بعد ان اصبح دعم الرئيس اوباما للقيام بعمل عسكري في سوريا موضع شك، و اصبحت قوة اميركا و هيبتها على المحك ، و قيام الأسد بضرب شعبه بالغاز السام، فان اوباما بحاجة الى خطة بديلة بشأن سوريا . ان الأستعانة بسياسة بوتين تجاه اسلحة الدمار الشامل لن توقف آلة

بعد ان اصبح دعم الرئيس اوباما للقيام بعمل عسكري في سوريا موضع شك، و اصبحت قوة اميركا و هيبتها على المحك ، و قيام الأسد بضرب شعبه بالغاز السام، فان اوباما بحاجة الى خطة بديلة بشأن سوريا . ان الأستعانة بسياسة بوتين تجاه اسلحة الدمار الشامل لن توقف آلة القتل التي تستخدمها الحكومة السورية .

لحسن الحظ، هناك خيار ستراتيجي يمكن ان يكون أقوى و أكثر فاعلية ضد الأسد و الذين يقفون وراءه .
بعد تجاوز العقوبات، على ادارة اوباما تحشيد تحالف للراغبين و البدء باستهداف العناصر الضرورية لهيكلية الدعم المالي و الاقتصادي و اللوجستي السورية بما في ذلك دعم ايران و حزب الله .
رغم السلسلة الطويلة من العقوبات، تمكنت سوريا و حلفاؤها من الاعتماد على بنية تحتية حيوية فاسدة متفق عليها – من الموانئ، و المعابر الحدودية، و الخطوط الجوية، الى المصارف و وكلاء نقل البضائع و شركات الشحن . تحييد هذه العناصر يتطلب جهوداً لإحتوائها و تعطيلها بهدف تطويق منطقة الصراع في سوريا ووقف تدفق الرجال و المال و الإمدادات الى نظام الأسد. مثل هذه الستراتيجية، بالتنسيق مع حملة قصف دقيقة مستمرة ضد المصادر الرئيسية الداعمة للنظام ، كانت فاعلة جدا في كوسوفو و يمكن ان تكون كذلك ايضا في سوريا .
هذا الجهد الشامل يجب ان يتضمن الأجراءات التالية :
- الضغط على النقاط الرئيسية للبنية التحتية التي يستمد الأسد قوته منها، مثل المطارات ، المعابر الحدودية ، الموانئ البحرية. فمجرد التهديد بتقليص او منع حقوق الهبوط للطائرات المتجهة الى مطار بيروت الدولي من الولايات المتحدة يمكن ان يؤدي الى المزيد من التعاون . السلطات اللبنانية المسؤولة بحاجة الى اعادة السيطرة على الموانئ البحرية و المطارات و غيرها من عناصر البنية التحتية الفاعلة التي يسيطر على بعضها حزب الله و التي تسمح بتدفق كل شيء من الشحنات النقدية السائبة الى الأسلحة و المقاتلين .
لقد اصبح التدفق المستمر للمسلحين الى سوريا ، خاصة من العراق و لبنان ، دافعاً اساسياً لهذا الصراع و من الضروري مواجهته بالشكل المناسب.
- شن حملة عالمية ضد ( شبكة تسهيل التهديد ) الإيرانية؛ فمنذ بدء الحرب الأهلية في سوريا كان كبار القادة العسكريين الإيرانيين يؤكدون مرارا على ان الأسد كاد ان يسقط لولا الدعم الإيراني. هذا يشير ليس فقط الى الدعم العسكري من ايران و حزب الله للقوات الموالية للأسد على خطوط الجبهة ، و انما أيضا للمجموعة الواسعة من القائمين بالتسهيلات و خطوط الاتصال التي تعزز ( شبكة التهديد ) الإيرانية.
بسبب عدم السماح بإشراك الجنود الأميركان و نشرهم في طريق الهلاك، فينبغي ان يكون التركيز الأساسي على تعطيل و تفكيك المسارات غير المشروعة التي ستبقى لفترة طويلة بعد انتهاء الضربات الجوية الأميركية.
- دور اكبر لفرض القانون . ينبغي معالجة و مهاجمة شبكات التشغيل الخارجية لا يران و حزب الله عن طريق فرض القانون، و ليس ببساطة عبر عمليات محاربة الإرهاب . يجب ان تستهدف " مبادرة تسهيل التهديد المضاد " الشركات غير المشروعة و مصادر الإيرادات، و استخدام عمليات فرض قانون مخططة ستراتيجياً لمهاجمة قنوات الإرهاب من خلال التجارة العالمية و المنظومة المصرفية.
- ملاحقة تمويل نظام الأسد . تعتبر منظومة بيروت المصرفية مركز الجذب المالي للأسد و حزب الله و قناة رئيسية غير مراقبة لإيران للدخول الى المنظومة المالية العالمية . ان كون 70% من اقتصاد لبنان مرتبط بالدولار يجعلها ضعيفة؛ فمصارفها لا تستطيع البقاء من دون حسابات مقابلة في نيويورك. كما ان كون مصارفها ذات سمعة سيئة في غسيل الأموال لصالح عصابات المخدرات بما في ذلك الشراكة مع نظام الأسد و شركاؤه، يزيد من ضعفها . مثل هذه الإجراءات يمكن ان تشمل كافة المصارف الإجرامية في لبنان و التي تعتبر واجهة للأسد و شركائه.
هذه مجرد بعض الوسائل التي يمكن للولايات المتحدة و حلفاءها العمل في إطارها بشكل فاعل لمهاجمة الأسد و من يدعمه .
مع استمرار إدارة اوباما في دراسة الخطوات التالية بشأن سوريا، ينبغي عليها النظر مليا في اعادة صياغة مجمل سياستها تجاه الشرق الأوسط و ان تسأل ، ما الذي يمكن ان يضعف فعلا الأسس الستراتيجية و القدرات الخارجية لسوريا ؟

 ترجمة المدى