اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > صبيحة المدرس .. اول مذيعة عراقية تحييكم من تلفزيون بغداد

صبيحة المدرس .. اول مذيعة عراقية تحييكم من تلفزيون بغداد

نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 04:02 م

*جحا وام علي! يعتبر برنامج نادي جحا اول برنامج قدم للاطفال من على شاشة التلفزيون والذي كان يعده ويخرجه خليل شوقي ويقدمه الزميل يحيى زكي، وهو يعتبر من احب البرامج للمشاهدين آنذاك خاصة ان جحا يحكي لهم قصصا ويقدم لهم افلاما للكارتون ويوزع عليهم الحلوى
التي كان جحا يضطر لشرائها من اجل اسكات الاطفال الذين يبكون في البرنامج خاصة ان البث التلفزيوني على الهواء. ويتذكر يحيى زكي ان ابرز من شارك في برنامج مي شوقي والعداء سامي الشيخلي. اما (ام علي) فهو البرنامج الذي نستطيع ان نقول عنه انه اول برنامج مثلت فيه امرأة! وهذه المرأة كانت رجلا متنكرا،، انه الفنان عبدالجبار عباس الذي يقول عن نجاحه بتقمص هذا الدور: ربما يكون لنشأتي الاولى تأثير واضح على امكانيتي بتقمص شخصية ام علي وهي المرأة الشعبية التي تلبس الفوطة خاصة ان اهلي كانوا يسكنون في بيت تسكن فيه عشر عوائل اخرى! وكنت اساعد امي التي تخبز ببيع الخبز! لذا فان الوسط الذي عشت فيه مليء بنساء مثل ام علي!. *يقولون ان امل علي عندما تبكي، تبكي معها الجمهور وعندما تضحك تضحكهم معها!. -هذا صحيح ان كانت ام علي تردد عتابة تبكي عليها النسوة خاصة عندما كان يضربها ابو علي! ومما تجدر الاشار اليه ان برنامج (ام علي) رغم كونه ترفيهيا الا انه كان برنامجا يحمل في طياته موقفا سياسيا تجاه الحكام وسلوكهم. *في الصيف.. في الشتاء! ستديون التلفزيون في عام 1956 كان له تسمية خاصة فهو اشبه بحمام تركي كما يسمونه خاصة انك من النادر ان تجد احد العاملين فيه يلبس قميصا وبنطلونا! والطريف ان الاستديو كان ينقل الى الحديقة المجاورة له ويتحول الى ستدويو صيفي! ومن هناك يبدأ البث. وفي الشتاء كانت قطرات المطر تنثال على رؤوس العاملين اذا لم تغرق الاستديو، فقد حدث ان ملأت المياه ارضية الاستديو ورصفت الصناديق الخشبية للسير عليها بغية الوصول الى اماكن العمل! يذكر العاملون القدامى انه صادف ان توقف البث التلفزيوني ليومين وبعد البحث والتقصي اتضح ان جرذانا او زنبورا اختلفوا عليه كان السبب. وبالتأكيد فهناك العديد من الذكريات الجميلة، والحوادث الطريفة التي كانت تشكل – رغم مرارتها- انطلاقة ايجابية للعاملين الاوائل الذي صنعوا ميلاد التلفزيون، ومازالوا يعطون له الشيء الكثير. كثيرون يذكرون عذوبة صوتها وابتسامتها المشرقة عندما كانت تطل عليهم بوجهها الضحوك قبل عشرين عاما من على شاشة التلفزيون.. انها اول مذيعة عملت في الاذاعة منذ عام 1946 وهي ايضا اول مذيعة تلفزيونية شاهدها الجمهور من على الشاشة الصغيرة عام 1956.. ورغم كل هذه السنوات الطويلة كانت (صبيحة المدرس) بنفس ابتسامتها المشرقة وبحيوية الشباب في منزلها.. وكان هذا اللقاء الذي اعادنا الى الايام الاولى لنشوء التلفزيون وما كان يحيط بطبيعة العمل آنذاك من صعوبات ومفارقات صارت اليوم ذكريات حلوة يتداولونها في احاديثهم بعد ان تغير كل شيء وكبر مبنى التلفزيون وستدويهاته واجهزته الحديثة! تغمض المذيعة الاولى عينيها لتسترجع اولى لحظات دخولها مبنى (الاذاعة اللاسلكية) فتقول: كان ذلك في عيد النهضة العربية (9 شعبان) توجهت الاذاعة الى من يرغب بالقدوم لالقاء كلمة او قصيدة بالمناسبة.. فذهبت وانا احمل بيدي ورقة كتبت فيها انشاء للمناسبة.. فصادف ان سمعها مدير الاذاعة آنذاك الذي اعجب بالقائي فاستدعاني الى مكتبه وفاجأني بسؤاله: من كتب لك هذه الكلمات؟ فقلت له: والله استاذ آني! بعدها سألني: هل تقبلين ان تكوني مذيعة؟ لم اجب حينها الاّ اني خرجت مسرعة للوصول الى البيت لاطرح المسألة على ابي الذي لم يمانع ابدا من الفكرة وامي ايضا، وهكذا بدأت العمل كمذيعة راديو وانا في الصف الرابع الثانوي!. *والتلفزيون ما قصة دخولك اليه كمذيعة؟. -لم تكن هناك مذيعة في التلفزيون عند افتتاحه لذا طلب الي ان اذيع فيه فلم امانع.. واول ما اذعته كان نقلا لمراسيم افتتاح التلفزيون في 2/5/56 ، حيث اشتركت في نقله مع المذيع محمد علي كريم. *وهل تذكرين اول عبارة قرأتها وانت تظهرين على الشاشة وحدك؟. تتذكر ثم تضحك ونسألها ما الخبر؟ وتجيب: -ان اول عبارة قرأتها في التلفزيون غلطت فيها اذ بحكم وضعي كمذيعة في الاذاعة وتعودي عليها قلت: هنا محطة تلفزيون بغداد للاذاعة العراقية! متناسية اني امام الشاشة الصغيرة لا المذياع!. *وما تعليقات الناس آنذاك وانت تسيرين في الشارع؟. -اطرف ما اذكره انهم كانوا يسمعوني عبارة هنا بغداد.. هنا بغداد!.. *وهل واصلت عملك كمذيعة في التلفزيون؟. -لغاية 1958 ثم تركت العمل كمذيعة، بعدها تفرغت لعملي في المحاماة. *لنترك الاذاعة قليلا ولنعد اليك كامرأة عملت في المجال الحقوقي ماذا عن الاعمال التي قمت بها؟. -بعد تخرجي في كلية الحقوق في 1951 عملت ملاحظة في المكتب الخاص لوزير العمل بعدها انتقلت الى وظيفة اخرى حتى 1963. حيث نسبت للعمل في الاعلام فعملت محررة في نشرة الاذاعة والتلفزيون التي تعتبر مجلة الاذاعة والتلفزيون امتدادا لها! بعدها اصبحت مديرة لسجن النساء وبقيت فيه 4 سنوات حتى احلت نفسي على التقاعد قبل 5 سنوات.. *واين حصة الاذاعة اذن من اعمالك هذه.. -كنت اعمل في المساء فقط في الاذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

ثورة العشرين الأسباب والنتائج

بيوتات الكاظمية في العهد الملكي

الكاظمية المقدسة في العهد الملكي

تاريخ العملة العراقية :منذ عهد الملك فيصل الاول وحتى بداية العهد الجمهوري

محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram