TOP

جريدة المدى > مسرح > مسرح عالمي:ماركوس زوساك من الرواية الى المسرح

مسرح عالمي:ماركوس زوساك من الرواية الى المسرح

نشر في: 16 سبتمبر, 2013: 10:01 م

عاش ماركوس زوساك، في موطنه في سدني باستراليا، وقتاً عصيباً و هو يعتقد بأن أي واحد سوف يقرأ روايته القادمة، ( سارقة الكتب The Book Thief )، " و كنت أتصور على الدوام الناس يحاولون أن يوصوا غيرهم بقراءته، فيُسألون ماذا يدور فيقولون : إن أحداثه تجري في أ

عاش ماركوس زوساك، في موطنه في سدني باستراليا، وقتاً عصيباً و هو يعتقد بأن أي واحد سوف يقرأ روايته القادمة، ( سارقة الكتب The Book Thief )، " و كنت أتصور على الدوام الناس يحاولون أن يوصوا غيرهم بقراءته، فيُسألون ماذا يدور فيقولون : إن أحداثه تجري في ألمانيا النازية. و يرويها الموت. إنه في 560  صفحة. و سوف تحبونه ".
و كان السيد زوساك على خطأ.  ففي ست سنوات من نشره، بيع من الكتاب مليونان و نصف مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها. و كان العنوان النادر الذي أغرى الصغار و الكبار به، ذكوراً و اناثاً.
و كان الكتاب اختيارَ الخريف الماضي في برنامج مكتبة عامة بشيكاغو حيث يجيء المقيمون معاً لقراءة، و مناقشة عنوان واحد، و قيل إنه كان الاختيار الأكثر شعبيةً في تاريخ البرنامج البالغ 11 عاماً، كما تقول آني تولي، منسّقة البرنامج. " فهو كتاب أبلته القراءة و مر هنا و هناك بين الأصحاب ".
و الرواية، التي تتابع فتاةً ألمانية فقيرة، تُخبّئ عائلتها رجلاً يهودياً في سرداب بيتها، ( في فترة الهولوكوست )، تحصل لها الآن أيضاً على حياةٍ خارج الصفحات. فقد اختارها برايان بيرسيفال، الذي أخرج حلقاتٍ عديدة من ( داونتون آبي )، ليخرج نسخة سينمائية. و ظهرت مؤخراً أيضاً كمسرحية مكيَّفة عن الرواية من تأليف هايدي ستِلمان، في إنتاج للصغار و الكبار ، هنا في مسرح ستيبنوولف بشيكاغو في أواخر العام الماضي.
و قد صرّح السيد زوساك في مكالمة من الفندق بشيكاغو، حيث كان يخطط لرؤية العرض و تقديم محاضرة في المكتبة الرئيسة، قائلاً " لقد كتبتُ خمسة كتب نُشرت. أربعة منها تعني شيئاً لي، لكن ' سارقة الكتب ' يعني كل شيء لي ". و كانت هناك فكرة لرواية عن قارئة نهِمة تسرق الكتب قد خطرت للسيد زوساك، 37 عاماً، حين كان يفكر بالكتابة عن الحرب العالمية الثانية من خلال عيون والديه، و هما أب استرالي و أم ألمانية، كانا سيرويان له قصصاً عن مدنٍ تُقصف و يهودٍ يُعدمون. وفي حفلة عرض نهارية في ستيبنوولف للطلبة قام الممثل فرانسيس غوينان، و هو يرتدي معطفاً و بنطالاً متدلياً، بدور ( الموت ) كشخصٍ مشوَّش شبيه بالأب. و قد وجدت الطالبة فيليسيا كورتيس أن التصوير المسرحي للقصة يخفف من تأثير الكتاب، " فالموت، في المسرحية، أكثر تعبيريةً، إنه يبدي شعوراً أكثر عاطفيةً. لكن المفترض ألاّ يكون شخصيةً تبدي تعاطفاً فيما يتعلق بأخذ روح شخصٍ ما ".
و قالت الآنسة ستِلمان، كاتبة النص المسرحي، إن: التحدي بالنسبة لها كان في أن تكيّف للمسرح كتاباً يتمايل بين الشعر المفعم بالحيوية و النثر الجاف، مع اندفاعة تاريخية تنتقل عبر الزمان و المكان. " و كان هناك بعض الكفاح لا بد منه لجعله في شكل مسرحية، لكنه شكل مسرحي فائق المستوى "، كما قالت.
و يتّبع النص قصة الرواية بشدة، و غالباً ما يقتبس حرفياً كلمات السيد زوساك. " و هناك دعابة فيه، و هي دعابة مخادعة نغمياً في الواقع. لكن ماركوس يتدبر أمرها على نحوٍ جميل في الكتاب. و أعتقد بأن هذا هو ما جعل الصغار يستجيبون له كثيراً "، على حد قولها.
و كان نقاد المسرح أقل تحمساً في آرائهم. فقد أمتدح كريس جونز، في شيكاغو تربيون، الأداءات المسرحية، لكنه قال إن التكييف " لم يجد أن من السهل الإلمام بكل أوجه هذا الكتاب المعقد ".
و تناولت سارة موستاد، معلمة الدراما في مدرسة ثانوية، العمل من الجانب التعليمي، قائلةً " في ألمانيا النازية لم يكن المرء يرى على الدوام الكثير من الناس يقفون إلى جانب ما هو صحيح، لأنهم مفزوعون، و الشيء نفسه يحدث في مجتمعاتنا اليوم ". و كانت قد قادت مجموعة من الطلبة في تمارين طلبت منهم أن يتصوروا قيامهم بالشيء الصحيح بصرف النظر عن المخاطرة، مرددةً أصداء موضوعات الرواية.
 عن: نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram