مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ.. تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
بيت شعر لأبي الطيب المتنبي استهواني لأضعه مفتاحاً لسطوري التي قد لا تروق للبعض ممن تنكروا وتناسوا جهودي المضنية التي ذهبت أدراج الرياح!
فعندما يتنكر المرء أخاه ويحاول النيل منه من دون وجه حق وأمام الملأ تبدو حالة غريبة يجب الوقوف عندها لاسيما إن الطرف المقابل لا يعلم ما يكنه له ذلك المرء، لذلك ستجري الرياح بما لا تشتهي سُفنه التي تعلم جيداً إن الطريق الذي سيقودها الى امنياته سالكاً.
هكذا كنت أظن شخصياً عند إصراري على حضور الاحتفالية التي أقامها نادي الشرطة لمناسبة خطفه لقب الدوري الذي يُعد مفخرة لكل من اسهم ودعم هذا النادي من لاعبين ومدربين وإداريين وإعلاميين وصحفيين وجمهور وأنا أحد هؤلاء الذين واكبوا مسيرة هذا النادي ووقفت معه بأحلك الظروف ولو بقلمي الذي لا أخشى إزاءه بالحق لومة لائم، لكن فعلا أتت تلك الرياح العاتية التي جرفت معها محبة ووئام تلك القلعة الخضراء الزاهية الألوان التي تؤطرها أوتار القيثارة الخضراء عندما تعزف لحن الحب والوفاء دوماً بقلوب مَن أحبها لكن هذه المرة جاء اللحن نشازاً ليفصح عن شيء ربما كان مبيّتاً من قبل أشخاص يُهيمنون على تلك الأوتار ليجعلوا الحانها تتماشى مع تطلعاتهم التي جعلت غصّة في قلبي لتجعلني قد اندم على حضوري الذي يعد للمرة الأولى منذ عام ونيف جراء تردي وضعي الصحي الذي أجبرني على عدم ولوج الميدان حتى قبيل أيام لتعد احتفالية الشرطة فاتحة خير لي لإستعادة ألقي وحضوري مجدداً ومواصلة مشواري المهني المتواصل برغم ابتعادي.
تلك الاحتفالية البسيطة حملت بين طياتها أموراً كثيرة جعلتني أعيد النظر بالكثير من الأمور التي قد أكون اجهلها تماماً لأنني لا اعرف سوى لغة التسامح والحب والإخوة بعيداً عن نزعة الكراهية والحقد التي تجتاح روح الإنسانية لتجعل من يتمتع بها ينظر للجميع بعين واحدة من دون أن يجعل له بُعد نظر يستمد منه ذلك التأمل الذي يجعلنا نروم الوصول الى تلك الشجرة الجميلة لنستظل بظلها الذي يعد آمنا بكل تأكيد.
توقعت بان يكون لي حصة الأسد مما حملته إدارة الشرطة من هدايا تذكارية قد تبدو بسيطة بثمنها ونوعيتها لكنها بالتأكيد ستكون غالية بما تحمله من أصالة وتأريخ وذكريات ستبقى خالدة مهما حيينا كونها جاءت في يوم تتويج أهل القيثارة إبطالاً للدوري بعد عزوفهم لمدة 15 عاماً تماماً عن اعتلاء منصات التتويج، فلا زلت اجهل سبب عدم تكريمي أسوة ببقية الزملاء الذين اتحدى اياً منهم ان يكونوا قد رافقوا مسيرة الأخضر الشرطاوي كمرافقتي التي تركت بصمة جميلة في نفوس وقلوب قراء (المدى) ومحبي القيثارة الخضراء لأننا دائماً نركز على حيادية ما نكتب وهذه الحيادية مستمدة من المهنية والاحترافية العالية التي جبلنا عليها ومعنا القائمون على الصحيفة بشهادة كبار النقاد والمحللين.
أقف اليوم حزيناً لعدم شمولي بتكريم إدارة نادي الشرطة التي وقف يوماً رئيسها وقال لي بالحرف الواحد (لقد غمرتنا بحنانك وعطفك وقلبك وقلمك) وكانت عباراته لن أنساها مهما حييت لأنها جاءت من القلب وأي قلب انه لإنسان كبير بكل شيء فإنها شهادة والله اعتز بها دائماً وأتمنى ان اعمل كل ما بوسعي لأكون عند حسن من ظن بي هكذا.
وعجبي اليوم عندما عاتبت مسؤول المكتب الإعلامي الذي تربطني به علاقة أكثر من أخوية كان رده أنّ النسيان فقط من اسقط أسمك خارج الحسابات!! فهل يُعقل أن ينسى القائمون على النادي دورنا..فلماذا النسيان يا بنيان؟!
لماذا النسيان يا بنيان؟!
[post-views]
نشر في: 16 سبتمبر, 2013: 10:01 م