال تحصيله الذي بقي ناقصا بسبب نشوب الحرب فدخل الصف الثالث فاكمله كما اكمل الرابع وتخرج في الحقوق وعين مديرا لشرطة الديوانية وثم مديرا لشرطة بغداد وترك مسلك الشرطة وبدأ يعمل في السياسة. ودخل انتخابات المجلس الاول الذي اعقب الانتخابات التأسيسية فنجح فيه وانتسب الى حزب الشعب الذي يرأسه ياسين الهاشمي بعد ان امتاز باعمال وطنية تتعلق بالاستفتاء الذي جرى في منطقة الموصل على الخلاف الموجود بين تركيا والعراق والتحقت المنطقة نهائيا بالعراق سنة 1926 وقد كانت اعمال ابراهيم كمال الى هذا التاريخ تتضمن حركات وطنية عامة منها اشتراكه في الانتفاضات التي وقعت في دير الزور ضد الاحتلال البريطاني والسعي الى الحاق دير الزور بسورية وتعاونه مع المدفعي في الاعمال التي وقعت في تلعفر بقصد استفزاز الجمهور ضد الاحتلال البريطاني ثم مرافقته المدفعي سنة 1919 للاشراف على اعمال الحركات الوطنية التي كانت تتبلور شيئا فشيئا في العراق والاتصال بزعمائها وتنظيمها وغير ذلك من الامور. الا ان دخوله المجلس لاول مرة وانتسابه الى حزب الشعب جعل منه رجلا بدأ اشتغاله في السياسة بصورة بارزة فكانت خطبه كمعارض للحكومات واتجاهاته واعماله كلها منصبة على سياسة وطنية حرة الا انه بعد فترة من هذه الاعمال وهذا الاندماج كله في النشاط السياسي كان يتجسد شيئا فشيئا في طموح شديد ورغبة جامحة للظهور على المسرح السياسي كرجل فعال مستهدف لاينقصه الا البدء بالعمل وتعهد المسؤوليات واذ انتسب الى حزب الشعب واتصل بالهاشمي فانه كان يتوقع تعويضا عن ذلك بمركز كبير يظهر به مواهبه ولما كان استهداف ابراهيم كمال التقدم الى المراحل السياسية ومراتبها شيئا فشيئا فقد كان يعد نفسه لذلك باتقان فباشر قبل كل شيء بتعلم اللغة الانكليزية. ولما صار في مستوى يمكنه من المطالعة والدراسة الاجنبية صار يطالع بعض الكتب الانكليزية بخصو السياسة العامة والمذاكرات الشخصية في العراق وغير ذلك ثم انه بدأ يهتم بصورة خاصة في المسائل الاقتصادية والمالية فاستكمل مراحلها التي توصله الى المراكز المرموقة في الدولة ولما كانت مواقفه في المجلس تنبئ عن مواهب وذكاء وخبرة وان جاءت متأخرة لذلك فقد قرر ياسين الهاشمي وهو رئيس وزراء ان يجعله سكرتيرا برلمانيا في وزارة المالية بحيث يتسنى له ان يتصل بالمجلس النيابي ويمده بالمعلومات اللازمة عن اعمال واجراءات وزارة المالية فيشهد بذلك حل المشاكل عند وضعها موضع التشريع ثم انقلبت هذه الصفقة الى مدير مالية عام على ان يكون له ما لوكيل الوزارة من الصلاحيات الواسعة وبقي مدة طويلة يزاول هذا المنصب وهو ناجح فيه على مابينه في اشكال مختلفة ياسين الهاشمي الذي اصبح بعد ذلك من رجال السياسة الماليين المعنيين بجميع الشؤون الاقتصادية. وعندما الف ياسين وزارته الثانية كان ابراهيم يتوقع حتما ان يطلبه وزيرا للمالية ولكن مؤثرات مختلفة منها تأثير نوري السعيد حالت دون ذلك مما اثاره على ياسين فصار يتظاهر بالعداء والمناهضة وهو لايزال يشغل منصبا مهما في المالية وبقي الحال على ذلك حتى انقلاب بكر صدقي فاعتبر من المناوئين للبشوات فعين رئيسا للديوان الملكي وعندما انتهى الانقلاب واتى المدفعي لتأليف الوزارة اختاره وزيرا للمالية وكان ذلك لاول مرة في حياته.. ابرز خلال وزارته هذه من الجد والجهد المضني ما جعل من يعرفه مثنيا على جهوده وحسن اطلاعه على اهم الامور في زمن كانت الحالة المالية في البلد تتطلب العناية والاشفاق وحسن اطلاعه على اهم الامور في زمن كانت الحالة المالية في البلد تتطلب العناية والاشفاق ولما اضطرت وزارة المدفعي الى ترك الحكم بقوة الجيش اختار ابراهيم الاعمال الحرة وبقي يزاول المحاماة فينجح فيه
ابراهيم كمال.. من الشرطة إلى السياسة!
نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 03:52 م