جاك نيكلسون الاسم الكبير في عالم السينما، اعلن مؤخراً اعتزاله التمثيل، والسينما والعاملون فيها، احتفلوا بالرجل الذي اثار الاعجاب، بسبب نسيانه ما يحفظ من ادواره، هذا مع مقدرته على سرقة المشهد على الشاشة وخارجها، فهل هناك ممثل آخر احبه الجمهور بهذا الق

جاك نيكلسون الاسم الكبير في عالم السينما، اعلن مؤخراً اعتزاله التمثيل، والسينما والعاملون فيها، احتفلوا بالرجل الذي اثار الاعجاب، بسبب نسيانه ما يحفظ من ادواره، هذا مع مقدرته على سرقة المشهد على الشاشة وخارجها، فهل هناك ممثل آخر احبه الجمهور بهذا القدر؟ فغالبية الممثلون بالموجة السينمائية الحديثة التي جاءت في الستينات، وأوائل السبعينات، قد تركوا التمثيل نهائياً، وارن بيتي مثلاً لم يمثل منذ 12 عاماً، جين هاكمان اعلن اعتزاله عام 2008، مع انه لم يمثل فيلماً قبل ذلك باربعة اعوام، والوحيد الذي مازال يمثل حتى اليوم هو روبرت دي نيرو.
ولهذا السبب فان اعتزال جاك نيكلسون التمثيل لا يعد امراً غريباً، والافلام الاخيرة التي مثلها كانت كوميديا غير مهمة، اشارت الى تراجعه في اختيار ادواره.
وان صح ان نيكلسون قد تحول اخيراً لقبول ادوار لا تقول او تعبر عن شيء، فعلى صناعة السينما ان توجه اللوم لنفسها، وبينما تراجع الانتاج في بعض الاحيان لتسهيل انتاج افلام لا تحمل هدفا ثقافياَ، كما كان الامر في الستينات والسبعينات لقد شق نيكلسون طريقه في السينما، في بيئة ملائمة لابعاد شخصيته الطاقة المتجددة، والابتسامة المجنونة، وكيفية اظهار غضبه، وكان بامكانه جعلنا نبكي حتى على الشيطان.
والمعجبون بفيلم (طيران فوق عشق الوقواق) على حق في الاعتزاز الروح الثورية للبطل، ولكنه علينا ان لا ننسى ان ذلك الفيلم يبدأ مع نيكلسون وهو يهز كتفيه غير مبال لقيامه باغتصابه فتاة صغيرة، وقلة من الممثلين قادرون على تمثيل ذلك المشهد بتلك الدقة.
وبالرغم من نيكلسون لم يؤكد اعتزاله التمثيل، فان عدداً من المصادر اكدت الى معاناته في النسيان وان الذاكرة التي بدأت في الانحدار، هي السبب في رفضه عدد من النصوص الجديدة.
ومن الافلام التي رفضها مؤخراً، نيبراسكا، حول رجل مسن مدمن الخمر، يعتقد انه قد فاز بالجائزة الكبرى في اليانصيب، وهذا الامر هو الذي اضاف المزيد الى طاحونة الاشاعات.
وقد نال الدور بعد ذلك، زميله بروس ديرن، والذي فاز بجائزة احسن ممثل في مهرجان كان لهذا العام.
ولكن ماذا تعني الجوائز الفضية والتماثيل المذهبة بالنسبة لنيكلسون! فلديه ثلاث جوائز اوسكار، جائزتي بافتا (البريطانية)، وايضاً جائزة مهرجان كان للتمثيل (عن فيلم التفصيل الاخير).
وهو الفنان الكبير الذي مثل تم ترشيحه (12) مرة للأوسكار، وقياساً الى الجماهير والنقاد وصناعة السينما، لايوجد ممثل آخر اكتسب قدراً من الحب والاعجاب مثله.
لم يتغيب نيكلسون مرة عن واجبه، واداؤه غير الاعتيادي، هو جزء من شخصيته، وابتسامته الناعمة والماكرة، هي احدى مميزاته.
ومن اشهر ادواره في فيلم (بريق)، ويليه (ساحرات ايستوود).
وفي الوقت الذي ساعدته مواهبه لتقمص الشخصية المجنونة او المصابة بلوثة عقلية، فان الفنان الكبير هو الذي اجهد نفسه لتقمصها وبنجاح كبير وهو يميل عادة الى تركه وحده، عند تصوير الافلام، ليتقمص الدور حسبما يتصور، دون ان يملي عليه المخرج امرا ما، وهذا ما حدث مع دوره في فيلم (المرتحل) اخراج مارتن سكورسيزي.
وقبل انتهاء تصوير فيلم (بريق)، اعرب ستييفن كينغ (المؤلف) في مدى مقدرة نيكلسون في تقمص الدور، لانه شخص غير عادي، وفي المراحل الاولى من حياته، مثل نيكلسون، دور المحامي في فيلم (الراكب السهل)، وفي تلك المرحلة من حياته، ابدى تخوفه من الاستمرار في تمثيل الافلام ذي الميزانية المنخفضة وكان زميله في الفيلم ومخرجه، دينس هوبر، وقال له نيكلسون، (ان اردتني او رفضت، فلن تجد غيري للدور، وسأتحرك بادائي، وحقاً، فاني الممثل الافضل في مثل سنيّ).
وجاك نيكلسون، ابدى احترامه للسينما الاوربية، وقد مثل في بداية شهرته دوراً في فيلم انطونيوني المثير (المسافر)، ومن أدواره المميزة اداؤه في فيلم، (العهد) كرجل يتحرّى عن قاتل طفل وكان من اخراج شون بين.
وان كان خبر اعتزاله صحيحا، فان الامر لن يؤثر في كون هذا الفنان جزءاً من ذاكرتنا السينمائية والثقافية، بعد مضي عدة اعوام على افلامه التي لا تنسى، وفي عام 2009 عندما منح جائزة (الابداع لانجازاته الفنية)، قال له دي فيتو (انك ستكون خالداً).
ولد جوزيف نيكلسون في 22 نيسان، 1937 نشأ في سبرينك هيل، نيوجيرسي.
ويقول: (أشعر بالقلق منذ اللحظة التي استلم فيها العمل، يساورني القلق في كيفية ادائه، ثم امضي الى مكان التصوير، ويقول المخرج، ادر الكاميرا، وفجأة، يختفي كل ما امامي، واحس بالراحة، وأؤدي دوري، حتى بدون التفكير فيه).
ويقول بولانسكي: (جاك هو اسهل من تعاملت معه طوال عملي كمخرج، وكل الكلمات والجمل تبدو اجمل، عندما يقولها، حتى ان كانت مسيئة).
 عن: الغارديان