هل هناك عبرة في إعادة سرد ما كان تتعرض له الساحرات البريطانيات في عهد الملك جيمس الاول! وهذا البحث الذي كتبته تريسي بورمان يتناول ما كان يحدث للنساء في اوائل القرن السابع عشر، يقدم تفسيراً لسوء حظ النسوة آنذاك.وخاصة المتقدمات في السن، من اللواتي يعرف

هل هناك عبرة في إعادة سرد ما كان تتعرض له الساحرات البريطانيات في عهد الملك جيمس الاول! وهذا البحث الذي كتبته تريسي بورمان يتناول ما كان يحدث للنساء في اوائل القرن السابع عشر، يقدم تفسيراً لسوء حظ النسوة آنذاك.
وخاصة المتقدمات في السن، من اللواتي يعرفن شيئاً عن الطب القديم. اذ كان من السهل توجيه تهمة السحر اليهن.فما بين عامي 1450-1750، تمت محاكمة 100،000 شخص تقريباً، معظمهن من النساء بتهمة السحر في اوربا، والقائمة التي تضمنت جرائمهن المفترضة، متنوعة، وبدا ان حادثة طبيعية، كانت تفسّر دليلاً على ممارسة الاعمال الخارقة للطبيعة، في المانيا وحدها تم اعدام 36 امرأة بتهمة السحر بهطول البرد بشدة، وفي الوقت نفسه عبّر فلاح من نورفولك، عن شكره للقوى الغامضة التي جعلت خنزيره لا يصدر اصواتاً كما السابق.
ويبدو ان الحالات غير الطبيعية كافة ، كان يمكن عزوها للسحر، ومن توجه التهمة اليها، تتعرض لشتى انواع التعذيب: منع الطعام عنها، منعها عن النوم، ضربها بالسوط، بحثاً عن علامات تركها الشيطان عليها، او وضعها في بركة آسنة المياه، فان طفت فوق المياه، كان ذلك دليلاً على كونها مذنبة، وان غرقت فهي بريئة، اما في الحالات التي كانت تقدم فيها للمحاكمة، عليها الدفاع عن نفسها، دون اي محامٍ، وان صدر حكم عليها، كانت تأمل ان تكون محظوظة، حيث يتم اعدامها ببطء بالمشنقة، بدلاً من انضامها الى الذين حكم عليهم بالموت حرقاً.
والامر الاشد رعباً في تلك العمليات كان اتسامها بالعشوائية، فإمكان اي واحد توجيه التهمة لجاره، وفي تلك القرى الصغيرة، قليلة السكان، كانت الالسنة الطويلة حادة كالمنجل، ومن السهل على أي واحد توجيه التهمة الى غيره.
وانتشار جنون القبض على السحرة غدا امراً مرغوباً بالنسبة للمؤرخين.
ففي عام 1619، تم اعتقال جون فلوير وبنايتها بتهمة الشك في قيامهن باعمال السحر، وتم نقلهن للتحقيق، وكانت الأم وابنتيها يقمن باعمال الخدمة لدى فرانسيز مانيرز، مالك قلعة بيلفور، وواحد من الاغنياء الكبار، وقد وجهت اليهن تهمة القيام باعمال السحر، ضد اولاد مانيرز ووفاتهم اثر ذلك، وكانت واحدة من تلك القصص الاعتيادية، حيث الثروة والسلطة قادرة على سحق الفقير، وماتت الأم جون فلوير في السجن، ولكن ابنتيها حكم عليهما بالشنق بعد صدور الحكم ضدهما، وتم تنفيذ الامر.
وكان من السهل في تلك المرحلة من التأريخ تهمة السحر نحو الاخرين، وخاصة من قبل الاشخاص الذين يملكون نفوذاً وسلطة واسعة، من اجل تحقيق المصالح الشخصية وخاصة بالنسبة للطبقة العليا، الحاكمة في المجتمع.
 عن: الانديبيندت