احسان محمد عليالى الان لم يقدر احد ان يضبط تاريخ وجود اول مقهى بالبصرة ولكنها ترتقي الى القرن العاشر الهجري حيث اشير الى جودها في بعض المصادر.
نقول مقهى نعني به محل شرب القهوة مع التبديل الذي حدث حيث يشرب الشاي بدلا من القهوة ذلك منذ اواخر القرن الثامن عشر. انستاس الكرملي عند تعليقه على هذه اللفظة يقول في (ص 96) من كتاب تذكرة الشعراء ان التعبير صحيح لو قلنا ان القهوة بمعنى مشرب القهوة اي محل شربها فحذف المضاف وبقي المضاف اليه وهو كثير الورود في اللغة العربية ثم يقول: واما جمعها على قهاو فليس بمشهور عند الفصحاء لانهم يقولون قهوات والان قد شاعت المقهى وهي احسن وتجمع على مقاه. نحن الان في هذا البحث الموجز لسنا بصدد ذلك بل اننا باستعراض سريع نتحدث عن ذكر بعض المقاهي وفي الفترة الاخيرة من البصرة ومنها مقهى المعلقة وهو عبارة عن كازينو في بناية بطابق علوي وبدون فناء وعلى شكل مستطيل طوله 50 مترا وعرضه 30 مترا والقسم الاسفل منه عبارة عن مجمع حوانيت بين كبير وصغير كلها مملوءة بالبضائع والتحفيات. موقع المقهى في السوق المسمى بسوق الصفاة او سوق الدجاج وقد أسس في 1905 وللبناء باب كبير يوصل الى سطح البناية المكون من شناشيل مستطيلة تشرف على اربع جهات من السوق غرف هذه الكازينو او المقهى مقسمة وصالاتها مخصصة لشرب الشاي والقهوة والشربت والنامليت كما هناك قاعات للموسيقى والطرب واخرى للعب الشطرنج والورق والدومينو والطاولي والمنقلة، الارض مفروشة بالطنافس والابواب تطلى بالعطور وادوات القهوة والشاي بعضها من فضة وبعضها من المعادن الثمينة. من جملة من غنى على مسرحها الفنانة رحلو وذلك سنة 1909 كما غنت سنة 1917 على مسرحها المطربات بهية ولقاء وغلية والقنصل الروسي في البصرة سنة 1912 الكسندر اداموف يتحدث في كتابه ولاية البصرة، فيقول: توجد في كثير من المواضع في السوق وفي جميع ساحات المدينة وتقاطع الشوارع المقاهي التي لاتكاد تخلو من الرواد ابدا وذلك لانها تقوم مقام النوادي حيث يجتمع الناس ليتحدثوا في السياسة ويتبادلوا فيما بينهم الاقاويل والشائعات المنتشرة في المدينة او لعقد الصفقات التجارية او بيع التمور والخيول بين فناجين القهوة المركزة المرة على الطريقة العربية.. ولقد اشتهر ايام الحرب العظمى الاولى وبعدها مقهى السيف وذلك منذ سنة 1915 وجاء ذكر هذا المقهى في كتاب تجارة العراق ليوسف غنيمة اذ جاء فيه: سافر من بغداد الى البصرة عدد غير يسير من التجار ليبتاعوا من هناك البضاعات التي كانت بغداد في حاجة اليها للاهلية وللجيش المحتل واصبحت سوق البصرة مجمع التجار اتوها من كل صقع واصبحت منتدى ارباب الاعمال وكان اجتماعهم في مقهى السيف كل يوم يضاربون ويتاجرون وكان اشبه شيء بالبورصة ومجازفة المغامرين ولكنها كانت معقد صفقات رابحة حتى شاع ذكر قهوة السيف شيوغ مربد البصرة القديم.ومن مقاهي العشار التي دخلت التاريخ مقهى (التانكي) وكان موقعه الى جهة غرب ملهى وردية ويطل على ساحة ام البروم وكان بجانبها خزان ماء كان يسمى تانكي فنسب اليه ومن كان يرتاد هذا المقهى الشاعر عبدالرحمن البناء وزاره الرصافي عدة مرات عند زيارته للبصرة ومن رواده الشاعر عبدالهادي الدفتري والاستاذ كاظم محمود الصائب وعبدالرضا الجبيلي صاحب جريدة البصرة والاستاذ محمد صالح بحر العلوم عندما كان يقيم في البصرة والسيد عبود شبر والسيد غالي الزويد وكان لهؤلاء مقاعد خاصة ومنتحية حيث فيها تدور احاديثهم الادبية وبعض المساجلات. وفي البصرة اشتهر مقهى ابن كراش في باب الزبير حيث كان محطة لرحال المسافرين ايضا وكذلك في المشراق المقهى البيضاء الكبير الى جانب جسر ابن مرجانة وكانت تشتهر (بالناركيلة). وكذلك في السجر مقهى سيد هاشم وهو يكاد يكون خاصا بسواق السيارات واصحابها ومعاملات بيعها وشرائها وايجارها الى الاماكن البعيدة. وفي العشار مقهى التجار وكان يفتح مع دوام الموظفين وكذلك هناك مقهى ابو الاسود وفي البصرة مقهى شاهينة ومقهى العبايجية ومقهى باقر الذي كان يقدم (الافيون) عندما كان مجازا من قبل السلطة البريطانية. وهناك مقهى الحصانة من اهل الخيل ورواد السباق وكذلك هناك مقهى في محلة جسر العبيد تسمى مقهى فرج كانت لارباب الطرب والخشابة وكثير من المقاهي التي لم نذكرها.
مقاهي البصرة القديمة
نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 03:53 م